كير يقر ببطء تنفيذ اتفاقية السلام
واجوما نيوز
كشف رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت بأن لقاء عنتبي هو الذي جعله يقبل بعودة نائبه الأول مشار، وأقر ببطئ تنفيذ اتفاق السلام المنشط، وليس كما هو متوقع، وتعهد بتقديم التنازلات من أجل بسط السلام الشامل في جنوب السودان، وطالب اطراف الاتفاقية بعدم تضييع الوقت، وحذر من تأثير الصراعات القبلية على الاستقرار في البلاد، وطالب الاهالي بجمع السلاح والامتثال لقرارات الدولة، وأنه سيتخدم القوة في مواجهة الرافضين لجمع السلاح.
وأقر ببطء تنفيذ اتفاق السلام المنشط، وليس كما هو متوقع، وتعهد بتقديم التنازلات من أجل بسط السلام الشامل في جنوب السودان، وطالب اطراف الاتفاقية بعدم تضييع الوقت
وأعتبر سلفاكير خلال خطابه الذي وجه لشعب جنوب السودان بمناسبة الذكرى التاسعة للاستقلال ، أن وقف اطلاق النار الدائم هو أحد الإنجازات التي تحققت منذ عام 2018 ، واوضح ان جائحة كورونا عطلت مفاوضات السلام مع الاطراف التي لم تتلحق بالاتفافية المنشطة، وأن الحوار معهم يهدف كذلك إلى وقف إطلاق النار على الرغم من تأخره.
وحذر كير من استمرار العنف القبلي قائلاً ” للأسف نجاحنا في إنهاء العنف السياسي ولكن مهدد الآن بنوع مختلف من اشكال العنف الصراع المستعر الان في أجزاء مختلفة من بلدنا. وابان اننا لن نسمح لهذا التهديد الجديد بتضيع بمكاسبنا”،
وتابع “ستبدأ الحكومة في الأيام القادمة حواراً داخليا بين المجتمعات حتى نتمكن من معالجة الأسباب الجذرية لهذا القتال بين مجتمعاتنا ، وأكد كير في خطابه بانهم سيتخذون كافة الإجراءات لتعزيز المؤسسة المكلفة بإنفاذ القانون والنظام ، وذلك حتى تقدم الحكومة الخدمات وتعزز من التنمية في جميع أنحاء البلاد، وإنشاء بيئة لدفع السلامة والأمن،
وناشد المجتمعات وخاصة الزعماء التقليديين للتعاون، وتنفيذ توجيهات حملة نزع السلاح، وأضاف “آمل أن يستجيب مواطنونا غير المصرح لهم بحمل السلاح دعوة نزعه ، وتسليم أسلحتهم طواعية لقوات الأمن المكلفة بذلك”، وتوعد الذين لن يستجيبوا لهذه باستخدام القوة لنزعه منهم.
ووصف سلفاكير بتنفيذ اتفاق السلام المنشط بالبطئ ،وأنه أقل بكثير من توقعاتهم. وشدد على ضرورة العمل بشكل جماعي ، وبطريقة حاسمة لحل القضايا العالقة في تنفيذ الاتفاق. وقال ” لقد قلت وأكررها الليلة أن التزامي بقضية السلام والاستقرار في بلدنا لا يزال كاملاً، في هذا السياق ، حاولت جاهدة أن أبذل قصارى جهدي لتوجيه عملية السلام إلى الأمام”.
وتحدث سلفاكير ليكشف لأول مرة سبب قبوله للعمل مرة اخرى مع النائب الأول وزعيم الحركة الشعبية في المعارضة د. رياك بعد الأحداث المأساوية لعامي 2013 و 2016 ، ولفت إلى أنه لم يكن يتخيل بأنه سيعود بالعمل مرة اخرى معه، وان من جعله يغير رأيه اجتماع عنتبي الذي عقده مع مشار بحضور الرئيس اليوغندي يوري موسيفني والسوداني المخلوع عمر البشير وقال “لقد غيرت رأيي وأخبرت موسيفيني والبشير في عنتيبي أنني سأبتلع كبريائي وأستأنف العمل مع مشار مرة أخرى” ، وأنه ولو لا هذا اللقاء لما تم التوقيع على اتفاق السلام المنشط الذي وقع في أديس أبابا سبتمبر 2018.
وأقر كير كذلك أن الاتفاق المُعاد تنشيطه لم يلبي كل شيء
وأشار سلفاكير إلى التنازل الاخر الذي قدمته الحكومة والمتمثل بتخفيض عدد الولايات من 32 ولاية إلى 10 ولايات ،وأكد انهم فعلوا ذلك من أجل السلام ، لكي يتم دفع عملية السلام إلى الأمام، ونفى ان التنازل كان نابع من ضعفهم ، وانه كان من المهم البداية العمل على تنفيذ أحكام اتفاق السلام المنشط بروح الأخذ والعطاء،و طالب جميع الاطراف بتقديم تنازلات، ولفت إلى تسارع الوقت دون انجاز بنود الاتفاقية وأردف “ما لم نكن مستعدين بصفتنا أصحاب مصلحة في الاتفاقية لتبادل تنازلات بين بعضنا البعض،فلن نحقق التقدم المطلوب خلال الفترة الزمنية المتبقية، لا يمكننا تحمل الركود لأن الساعة تدق بالفعل نحو نهاية نهاية الفترة الانتقالية”.
وأقر كير كذلك أن الاتفاق المُعاد تنشيطه لم يلبي كل شيء، ونوه إلى وجود قضايا تركتها الأطراف نفسها عبر حلها من خلال التفاهم السياسي الودي، ولذلك أرجع سكون قضايا كثيرة ، وشدد على ضرورة تجنب ما أسماه جر القدم عند معالجتها، وبيين ” يجب أن ننسى فكرة السعي للحصول على تنازلات من الآخرين مقابل لا شيء، لأن الانخراط في مثل هذه الممارسات سيكون تبديدًا لوقت ثمين”
وأعتبر أن السلام الذي تسعى أطراف الاتفاقية إلى توطيده هو سلام الجنوب سودانيين وليس الشركا الإقليميون والمجتمع الدولي ، واذا لم يتستطعيوا تجاوز العقبات،فلن يصفوا مشكلتنا على حد قوله،واشترط تصفية المشكلات عبر حوار هادف وحقيقي موجه نحو إيجاد حلول عملية بدلاً من تسجيل نقاط سياسية أو مناورة لتحقيق مزايا سياسية في المستقبل، ولفت إلى أنه لا بديل ألا لمواصلة السير على طريق تشكيل المؤسسات التي نصت عليها اتفاقية السلام المنشطة ، وأكد بأنه لن يتجاهل تمثيل النساء والشباب في هياكل الحكم الانتقالي، ووعد بتمثيلهم.