إضافات” حول الأزمة الدبلوماسية بين جنوب السودان والسودان..

واجومانيوز

تكملة.. بقلم طارق أرباب..

على مقالة الكاتب الفذ باطومي،،

سرني جداً قراءة مقال باطومي، الذي يمتلك قلماً هو من عمالقة الأقلام الفذة، التي دائماً ما عكست فأوضحت أغوار القضايا المختلفة..

وتظل الأحداث متسارعة..

ومتلاحقة..

مما يجعل جميع الكُتَّاب في لهث مستمر لإلحاق الجديد بالقديم.. لعل القارئ الأفريقي يكن في مصاف مالك المعلومات..

وربما أثناء كتابة المقال المشار إليه بالأمس، كانت حلقات أحداث جديدة تكتمل..

إن لتحرير مصفاة الجيلي بيوم أمس..

وإستعادة الجيش لربط قواته وسيطرته بالعاصمة القومية للسودان، بالقيادة العامة وسلاح الإشارة..

 

والتطورات العسكرية الميدانية التي تمخض عنها بدأ عناصر مليشيات الجنجويد في الرحيل والهرب من مناطق وسط السودان..

 

وتقدم الجيش في أم روابة وزحفه نحو مناطق عواصم القبائل العربية الأم، لقبائل الرُحّل (الرزيقات والمسيرية، والحوازمة والسلامات والبقارة) ذات الارتباط الوثيق بمنطقة (أبيي)..

 

مع الأخذ في الإعتبار أن جميع هذه القبائل تحولت لقبائل مقاتلة إقتنت خلال حرب أبريل جميع العتاد الحربي الذي كان محتكراً لدى الجيوش النظامية، وتقتنيات الحرب النظامية..

 

بجانب التخَوُّف من الإرث البشري الفكري، ذو العقلية الأمنية، الذي أفرز نظرية (إذا أردت لدولتك أن تتوحد، فاصنع لها عدواً خارجياً)،، ونظريات (إذا خفت من تمرد قوات ما وعانيت من ضعف ولائها فادفع بها للحدود، واستفد منها في إزعاج الخصوم)!!

 

وغيرها من النظريات (السيئة) التي صاغتها علوم (الإدارة بالأزمات)، فإن كل ذلك قد يلقي بظلاله على صانع القرار بالدولتين..

 

حيث في الشمال جنرال يعاني من ضعف المقبولية، يحاول تدعيم أسباب بقائه في السلطة، في وضع سياسي وعسكري بالغ التعقيد، وأرض مكتظة بالجيوش والألوية العسكرية والقوات المتنوعة، التي ستكون جميعها خصماً على قادتها إن لم تجد لها توظيفاً حربياً يُبقيها منشغلة بأي عدو خارجي..

 

السودان عدد قوات جيشه النشط المجهّز للقتال عتاداً وتشكيلات، وصل لما يزيد عن الـ ٤٠٠ ألف مُسلّح نشط..

 

حيث لا تحتفظ الدول في العادة بأعداد مماثلة داخل جيوشها النظامية أو خارجها، بل تقل عن ربع هذه العددية، خاصة وان كانت قوات نشطة وليست قوات احتياط..

 

فذلك يجعل من الدُول في حالة “عجز”*ط إقتصادي، وعطب أمني، واختلال “حاد” في هيكلة وإدارة الدولة..

ويضعها في صراعات، وانفجار دائم للأزمات، وقد تنتقل إفرازاته بعيداً إلى داخل حدود الدول الأخرى، كما أنه يعمل كمغناطيس يجر عموم مجرمي الاتجار بالسلاح والبشر والازمات..

 

من ناحية أخرى، انفتاح شريان النفط، وتقدم ملف جريان النيل، نحو تمزيق اتفاقية (استئثار دولة المصب بالثروة المائية) ، وانكشاف خطوط النقل الجوي، وبروز مدن ومطارات جديدة بالمنطقة الأفريقية، ما بين رواندا وكينيا و أوغندا والجنوب والسودان وتشاد..

ومعالم انفتاح سياسي قد يشمل مناطق جبال النوبة…

والطفح للسطح ملفات (التجارة السرية) في المعادن والذهب وغيرها مما لم تنكشف سابقاً، وكانت جميعها تُدار في الباطن، دون تنمية حقيقية، أو عائد مُباشر لخزينة الدولتين…

جميعها ملفات تُلقي بظلالها على العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الدولتين، وتُرجح أفضلية خيار الاستفادة وإطابة التجاريح العميقة الموروثة والحالية، ضد خيارات العمل على التصعيد، الذي بالتأكيد سيدفع ثمنه مواطن أبيي، وتجنيد أبناء البسطاء من شعبي الدولتين عبر وسائل إزكاء القبلية والثأر والانتقام والاصطراع على أرض، مواطنها هو مواطنها، وان اختلفت اللافتات السياسية التي قد يَنصُبها هذا أو ذاك فوق رؤوسهم..

 

فرغم كل الأزمات، والانتهاكات..

تظل هناك دائماً..

بارقة أمل لنموذج أفريقي يُحتذى به..

عسى أن تُمثِله أبيي كعاصمة للوحدة الأفريقية..

 

✍🏼27يناير2025م

أ.طارق أرباب

Translate »