جيميك تحذّر من تجدد الصراع في جنوب السودان وسط تعثر تنفيذ اتفاق السلام”

واجومانيوز-باطومي أيول/جوبا

حذّرت آلية المراقبة والتقييم المشتركة المعاد تشكيلها (RJMEC) من مخاطر جدّية لانزلاق جنوب السودان مجددًا إلى دوامة العنف، في ظل تعثر تنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 2018 (R-ARCSS)، والذي لا يزال يعاني من انتهاكات وتأخير في الخطوات الأساسية.

وجاء في التقرير ربع السنوي الذي يغطي الفترة من أبريل إلى يونيو 2025:

“إن جنوب السودان يواجه خطر الانتكاس إلى الصراع، مما يتطلب تضافر جهود الأطراف الموقعة على الاتفاقية من أجل إعادة المسار نحو سلام دائم.”

وأشار التقرير إلى خروقات خطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم، تمثلت في اشتباكات مسلحة متكررة بين القوات الحكومية (SSPDF) وقوات المعارضة المسلحة (SPLA-IO). وأضافت RJMEC:

“لقد تعرض وقف إطلاق النار لانتهاكات متكررة، مما قوض ثقة الأطراف في العملية السلمية.”

وأدانت الآلية استمرار الإقامة الجبرية المفروضة على النائب الأول للرئيس، الدكتور رياك مشار، واحتجاز عدد من قيادات المعارضة، معتبرة ذلك من العوامل التي تزيد من حالة انعدام الثقة بين الأطراف.

“تُعد هذه الإجراءات عقبة أمام الحوار السياسي الشامل، وتفاقم أزمة الثقة التي تعرقل تنفيذ الاتفاقية.”

كما انتقدت الآلية القرارات السياسية الأحادية الصادرة عن الحكومة، خاصة الإقالات دون مشاورات مع الشركاء في السلام، ووصفتها بأنها انتهاكات صريحة لترتيبات تقاسم السلطة.

وفيما يتعلق بالعملية الانتخابية، أبدت RJMEC قلقها من البطء الشديد، مشيرة إلى أن المدة المتبقية أقل من 18 شهراً، دون أي تقدم يُذكر في مجالات التوعية الانتخابية، وتسجيل الناخبين، وترسيم الدوائر.

وعلى الصعيد الإنساني، كشف التقرير عن أوضاع متدهورة، حيث تم تسجيل أكثر من 130,000 نازح، إلى جانب تفشٍ لوباء الكوليرا في بعض المناطق.

“لقد أدت النزاعات إلى حرمان المجتمعات من الخدمات الأساسية ووسائل العيش، مما فاقم من معاناتهم الإنسانية.”

ودعت RJMEC إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وعودة كافة أطراف الاتفاق إلى طاولة الحوار والمشاركة الكاملة في مؤسسات تنفيذ الاتفاق.

وختمت الآلية تقريرها بنداء عاجل:

“شعب جنوب السودان سئم من الصراع… ولا يزال اتفاق السلام المُعاد تنشيطه هو المسار الوحيد القابل نحو انتقال سلمي وديمقراطي.”