وكتبت باجوان يونس… معظم شعب جنوب السودان يعانون من ضعف الإنتاجية

واجومانيوز

بقلم / باجوان يونس

واجومانيوز

يعتقد البعض أن مفهوم” الإنتاجية” هو أن يقوم اي شخص بالانخراط في الكثير من الأعمال الشاقه وفي مدة معينه أو أنه يقوم بإنجاز جميع أعماله في وقت وجيز، تحضيرا هنا لواقعنا كشعب السودان الجنوبي هنالك عوامل كثيرة مؤثرة في مسيرتنا الإنتاجية، اهمهما أننا مستهلكين اوليين أكثر من كوننا (إنتاجيين) أو (منتجين)، ونهتم كثيرا ونعيش على الكماليات دون وعي بوجود مصادر دخل أخرى يمكن أن يؤمن لنا طول مدة تلك الرفاهية وهذا ما يجعلنا مجتمع غير ساعي للإنتاج.

  الشعب الجنوب السوداني كغيره كما شعوب العالم، توجد فيها المنتج وغير المنتج،وبجهدهم يتطلعون كغيره من الشعوب لخلق واقع يليق بانسانيته، ويساهم في ترقية مؤسساته ليدفع بعجلة الفئات الإنتاجية الأخرى.

 أن تكون الإنسان ذو إضافه محفزة وطاقة إيجابيه بحد ذاته صفه نبيله بالإضافه انها لا تقف فقط عندنا كاشخاص، إنما أن تكون منتجا لذاتك ولأسرتك هنالك شخص منتج بالفطرة والأخر يكتسبه من خلال الممارسات اليومية ، أضف الى المجتمع التي لابد أن يستفيد من قدراتك لأنك جزء منها والممول والمسؤول الأول عنه.”

بماذا تساهم المشاريع الصغيره في ظل الوضع الراهن؟

توجد العديد من المشاريع الصغيره التي تلعب دورا فعالا في عمليه التنمية الإقتصادية والاجتماعية اذ نجد .أولا ان المفاهيم التقليدية السائده والتي يعتبر خاطئة لدى معظم الأفراد أنه يرسخ في أذهانهم دائما بان لقيام اي مشروع اقتصادي غالبا ما يحتاج الى رأس مال ضخم حتى تتمكن من البدء في ظل الظروف الإقتصادية المأساوية التي تمر بها البلاد يكاد الوظيفه الواحده لا تكفي للفرد الواحد لإعالة نفسه او أسرتة ، دفع الناس بذلك إللجؤ الى التفكير في مشاريع أخرى مربحه عسى ولعل يزيد من دخله اليومي . بهذا دعنى أذكركم بنقطه مهمه جدا أن المشاريع الصغيره هي الأكثر اسهاما في توفير العمل للفرد نفسه بجانب تعزيز النمو الإقتصادي بشكل عام والتقليل من حالة البطاله على وجه الخصوص، لان ذلك تدفع في التفكير لاستغلال عدة مجالات للحد من تلك العمليه(البطالة) على سبيل المثال المجال الزراعي، اذ يمكن إستغلال الأراضي لاستخدامات متعددة خاصة عندما تتميز ( بالخصوبه العاليه ) والتي تفيد في زراعتها إنتاج محاصيل تكفي محليا والتصدير، بجانب الزراعة أيضا المشاريع الخدميه والصناعيه…إلخ.

الأسره المنتجه ماذا يعني ذلك ؟

إن دور المشاريع الصغيره لتمويل الأسر يساعد فقط، ما إذا كانت تلك الأسرة تمتلك المقومات التي تساعد في بدء مشروع أين كان حجمها ونوعها، كأبسط مثال الأعمال الحره والأعمال اليدويه التي يمكن أن يقدم بإنتاج منتجات وثم بيعها وبذلك يساعد في زيادة دخل الفرد والأسرة ورفع مستوى المعيشه. الأهم من ذلك أن العملية تبدأ من جعل الأبناء منذ الصغر وتنشيئتهم كأشخاص منتجيين ،يعرفون قيمه الوقت ،وتربيتهم على التفكير المستقل وأن يسعى الأباء في ان يكونوا الى جانبهم مدى الحياة .ولكن توجد اباء يسلبون هذه القيمة عن أبناءهم وهم كثر في مجتمعنا، حيث توجد في المجتمع السودان الجنوبي أسر لا يكبدون العناء لزرع تلك القيم الإيجابية ، ألا وهي كيف يكونوا منتجيين دائما، اذ يوفرون لهم ما يحتاجونه دون جعلهم يعانون قليلا وهذا ليس إهمالا !ولكن يجب فعل هذا حتى نعلمهم أن يسألوا أنفسهم عن الطرق الذي يمكنه من خلاله إكتساب قوت يومه، ليعلموا إلى اي مدى يكلفون اباؤهم قدر من الجهد البدني والطاقه، لتلبية إحتياجاتهم .

 على الرغم من وفرة الموارد نفتقد الإنتاج والإستغلال الصحيح.

 مع التركيز في النقاط المهمه نعلم تماما أن جنوب السودان يمتلك موارد قيمه وله نفع كبير على المدى البعيد للفرد وللمجتمع أجمع إذا تم إستغلاله بالطرق العلميه الصحيحة. اذ توجد لدينا ما يكفي من موارد الطبيعية غير المتجددة مثلا المعادن،الذهب،الفضه،النحاس…والكثير منها حتى اللحظة لم يتم التشف عنها، ومازال داخل باطن أراضي الدوله! ولا ننسى أيضا الموارد الطبيعيه المتجددة التي يعتبر ذات إمكانيات الكبيرة لها دور في رفع مستوى النمو الإقتصادي للدولة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وهي ( الأراضي الزراعيه الصالحه للزراعه الخصبه،النفط، الغابات،..والخ. الكارثه هي أننا شعب نستهين بهذه الموارد ونكاد أن لا نقدر قيمه تلك المعطيات المادية الطبيعية التى سوف تساعدنا في التنمية الإقتصادية للبلاد إن تم إستغلالها بصورة جيده وعندما نقول أن معظم الشعب غير منتج نستحضر تذمر الكل بواقع مرارة العيش وصعوبة الوضع الإقتصادي وإرتفاع الأسعار والتكاليف الباهظه للمنتجات داخل الأسواق ونفاذ الكميه دون اي حراك من المجتمع نفسه، اي البدء في الخطط البديلة الخاصة بالفرد مثلا الزراعه .وأسمع مقولة جميله جدا في إطراء أرضاينا ( أنه لو رميت حجرا على الأرض ينبت، ) هذا تعبير مجازي لوصف مدى خصوبه الأرض الذي لا نستفيد منها ومن أكبر الجرائم أننا لا نقدر تلك النعم وفي الوقت ذاته نطلب الدعم من الخارج أو نستعين بالمنتجات من الدول المجاورة في ظل إمتلاكنا موارد كافية تعتبر سله غذاء كافية لنا.

نحن نفتقد إلى عملية الإبتكار التي تقتضي بتحويل الموارد المتاحه الى نفع حتى نتمكن الإستفاده منها والعمل على دعم إقتصاديات الدولة الأخرى عبر إستغلال الموارد الطبيعيه باقلة تكاليف مثلا شواطي الأنهار بجعلها قبلة للسياح والغابات ايضا مصدر كبير للاستفادة من اخشابها او عمل منتزهات لجلب السياحه ايضا، كل هذه وغيرها يعتبر مصادر دخل للدولة.

 الخلاصه

دائما يسعى الفرد في تحقيق عنصر الإنتاجية ولكن هنالك عدة عوامل علينا أخذها في الإعتبار لابد أن تتوفر لديك حتى تصل لتلك النقطه الا وهي أن تكون شخص مرن فكريا ومبتكر ومستقل من حيث إدارة مشروعك وكيفيه ضبط الوقت لديك فأمر الإنتاجية مرتبطه بالوقت والفراغ الذي يشغله الفرد لا سيما أنهما عمليتان متكاملتان ولكن لا يعملا لصالحك إلا إذا كنت شخصا فطنا وأضف الى ذلك عامل الإعتماد على النفس ودعني أضرب بالمثل على الطلاب الجامعين أو الخريجين الآن في البلاد القليل منهم حالفهم الحظ بالوظيفه فور تخرجه والأخر يضع يده على خده ساكنا بلا حراك، أقصد أن الإعتماد على النفس في أمر الإنتاج هو أشبه بالوقود المحرك نحو زيادة إنتاجية الفرد إذا لم يتوقف الكثير منا من تقديم اللوم والتبريرات اللا منطقيه من سوء الأحوال الإقتصادية وتوجيه أصابع الإتهام الى الأباء والدولة ستكون بلادنا عرضه للاختلال الاقتصادي وضعيفة في مستوى المعيشي.

ففي الحقيقه بما يخص الفئة الشبابية يمكنك الإعتماد على أفكارك والبدء في البحث عن المناخ المناسب والوسائل والتقنيات المناسبه والأليات حتى تبدأ في كسب قوت   يومك ( المشروع) بدءاً من الزراعة الى ما تملكه من فكرك المستقل ( دواجن ،تعدين،صناعه، خدمات) هذا مثال فقط وأنا على يقين أن هنالك الكثير من الشباب يملكون أفكار أفضل من ذلك بمكن ان ينقلهم نحو الأفضل من حيث تحقيق وضع مادي مستقر حتى وإن كان حال البلاد لا يتوفر مثل تلك الآليات الذي قد يسهل من مباشرة المشاريع ولكن لا يعتبر إطلاقا سببا لكي نتوقف عن التفكير في كيفيه بدء مشاريع.

ينقصنا أيضا عناصر كثيره لجعل أفراد المجتمع منتجين مثل الندوات التحفيزيه والتثقيف العملي حول كيفيه جعل الإنسان منتجا وليس مستهلكا، كما هو الحال الآن في البلاد أكثرهم يعيشون على كماليات ورفاهيات الحياة دون أدنى فكرة عن الخراب الذي سببه لنفسه.

فإذا أردنا من تحقيق التنمية الإقتصادية للبلاد وللفرد نفسه يجب علينا إستغلال موارد البلاد بالطرق الصحيحة والمثاليه والبدء بما هو قليل مهما كان نوع المشروع لأن الهدف الأساسي هو تحسين مستوى الدخل والمعيشه سواء كان لدى الفرد أو الدولة والإهتمام بعنصر الإنتاجية.

تم

Translate »