
العنف والأمطار يقطعان المساعدات عن 154 ألف نازح في جنوب السودان
واجومانيوز
واجومانيوز-باطومي أيول/جوبا
حذّرت الأمم المتحدة من تدهور خطير في الوضع الإنساني في جنوب السودان، حيث أدّت أعمال العنف والقيود الإدارية والأمطار الغزيرة إلى قطع المساعدات عن ما لا يقل عن 154,500 نازح في ولايتي جونقلي وأعالي النيل.
وقالت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في تقريره لشهر يونيو، إن 53 حادثة استهدفت عمليات الإغاثة، ما تسبب في تقليص كبير في أنشطة المنظمات الإنسانية، خاصة في مناطق يصعب الوصول إليها مثل فانجك، وقنال بيجي، وأولانغ، وناصر.
وقالت أنيتا كيكي غبيهو، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان:
“نشعر بقلق بالغ إزاء تزايد الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني والمركبات والمرافق… على جميع الأطراف وقف استهداف المدنيين والكوادر الإنسانية.”
في ولاية جونقلي، لقي ثلاثة عمال تابعين للأمم المتحدة مصرعهم وأصيب آخر في هجوم على طريق بور–بيبور، كما تعرضت سيارة أممية لهجوم في مقاطعة دوك، ما أدى إلى إصابة سائق بجروح خطيرة.
وفي وسط الاستوائية، تم اختطاف 13 موظفاً إنسانياً قرب يي وموغوو في عملية يُعتقد أنها بغرض الحصول على فدية. كما نهبت مجموعات مسلحة مركزاً صحياً في موروبي وأحرقت سيارات إسعاف.
وفي ولاية الوحدة (يونيتي)، أدت غارات جوية في مقاطعة بانجيجار إلى إجلاء خمسة موظفين، مما أدى إلى تقليص الخدمات بشكل كبير.
أما في لونقوتشوك بأعالي النيل، فقد دُمرت وحدتان صحيتان، ما أدى إلى توقف برامج التطعيم والعلاج، كما تم تعليق العمل في 13 منشأة صحية في أولانغ، مما حرم أكثر من 150,000 شخص من الرعاية الصحية.
وأشار التقرير إلى أن هذا العام شهد مقتل أربعة عمال إغاثة على الأقل وإصابة أكثر من 250 شخصاً، مع نزوح أكثر من 130,000 شخص منذ منتصف فبراير.
وإلى جانب العنف، تعيق البيروقراطية العمل الإنساني؛ حيث أنشأت السلطات المعارضة هياكل إدارية موازية تطلب تصاريح مزدوجة، ورفعت وزارة العمل في أعالي النيل رسوم التصاريح بنسبة 50%، ما زاد من التكاليف التشغيلية.
كما تعرّضت قوافل شاحنات المساعدات القادمة من ولاية الوحدة إلى العاصمة جوبا لتوقيف متكرر على نقاط التفتيش بسبب نزاعات تتعلق بالتصاريح، ما أدى إلى تأخير حرج في تسليم الإمدادات.
ومع بدء موسم الأمطار، تتدهور أوضاع الطرق، فيما تتعرض وسائل النقل النهري – البديل الوحيد خلال هذا الفصل – لقيود شديدة بسبب النشاط المسلح على ضفاف الأنهار.
واختتمت غبيهو بتحذير صارخ:
“إذا لم يتم توفير ضمانات فورية للوصول الآمن والحماية، فإن الوضع الإنساني الهش مهدد بالانزلاق إلى كارثة.”
المنظمات الإنسانية تحذر من أن آلاف الأسر قد تُترك بلا غذاء أو مأوى أو رعاية طبية خلال الأسابيع المقبلة ما لم يتم التحرك العاجل.