تعقيب_على “كتاب جنوب السودان الحال والمآل”

واجوما نيوز

تعقيب_على
“كتاب جنوب السودان الحال والمآل”
للكاتب الصحفي اتيم سايمون

بقلم: تيكواج فيتر

واجوما نيوز 

اولاَ:

لقد أحسن الكاتب إختيار عنوان الكتاب، وهذا أمر غاية في الصعوبة لإختيار عنوان يجمع عدد من مقالات تناولت مواضيع وقضايا مختلفة وفي فترات متباينة، فلقد قام الكاتب في كتابه، بتناول العديد من القضايا ويمكن تقسيم تلك القضايا التي وردت في الكتاب إلى:
أ- قضايا سياسية
ب- قضايا أمنية
ت- قضايا اقتصادية
ت- قضايا إجتماعية
ث- قضايا ثقافية
حيث تم تناول تلك القضايا في مجملها من منظور أو في إطار وطني، من خلال بعض أوجه نظر الكاتب عن الحلول التي يمكن أن يعالج بها المشكلات والتحديات التي تواجه جمهورية جنوب السودان.

ثانياً:

كما يمكن الملاحظة، أن الكاتب مر بمراحل تطور كنتيجة للتخصص والاجتهاد في مجال الصحافة ومتابعة مجريات أحداث التطورات السياسية في جمهورية جنوب السودان. على سبيل المثال، يتضح إختلاف قراءات الكاتب حول أسباب التمرد في جنوب السودان، فكان الكاتب يعتقد أن تمرد ياوياو في جونقلي هو نتيجة الانجراف وراء خدائع الخرطوم، دون أن يتطرق إلى الأسباب الرئيسية التي اتضحت لاحقاً، أن الحركة الشعبية في حد ذاتها تواجه مشكلات داخلية وليست مؤهلة في تحقيق التسوية السياسية بدون وسيط خارجي، ودعم موقفه هذا في عدم قدرة الحركة الشعبية في احتواء الإختلافات السياسية الداخلية بنقل مشكلاتها من مجلس تحرير الحركة الشعبية إلى مجلس الأمن الذي يتبع للأمم المتحدة.
#ثالثاً ملاحظات نقترح للكاتب أن يتم مراعاتها لأهميتها، وتتمثل فيما يلي:

أ- عدم توضيح بعض الأسماء، وبتحديد وعلى سبيل المثال حينما ذكر اسم اطور، كان يفضل أن يتم التوضيح من هو أطور بشكل مختصر في الهامش.

ب- غياب التواريخ، وباعتبار أن المقالات الواردة في هذا الكتاب منشورات سابقة في عمود رأي منذ الفترة ٢٠١١- ٢٠٢٠م، لقد تكرر إستخدام كلمات مثل (العام المنصرم، الشهري الجاري، القرن الماضي..إلخ)، إذ أقترح أنه يفضل مراجعة تلك التواريخ وكتابتها، حتى يتم الاستفادة من هذا الكتاب كمرجع يوثق بعض الأحداث بشكل دقيق، ونفس الأمر ينطبق على الإشارة في الكتاب إلى تقرير صادر من الأمم المتحدة دون وضع تاريخ هذا التقرير.

ت-تواريخ وجهة نشر المقالات، لم يذكر الكاتب تواريخ وجهة نشر تلك المقالات وهذا كان يمكن أن يقلل من عيب عدم ذكر التواريخ السابق ذكرها في النقطة “ب” من الملاحظات. وبالتالي نقترح للكاتب أن يسعى إلى بذل مجهودات إضافية والعودة إلى تواريخ وجهة نشر المقالات. ويوضح هذا في الهامش بجانب توضيح الاسماء ومعانيها لأهميتها للقارئ غير الملم بتلك الأحداث.

#رابعاً: أرى أنه يفضل أن نستخدم جميعاً مفهوم الدولة الوطنية وليس الدولة القومية، لأننا في جنوب السودان قوميات وليس قومية واحدة، ففي اعتقادي أن أحد عوامل القومية الذي ينطبق علينا كسودانيين جنوبيين، هو التاريخ المشترك الذي عاصرناه خلال معاناة الاستعمار والتهميش في جمهورية السودان.

وبالتالي، الدولة الوطنية هي التي تجمعنا من حيث الدقة والموضوعية. وهو موضوع بحاجة لنقاشات مستفيضة حوله، بما قد يسهم في معالجة أزمة الهوية التي نعاني منها.

#أخيراً فإن هذه الملاحظات ليست تقليل من قيمة هذا الكتاب الهام، فربما كان لعامل الوقت والانشغال دور في عدم معالجة تلك الملاحظات في وقتها أو قد يكون لأسباب موضوعية أخرى، وأكاد أجزم أن كل المتابعين من قراء وقارئات كتابات الكاتب الصحفي اتيم سايمون، لن يختلفوا معي في أن اتيم سايمون هو من أبرز الكتاب الشباب في جمهورية جنوب السودان الذين ذاع صيتهم مبكراً ومن أولى كتاباتهم، لما يتسم به من موضوعية وإتزانه في تناول القضايا الوطنية، ويتعبر مفكر ومنظر حول كيفية بناء دولة وطنية، من خلال طروحاته الفكرية وآراؤه الصحفية وفي غيرها من الأبحاث المنشورة.

كما يعتبر الكاتب قدوة ونموذج ندعو أن يتم الاحتذاء به، وخاصة في الاجتهادات واهتمامه بالتخصص بدلاً من التشتت الذي يعاني منه أغلب الشباب.

معرض_ويلوز هاوس للكتاب الأول بالقاهرة
مركز بيتنا الثقافي والإجتماعي – المعادي
القاهرة
٢ أبريل ٢٠٢١م

Translate »