“واجومانيوز” في حوار نوعي مع “لاجئي سوداني طالب” تحدى الظروف

واجومانيوز

بعد انفجار الصراع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان توقفت المؤسسات الصحية والاقتصادية والتعليمية والتجارية بشكل كبير بسبب الدمار والقصف الجوي والمدافع وغيرها لذلك لجأ كثير من السودانيين الى دول الجوار بحثا عن امان واستقرار وهذا ما وجد الطالب يعقوب السيد ادم الزي كان يدرس الهندسة الكهربائية المستوى الرابع بجامعة الخرطوم عندما اندلعت الحرب .

حيث توجه إلى جنوب السودان باحثا عن فرصة جديدة لمواصلة تعليمه لذلك استقر بمعسكر قروم بالقرب من العاصمة جوبا .

حاوره : محمد عثمان جبريل 

واجومانيوز

حدثنا بدايتا اين موقعك عندما اندلعت الحرب وماهي آثارها عليك ؟
انا من جنوب كردفان ولكن عندما اندلعت الحرب كنت في ولاية الخرطوم وهي المنطقة التى انطلقت منها الطلقة الأولى في هذه الحرب ، وكانت أشبه بفلم رعب حقيقي حيث ان أصوات المدافع والأسلحة الثقيلة والطيران من اكثر الاشياء مخيفة مررت بها في حياتي اول مرة اعيش أجواء الحروب بصورة مباشرة ، اول مرة أرى انفجار بأم اعييني اول مرة أرى طائرة تقصف لك ان تتخيل حجم الدمار والخراب والموت المنتشر سواء كان للقوات المتحاربةاو المواطنين في مدينة تكثر فيها التعداد السكاني وتعد اكثر منطقة مزدهمة في السودان .
اما بالنسبة للآثار النفسية . افتكر انو وصلت مرحلة الخوف القاتل بمعني وصلت مرحلة انك تفكر انو لا محال او لا مفر من الموت وكنت أتخيل انو سوف أكون من اعداد الاموات في الايام المقبلة وان أترك كل ما حلمت به وما خطتت له في اي لحظة . حقيقي كانت لحظات مخيفة لدرجة اكبر مما تتصور.

هل واجهت تهديد مباشر؟
لم يكن مباشر في اغلب الاحيان ولكن عندما قررت الخروج من الخرطوم بعد شهرين من اندلاع الحرب واجهت صعوبة في الطريق واول تهديد كان من قبل قوات الدعم السريع التى قابلناها في ارتكاز في منطقة جبل اولياء وفي البداية كان رافضين خروج المواطنين من الخرطوم لخطة يعلموها جيدا وحتى بعد أن برهنت لهم بانني طالب وليس لدي مصحلة بان يحصل قتال وان يحصل تخريب للبلد وقتل للابرياء لم يسمحو لي الا بعد أن سلبت كل ما املك من أموال وجوال وملابس وكانت هذه الأشياء ضريبة الخروج.

حدثنا عن وضعك التعليمي قبل الحرب. …
كانت رحلة تعليمية ممتازة جدا قبل الحرب اي منذ حصولي على نسبة ٩٣% في امتحان الشهادة السودانية مما اهلني للحصول على مقعد في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة الخرطوم والتى تعتبر من اكثر الجامعات تميزا في السودان وأفريقيا اي واحدة من منارات التعليم العالى .

ماهي الظروف التي مررت بها في معسكر قروم ؟
وصلت معسكر قروم في شهر يونيو ٢٠٢٣م وكانت هناك سهولة في اجراءات التسجيل ولم ينقضي اسبوع حتى اكمل تسجيلي واصبحت لاجئ بصفة قانونية ورسمية وبعدها حصلت على مستلزمات مثل خيمة وأدوات المطبخ وأغزية مثل زيت وأرز ودقيق وصابون ولكن بصورة عامة هنالك تحديات واجهتني داخل المعسكر مثل مرض الملاريا لان الاكل لم يكن جيدا والمياه كانت مالحة والمكررة غالية كذلك لا توجد مراكز تعليمية لدراسة اللغة الانجليزية

كيف حصلت على المنحة الدراسية المقدمة من DAFI ؟
بعد إقامتي في المعسكر لفترة ظلت مشكلة توقفي عن الدراسة تؤرخني كثيرا وبدأت اسال وابحث عن فرصة لمواصلة تعليمي ثم ظهر إعلان منحة DAFI مقدمة خصيصا للاجئين بصورة عامة والنازحين من جنوب السودان من قبل عدد من الجهات تتبع للأمم المتحدة او بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة

اذا حدثنا عن المنحة التى حصلت عليها.
في شهر ٩ من سنة ٢٠٢٣م كان هناك إعلان لمنحة DAFI وهي منحة ممولة من الحكومة الالمانية بالتعاون مع UNHCR وتحت مظلتها وعندما تحصلت على الخبر باشرت بالتقديم بعد معرفة الشروط والإجراءات . فبعد فترة قصيرة ظهرت النتائج وتم اختياري تخصص IT مع ثلاثة من النازحين الجنوب سودانيين في معسكر قروم وانا كنت السوداني الوحيد الذي تم اختياره ،ومن اهم الميزات في هذه المنحة انها ممولة بشكل كامل والدراسة باللغة الإنجليزية.
ولكن كان هناك بعض المشاكل التى اعاقت بعض الطلاب عن التقديم مثلا تأخير استلام بطاقات اللجؤ.

ماهو طموحك بعد أن حصلت على منحة DAFI وعن الجامعة وبيئتها ؟
انا انسان مجتهد وطموح وطماع جدا في التعليم وليس لدي سقف محدد. ابحث دائما عن المعرفة والتطور لذلك انا ساعي في ان أحدث ثورة في مجال الابتكارات التكنلوجية. وانا سوف اجتهد لاقدم كل مافي جعبتي في المستقبل لخدمة الاجئين والنازحين وكل المجتمعات التى تحتاج خدمة مننا جميعا.
اما بيئة الجامعة وتأسيسها لقد انشأت جامعة Africa Zeal ٢٠٢١م فقط الا انها تعد من اكثر الجامعات تميزا في جنوب السودان بفضل ادارتها والبيئة الجامعية حيث تتوفر كل المعينات التى تساعد الطلاب في دراستهم من قاعات ومعامل كما تمتاز بكادر من دكاترة ومساعدي تدريس من كينيا ويوغندا وجنوب السودان ورواندا وهم من خيرة الكوادر.

هل لديك رسالة للطلاب اللاجئين والنازحين؟
اقول لاخواني الطلاب والطالبات اللاجئين بصورة عامة عبر صحيفة (واجومانيوز) ان لا يستسلمو وان لا يتوقفوا عن تعليمهم مهما كانت الظروف لان التعليم هو الطريق الوحيد للمعرفة والابتكار والتطور والابتعاد عن الجهل والتخلف وهو سبيل لخلق فرص كثيرة .
كما أناشد الدول ومنظمات المجتمع المدني بان يقدموا مزيدا من الخدمات التعليمية وخصوصا التعليم ما قبل الجامعي لانه يحتاج إلى الكثير

 

تم

Translate »