ٲضواء علي التراث الثقافي العام لمملكة شلو العريقة
واجومانيوز
بقلم: الاستاذ/رمضان اوو
واجومانيوز
المقدمة:
ثقافة شولو جزء لا يتجزء من الثقافة العامة لجنوب
السودان التي تتميز بتنوعها وتعددها وبمكوناتها الٲربعة
وستون.
شلو شعب نيلي ودود له تراث ثقافي غني ومواقع تاريخية
وبيئية سياحية جاذبة- وثقافتها راسخة في عمق التاريخ
وشموخها ٲمتداد لشموخ الممالك النوبية -ٲنجبت المملكة
عظماء من ٲمثال رث (ملك)توقو وابنه رث ديكور وحفيده رث يور كوديت .
الذين سطروا صفحات في تاريخ المملكة منذ شروق شمسها
ولكي نتطرق لثقافة شولو يتوجب علينا تعريف ماهية الثقافة
التي تستخدم لوصف ممارسات معينة داخل مجموعات فرعية من المجتمع — ومن أميز التعريفات.
ُهوَ تْعريف العالم بارسونز تايلور الذي عرف الثقافة بأنها
ُهيَ نظام متكامل يشتمل علي كل من المعرفة والقانون والعادات والتقاليد والأخلاق وغيرها من الأمور التي تكتسبها الأنسان أو الفرد بوصفه واحدا من أفراد المجتمع
مكونات الثقافة عند مجتمع شولو:
الثقافة المادية ما يتم انتاجه من قبل المجتمع مثل الملابس وادوات الطهو وادوات الحرب البسيطة وهو تعتبر موروث اجتماعي وثقافي تنتقل من جيل الي جيل عبر الأزمان.
اما الثقافة اللامادية:
تشمل مفهوم القيم والافكار والأتجاهات والمعتقدات التي يؤمن بها المجتمع.
نشأة شولو:
مؤسس المملكة هو الجد نيكانق أوكوا مول اومارو كوول. نيضاينق ادوك ديواد أوييل شاشريه لوو كوش حام
نوح لامك متوشلخ خنوخ مهلائل قينان أنوش
اسس نيكانق مملكته في العام 1545 ميلادية في منتصف القرن السادس عشر وكان اعظم دولة في ذلك الوقت هي الأمبراطورية العثمانية التي كان علي راسها السلطان سليمان القانوني 1566–1520.
تشكل أرض الشلك او شولو وحدة ترابية متصلة جغرافيا
وثقافيا مع بعضها البعض وتتجلي جذورها الثقافية والاجتماعية في عدة ميادين.
الموسيقي:
تذخر الموسيقي بسمات تختلف عن الاخرين وتعد عند
شلو اساس الثقافة – ذات تاثيرات متنوعه حيث نالت
شهرة واسعة خاصة في هذه الحقبة التي برزت فيها
ٲسماء لامعة وفرق موسيقية ذات دلالات تلمح الي تعلقها
بالثقافة وتسعي على حث شلو علي حب الأرض والدفاع
عنها ومن الفرق التي صعدت الي النجومية فرقة فشودة وهي من أعرق الفرق.
الفرقة الشعبية للرقص والٲستعراض والتي ٲسسها
جاقو دينق فرج في الستينيات القرن الماضي.
فرقة اكوروا.
فرقة اكور شولو باديير.
فرقة ٲطوروج.
فرقة اوويكيال جاز باند.
فرقة مير الغنائية بقيادة الفنانة المبدعة فيفيانا نياشان.
فرقة الٲمل للموسيقي والتراث الثقافي.
فرقة نجوم شولو ميض كوانق.
فرقة مال.
فرقة اربي جور.
فرقةنيكانق اوكوه.
فرقة واديفاج
فرقة فاديواد جاز باند.
فرقة قان واد.
فرقة فإن مال.
فرقة فنج شلو جاز باند.
ٲدخلت الفرق الآلات الحديثة في العزف بجانب آلة الطوم.
تطورت الموسيقي وازدهرت عند مجتمع شولو – وتجدر
الٲشارة أيضا إلى ان للقبيلة مساهمات في الانتاج الموسيقي العسكري مثل مارشات العسكرية شلكاوي one
وَمارشات شلكاويَ two. الأناشيد التي تعزفها فرقة سلاح الموسيقي العسكرية في السودان.
كما ان هنالك ٱيضا الحكايات الشعبية وفن صناعة الفخار والصناعات الحرفية التي تمارسها بعض العشائر
الفلكلور هو مجموعة من الفنون القديمة والقصص
والاساطير عن بطولات الٲجداد التي كانت تتناقلها
الاجيال عن طريق الروايات الشفهية وعن طريق الحبوبات وكبار السن في مجتمع شولو وادت ذلك الي التراكم الثقافي
لغة التواصل :
ظل مجتمع شولو محافظا علي لغته وثقافته رغم
الصعوبات التي واجهتها اللغات المحلية في جنوب
السودان ٳذ ان جنوب السودان يتميز بالتنوع اللغوي وعددها 64 مجموعة لغوية تمكنت من المحافظة استمراريتها وٲصالتها
امام حركة الطمس الثقافي ومحاولات التعريب والٲسلمة من قبل الٲنظمة البائدة التي تعاقبت علي حكم السودان.
تعد لغة شولو أداة للتواصل والتفاهم بين افرادها واستخدمت في اثبات الهوية وفي صنوف الغناء وفي الادب الغير المكتوب وحافظوا علي هذا الٲرث دون ان يكون مكتوبا اشبة ما يكون بالمعجزة في ربقة تاريخها الشفهي — الذي بقي صامدا رغم هيمنة بعض اللغات عليها مثل اللغة العربية والٲنجليزية.
أستعان خبراء اللغويات في كتابة لغة شلو بالحروف الابجدية اللاتينية ٳبان ٲنعقاد مؤتمر اللغات المحلية في عام 1928 بمنطقة الرجاف.
كان من الاجدر للانظمة التي حكمت السودان اختيار عدد من اللغات المحلية لكي تطورها وتستخدمها في الاغراض التربوية
والتعليمية في الجنوب الا ان تلك الأنظمة لم تلتفت لهذة اللغات والثقافات ومعتقدات.
كما انها لم تعير الٱنتباه لتلك الجماعات واهمية ارتباط
افرادها وتجاهلت تلقين ٲبناءها العلم حسب البيئة المحلية
لهم وتتميز لغة شولو بالذوق الرفيع وبجماليات مفرداتها.
التعليم عند شلو:
يتمتع مجمتع شولو بنسبة ْعالُيَةِ فَيَ تعليم ويَظٌُهرَ ذلك
جليا في الوعي العالي وسطه حيث نلاحظ ذلك في مستوي الذكاء والاستيعاب في كافة الانشطة الفكرية.
الرقص عند شولو:
هنالك انواع مختلفة من الرقصات وهي تعد وسائل
التعبير عن المعتقدات والسلوك الأجتماعية المرتبطة
بالحياة مثل الحزن – نفير- الفرح- التابين – الاعياد
والمناسبات الاجتماعية الاخري.
وَمٌنَ انَوَاْع الُرَقًصّ كيب وبول واييار وأمقاق وطوم
اما الالات للإيقاع فهي الطبل التي تصاحبها الأغاني
في شكل لوحة رائعة تعبر عن التراث.
وللأغاني أنواع هي:
أغاني المدح لبطولات الأجداد واسلافهم.
أغاني عاطفية مصاحب بالكورال.
أغاني التأبين والرثاء.
اغاني الحماس والتعبئة.
مع تطور الالات الموسيقية أدخل الفنانون الالات الحديثة في العزف بلونية موسيقية متناغمة.
وهنالك رقصات خاصة بالتأبين وترميم الأضرحة.
الهوية عند شلو ترتكز علي ثلاثة اثافي:
1/ضوك شلو وهي لغة التواصل.
2/فنج شولو ٲي الارض.
3/رابطة الدم وتعني ريم اكيل بلغة شلو.
من منطلق هذا المفاهيم تتعامل شلو مع مبدا الٲرض
بجدية كبيرةومستعدين للتضحية بالنفس والنفيس من ٲجل حمايتها فهي عندهم ٲرض الٲجداد وصونها واجب مقدس.
هنالك الملكية الجماعية وهي مسؤولية الرث والجميع
والملكية الخاصة مسؤولية شيخ وٲهالي القرية.
جميع هذه المفاهيم تتجسد في عبارة قولنيكانق
بمعني ٲسرة نيكانق وهذا يخلق حس الٲنتماء والتضحية
بالنفس من ٲجل حماية الارض والعرض.
امٌا ثُقًافَةِ الُطِْعامٌ في المملكة مثل طبق اكيلو بالسمك وهو عبارة عن دقيق ذرة الرفيع يصنع في شكل سكسكانية
مشهور في مطاعم مدن جنوب السودان باسم اكيلو
بالسمك وباللوم او خضروات وباللحم ايضا بالٲضافة للٲطباق الجانبية الشائعة مثل عصيدة وافودو .وجبة كوان .
رفدت المملكة للثقافة العامة لجنوب السودان العديد
من المظاهر الثقافية في ميادين الفن والتراث وغيرها
من مظاهر الزينة والٲزياء أستخدامات الخرز أو السكسك البلوري للتجمل والتزين عند المرأة الشلوية وعند الرجال في لبس شعار العمودية وتعتبر من العادات والتقاليد المحببة -ولها مكانة رفعية في مجتمع المملكة ويستخدم في أجزاء مختلفة
في البدن مثل الرقبة ومعصم اليد والخاصرة وفي أسفل الساق
الايمن كما نشاهده في أنواع الخرز أو السكسك بالوانها الزاهية
– شكلت الرمزية ركنا جوهريا من أركان تطور الفكر في أدوات التجمل والتزين وهذا مايميز المجتمع عن المجمعات الأخري
وتعد هذه الرموز بمثابة هوية الأنسان الذي يعيش في هذه البيئة
والبيئة أساس الحياة والرموز والشعارات ذات صلة بالبيئة المحلية وهي تعبر عن روح الجماعة وهذه الرموز التشكيلية ذات
دلالات ومعاني كما هي في شعارات العموديات التي ترتبط بأنواع الحيوانات المقدسة فيها أو الطيور كما في عموديات
شمال المملكة طيور الزرزور أو كما في عمودية أنقديار التي تشتهر بزراعة النعناع والليمون كذلك عمودية ليلو التي تشتهر
بزراعة الخضروات خاصة الملوخية– هذه عموديات تبنت
شعاراتها ورموزها من بيئاتها المحلية.
الجدير بالاشارة هنا هو ان رث كونقو كان قد اصدر مرسوما ملكيا قضي باعتماد يوم 25 من فبراير من كل عام جديد عيدا وطنيا للمملكة.
كما أصدر مرسوماً آخر أعتبر كل يوم 26 من شهر نوفمبر يوماً
لطفل فشودة تحتفل به كل الأسر أينما كانت عالمياً.
تعد مملكة شلو ضمن الممالك التقليدية القديمة في أفريقيا
وهي أقدم من دولة السودان التي تشكلت في عام 1821م بعد
الغزو التركي للاقليم – فجذورها راسخة في هذه الٲرض الطيبة
التي نفتخر ونتفاخر بعظمة الإرث والتاريخ والثقافة. فقد تعرضت اللغات والثقافات المحلية في جنوب السودان لضعوطات
متعددة لمر آلاف العقود تعرض للاقصاء اللغوي والطمس الثقافي ومحاولات التعريب والٲسلمة.
ولكن إعادة التموضع للغات المحلية في السياق الوطني بعد
الاستقلال جلب لنا الفخر والاعتزاز والشعور بالانتماء لعموم
الثقافة الأفريقية التي تعكس هويتنا– وهذا بفضل العزم الشديد والارادة الصلبة وتضحيات الغالية لأبناء جنوب السودان.