جنوب السودان..أزمة المفاهيم وآفاق المستقبل

واجوما نيوز

 

 بقلم / اديسون جوزيف

واجوما نيوز

إستهلال:

واقع ازمة جنوب السودان يتطلب تناول منهجي شامل  للازمة كونه ظاهرة اجتماعية ملازمة لطبيعة السلطة والمجتمع في جغرافية جنوب السودان،ولمعرفة تجلياتها الواقعة ، مما يجب فض الاشتباك المفاهيمي المنعكس في الصورة الذهنية عن الازمة،مما يفتح المجال لانتاج معرفة بالواقع يقود لصياغة حلول وبدائل لانهاء الازمة.

تهدف الورقة الي اثارة نقاش حول ماهية المشاكل التي يمر بها جنوب السودان مع ربطها بالسياقي التاريخي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي لتكوين صورة شاملة للواقع، وكيفية استقراء فرضيات وفقا للمعطيات الحالية .من هذه الارضية تكمن اهمية ضبط المفاهيم باعتبارها تقوم بعملية توصيف للظاهرة وتحليلها تقوم بتحديد صفاتها وخصائصها،فاهمية تحديد المفهوم لديه علاقة بالتمييز عن الموضوعات الاخري،مثلا عندما نتكلم عن مفهوم القبلية في جنوب السودان ينبغي تحديد تعريف مضبوط يحدد المقصود بالقبلية وتمايزها عن الاعتزاز والفخر بالقبيلة .

مفاهيم

المفهوم: تجريد ذهني لواقع عيني يشتمل علي عدة ابعاد لموضوع الظاهرة مثل التعميم والتمايز .عندما نتحدث عن مفهوم القبلية فالمقصود هو الصورة الذهنية لظاهرة التعصب القبلي التي تؤدي لكراهية القبائل الاخرى وينعكس بشكل مادي فى حرمان افراد القبائل الاخرى من حقوقها الاساسية مثل حق الحياة والتوظيف في الخدمة المدنية الخ……

السلطة:  بناءات اجتماعية مرتبطة بنسق المجتمع او نظام علاقات متشابكة  في البنية الاجتماعية، من اجل فهم علاقات الهيمنة والسيطرة. ترتبط السلطة باستخدام العنف المشروع او القوة لفرض السلطة علي الاخرين، وتعتبر الدولة بالمفهوم الحديث اعلي مرحلة للسلطة السياسية باعتبارها تمتلك حق ممارسة العنف الفيزيائي(القوات النظامية) .

المجتمع: تجمع بشري شبة مغلق ومجموعة من الناس تعيش وفق اسس وقوانين معينة . تعرف المجتمعات المحلية بانها مجموعة من الناس يشتركون في مناشط عامة،تنشئ تعدد العلاقات الاجتماعية، حيث يرتبط هدف الفرد في هذا المجتمع بمشاركة مناشط الاخرين واهدافهم، ومعني هذا ان اهداف وغايات الافراد في مثل هذا المجتمع تتشابك فيما بينها وترتبط ببعضها البعض بحيث يصعب فصل اي منها عن الاهداف الاخري .

يجدر الاشارة الي طبيعة السلطة عند  المجتمعات المحلية بجنوب السودان قبل مجئ الاستعمار كانت هرمية وتراتبية حسب البناء الاجتماعي والسياسي للمجتمع المحدد(عشيرة، الاسرة الممتدة، بطن،قبيلة) مثلا الشلك والانواك والزاندي يحكمها ملوك بينما يسود تنظيم سياسي غير مركزي عند النوير .

التمرحل التاريخي للمجتمع والسلطة في  جنوب السودان

مجتمع ريفي ، اساس اقتصاده هو الزراعة التقليدية ورعي الابقار والاغنام والصيد وتحكمه نظم ادراية تقليدية، لكن في فترة الاستعمار الانجليزي تم اخضاع مجتمعات جنوب السودان للسلطة الاستعمارية من خلال ضباط وموظفين ورجال الشرطة حيث قاموا بالسيطرة علي المجتمعات عن طريق مديريات، بناء علي سلسلة من مجموعات عرقية او وحدات قبلية تحكم بواسطة الادراة الاهلية المشايخ والمكوك والسلاطين،مع محدودية التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي اقتصر علي مشاريع بسيطة مثل انشاء طريق للسكة حديد وقيام مشروع للاقتصاد النقدي انزارا للقطن  ثم فتح مدارس كنسية في المديريات الجنوبية انذاك، وتخرج من تلك المدارس حاملي الشهادة الاولية وتم توظيفهم ككتبة في الدوائر الحكومية المدنية ، والبعض منهم في المؤسسات العسكرية والشرطة وهؤلاء الموظفين الصغار شكلوا النواة الاولى للطبقة الحديثة في الجنوب بجانب تكوين قوات الاستوائية والتى شكلت من افراد القبائل الاستوائية مثل الباري واللاتوكا والاشولي جزء كبير من تلك القوات مع اعداد صغيرة من النوير والدينكا .

ساهمت تلك الوضعية في ضعف وجود الجنوب ككيان سياسي موحد حيث يصف احدي المؤرخين (الجنوبين كمفهوم سياسي تأسس علي معارضة لهيمنة الشمال )مع غياب الاندماج والتكامل بين اقسام النظام الاجتماعي لمجتمعات جنوب السودان ، كما تميز بالغياب النسبي لاجماع قيمي .وينقسم المجتمع الي نظم فرعية مستقلة تتلقي في لحظات وتتفرق احيانا.

اتفاقية اديس ابابا

بعد خروج الاستعمار ومواصلة النظم المركزية السودانية في سياسة التنمية الغير المتوزانة تجاة الجنوب لم يتغير الوضع كثيرا بل ازداد سوءا  بعد اندلاع حركة مقاومة عسكرية في الجنوب نتيجة  لتلك السياسيات . وشكل التوقيع علي اتفاقية اديس ابابا مرحلة في ايقاف الحرب وتوقيع حركة الانانيا اتفاق سلام مع حكومة نميري تم بموجب ذلك اعطاء الجنوب الحكم ذاتي.

بموجب الاتفاقية تكونت اول سلطة مركزية للاقليم الجنوبى وهو المجلس التنفيذي العالي كسلطة تنفيذية ومجلس الشعب الاقليمي كسلطة تشريعية .تم انشاء تلك المؤسسات بناء علي الموازنات السياسية لحركة الانانيا التي كانت نتيجة للقوات الاستوائية والاحزاب الجنوبية بالاضافة لتركيبة الخدمة المدنية .وسيطرت الموازنات الاقليمية للمديريات الجنوبية الثلاث بحر الغزال واعالي النيل والاستوائية علي توزيع المناصب وهياكل الحكومة، مما اثر لاحقا علي الاستقطاب السياسي بين الاطراف . شهدت تلك الفترة تطور نسبي فى مشاريع التنمية بقيام بعض المشاريع مثل احياء  مشروع انزارا الزراعي ومشروع اويل للارز ومصنع تعليب الفواكهة والبيرة بمدينة واو بجانب التوسع في قطاع الخدمات التعليم والصحة،

لكن هشاشة البنية الاجتماعية للسلطة الاقليمية وفشل مشاريع التنمية المحدودة في احداث تغيير في  طبيعة العلاقات الاجتماعية وتركيبة السلطة جعل الساسة يركزون علي الانتماءات التقليدية للحشد السياسي مما ادي الي حدوث الكوكرا والانقسام والصراع السياسي علي اساس الاقاليم . عندما احتدم الصراع بين معكسر جوزيف لاقو وابيل الير حيث اتهم الاول التاني بممارسة الهيمنة والمحاباة القبيلة والاقيلمية (دينكابور والنيلىين) فى الخدمة المدنية وتهميش الاستوائيين،الامر الذى قاد الي رد فعل قوي للاستوائيين فيما عرف باحداث الكواكر، ونتج عن ذلك تقسيم الجنوب الي ثلاثة اقاليم.

 

فترة نيفاشا وقيام  الدولة الوليدة

ميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان في بداية الثمانينات واكتشاف البترول في التسعينات اهم حدثين اديا الي ظهور اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل .تاسيس الحركة الشعبية كحركة كفاح مسلح نجحت في تنظيم الالاف من الجماهيرمن المجتمعات المحلية التى لديها مظالم حقيقية من الانظمة المركزية في السودان حولت تلك القوة لتصبح من اكبر الكتل السياسية تاثير في الملعب السياسي .

نظمت الحركة الشعبية الجماهير المنضوية تحت لوائها علي البناء الاجتماعي القبلي مما ادي تشكل الوحدات العسكرية ومراكز القوي علي اساس قبلي .وكان التوقيع علي اتفاقية نيفاشا تتويج للثقل العسكري والسياسي للحركة الشعبية الذي ادي الي سيطرتها علي مقاليد الحكم في جنوب السودان خلال فترة الاتفاقية .ثانيا اكتشاف البترول ساهم بشكل كبير في زيادة حجم الثروة المنتجة في الاقليم الجنوبي مما ادي لتوسع حجم انشطة الحكومة المالية وظهرت بشكل واضح في توسع قطاع الخدمات وفرص الاستثمار على الرغم من غياب التنمية وضعف عملية التطور الاجتماعي.

تأسست السلطة السياسية خلال فترة نيفاشا وفقا لتصور الحركة الشعبية القائم علي التقسيم الادراي، بوما ،فيام ، مقاطعة ، ثم ولاية مع تطبيق لسياسة التمثيل الاثني السياسي، وتوزيع الوظائف علي أساس تلك الوضعية مما عزز من تاثير المكون الاجتماعي القبلي علي الممارسة السياسية بكل مستوياتها،التنافس السياسي و وظائف الخدمة المدنية وامكانية الحصول علي الثروة وموارد الانتاج مثل الارض كلها ارتبطت بالعامل القبلي لذلك قامت تكوينات قبيلة داخل مؤسسات السلطة العسكرية والمدنية .من ناحيةالمجتمعات المحلية وفر المناخ السياسي ظروف للتنافس على الحصول علي الموراد ومصادر المياه والاراضي التى تعتمد عليها في كسب العيش،مستفيدة من رغبة الطبقة السياسية في استخدام القبيلة للكسب  والحشد السياسي .

الازمة السياسية في جنوب السودان

يعبر مفهوم الازمة عن نمط معين من المشاكل التى يتعرض لها كيان او مجتمع محدد، فجنوب السودان بعد اعلان الدولة المستقلة في عام 2011 ظل يتعرض لهذه الظاهرة وتظهر نتائجها فى عجز الدولة في تقديم خدمات اساسية للمواطنين  وهشاشة  الدولة في تطوير مصادر  الموراد لتصبح متاحا للجميع وعدم القدرة علي ادارة التنازع علي شح الموراد بالصورة توفيقة عبر الانحياز للاطراف معينة للاعتبارات الكسب السياسي  (صراع بين المزراعيين والرعاة والنزاع حول ملكية الاراضي )بالاضافة الي الفشل في بناء الثقة بين السلطة والمجتمعات  المحلية وسوء ادارة جهاز الدولة مع تفشي الفساد وغيرها من الاشكاليات التي تمكنت من احداث شلل تام في الدولة الوليدة وعدم القدرة علي التقدم والنمو .

في السنوات الاخيرة تجسدت الازمة السياسية في عدم الاستقرار وتفشي ظاهرة النزاعات المسلحة التي نتج عنها تدهور شامل  للبنية التحتية بالاضافة هجرة اعداد كبيرة من السكان لمعسكرات النزوح واللجوء من مناطقهمم الاساسية،مما ألحق ضرراً بالغاً بالنسيج الاجتماعي بين القبائل ،مما جعل من اللعبة السياسية  تدور في حلقة مفرغة حرب اتفاق سلام تقاسم سلطة ثم تعود الدائرة الي نفس الحلقة مرة اخرى.

طبيعة واسباب الازمة

يمكن تلخيص الازمة باعتبارها الفشل في خلق سلطة تعبر عن كل  المجتمعات وتدير التناقضات بينها  للصالح المصلحة العامة . فالطبيعة المركبة للازمة في جنوب السودان هي جهاز الدولة وفي نفس وقت ازمة حزب حاكم ،انعكس ازمة جهاز في  محدودية سلطة الاجهزة والمؤسسات التابعة للدولة يشكل سبب اساسي فى كثير من الاشكاليات التي تعاني منها الدولة،فغياب سلطة الدولة مثل الاجهزة الامنية،ففي اغلب المناطق يلجأ الموطنون لتكوين مليشيات للدفاع عن النفس في ظل غياب للبوليس، بالاضافة الي عدم فعاليةهياكل الاشكال الادراية في معالجة قضايا الناس اليومية من حكم محلي الي الحكومة القومية بالاضافة غياب مؤسسات تدير الاختلاف السياسي بين الساسة وهذا ادىت الي تمظهر الصراع بشكل عسكري لعدم وجود مواعين مدنية .الفترة الانتقالية من 2005الي 2010كانت ينبغي فيها القيام بالتحضير للبناء الدولة لكنها لم تستجيب لمهامها الاساسية مما ادي لاحقا للنتائج الكارثية .

الحزب الحاكم الحركة الشعبية فشلت في التحول من حركة مقاومة عسكرية الي حزب مدني يقود دولة،وصاحب هذا غياب لمشروع يحدد الاتجاه والرؤية للتنظيم تجاه الواقع بالضرورة تجاه مسار الدولة . ومن مظاهر الفشل غياب برنامج للحكومة لادراة دولاب الدولة وغياب تصور نظري للقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية .

افاق التغيير المستقبلي

الصورة القاتمة حول الازمة الحالية في جنوب السودان ونتائجها الكارثية تفرض اهمية الحوار الجاد للنظر في كيفية الخروج من المأزق الحالي واستشراف افاق مستقبل افضل لمجتمعات جنوب السودان بفتح صفحة جديدة مع  التنمية والتقدم

ايجاد حلول للوضع الراهن مسئولية جماعية للمثقفين والناشطين والفاعلين الاساسين في مجالات العمل  السياسي والمدني والنقابي والاجتماعي،عبر بلورة تصور نظري لبديل الازمة الشاملة في جنوب السودان،فمن الصعوبة ان يأتي شخص مهما بلغت قدراته النظرية والفكرية من صياغة مشروع بديل على الرغم من اهمية المساهمات الفردية في وضع اساس لمشروع التغيير .

ملامح التغيير المطلوب

للخروج من الازمة الراهنة هناك ملامح عامة يجب ان تتوفر في المشروع البديل توضح الصورة النموذجية لوضع الجنوب في المستقبل .

سياسيا:

لابد من وجود سلطة سياسية تعبر عن الجميع وتتيح المشاركة الواسعة للمجتمعات المحلية المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة باوضاعها، سلطة تقود عملية التطور الاجتماعي بحيث ينقل جنوب السودان من واقع التخلف وانعدام التنمية الي رحاب التقدم والتطور .

اقتصاديا:

لابد من انشاء نظام اقتصادي يعمل على توفير الحد الادني لمعيشة المواطنين من احتياجاتهم الاساسية للعيش الكريم وتقديم الخدمات الاساسية في مجال التنافس علي الموارد يجب ان يوفر النظام الاقتصادي فرص متساوية للجميع في الحصول علي الموراد وتنظيم العملية بالعدالة وحيادية  والاستمتاع بخيرات الثروات بجانب خلق تكامل اقتصادي بين الانتاج الزراعي والحيواني مما يوفر ظروف للتعاون بين المجتمعات ويساهم في خلق علاقات جديدة قائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة بدلا عن علاقات الصراع والتناحر .

ثقافيا :

ضرورة وجود قيم مشتركة بين المجتمعات تكون محل اجماع من الجميع لتشكل الروح الوجدانية والضمير المشترك للتعبير عن قييم التعايش السلمي وتستلهم الموروث الايجابي في ثقافات المجتمعات المختلفة

الفرضيات والنماذج المقترحة لاليات التغيير

كيفية حدوث التغيير سؤال مهم يجب الاجابة عليه في رحلة البحث عن بديل وبناء رؤية للمستقبل، و توجد عدد من السيناريوهات للتغيير .

الاجماع السياسي:

 ويرتبط هذا السيناريو بالاتفاق بين القوي السياسية والمدنية علي برنامج حد ادني يعالج اشكاليات الواقع من خلال الحوار القومي او مؤتمر دستوري او مائدة مستديرة،يرسم سياسيات البديل ويتفق حول اليات  التنفيذ وتحويل مخرجات الحوار الي ارض الواقع .هذا هو الاقرب لسياق اتفاقية السلام المنشطة الحالية في اطار المصالحة الشاملة، والوصول لسلام مستدام .التحدي في هذا السيناريو هو الارادة السياسية لفعل التغيير،  بالتحديد من الطرفين الرئسيين في الاتفاق،معسكر الرئيس سلفاكير ميار ديت  والدكتور رياك مشار، والواضح يبدو من افعالهم ان المعسكرين يركزان على تقاسم السلطة والثروة والتمكين في مفاصل الدولة اكتر من ايجاد حلول لازمة جنوب السودان،لنجاح هذا السيناريو يحتاج لاتفاق وتنسيق عالي المستوي بين القوي السياسية والمدنية واستعياب القوي السياسية خارج الاتفاق للعمل على تفعيل هذا الخيار .

سيطرة التيار صاحب رؤية التغيير

في ضوء الصراع السياسي الحالي بين الاطراف اصحاب القوة ومحاولة كل طرف للسيطرة علي السلطة بشكل كامل منفردا،يمكن ان يحدث هذا السيناريو بسيطرة احدي الاطراف من خلال الية تغيير عسكرية او انقلاب ابيض . التحدي فى السيناريو هو عدم وجود رؤية للتغيير عند المنظومات السياسية صاحبة القوة لقيادة عملية تغيير، مما يرجح امكانية ان يقود الي كارثة اكبر في حالة حدوثة.لنجاح هذا السيناريو ينبغي سيطرة التيارات الاصلاحية علي مقاليد الامور داخل المنظومات السياسية التي تملك القوة لفرض التغيير .

حدوث فعل سياسي للتغيير عن طريق ثورة او انتفاضة

في حالة استمرار الاوضاع وعدم حدوث اي تغيير يأتي هذا السيناريو لحدوث تغيير عبر فعل جماهيري سواء انتفاضة او ثورة كاملة تغيير في موازين القوة للصالح الجماهير تقودها الحركة السياسية بكافة اطرافها السياسية والنقابية والمدنية،التحدي لهذا السيناريو يتمثل في ضعف الحركة السياسية وافتقادها لقاعدة اجتماعية، في ظل سيطرة الحشود القبلية علي العملية السياسية، موازين القوة العسكرية علي الملعب السياسي, مع غياب الوعي الحقوقي والمطلبي عند الجماهير .لنجاح هذا السيناريو يتطلب انخراط الفئات اصحاب المصلحة في التغيير(كل الفئات المتضررة من الوضع السياسي ولديها رغبة في التغيير) بتنظيم عالي لقيادة فعل ثوري يهدف للتغيير الاصلاحي او الجذري .

الخاتمة

ان معالجة ازمة جنوب السودان الراهنة تبدا بجزء نظري يتعلق بدراسة الواقع وتسمية الاشياء بمسياتها الصحيحة، وتعريف مفاهيمي لظواهر الواقع مما يقود للتشخيص السليم للمشكلات واستقراء لافاق المستقبل .

———————————————————

المراجع

1-قراة مقارنة في مفهوم السلطة بين ماكس فيبر وبيار بورديو علي شلهوب

2- نظم الحكم والإدارة في مملكة الشلك بحث من  إعداد سلفادور اتير شوال

3- جنوب السودان- جدل الوحدة والانفصال عبد الماجد بوب دار عزة

4- تاريخ الفكر السياسي في جنوب السودان جون قاي يوة دار رفيقي

Translate »