حاكم أعالي النيل وزيارة الفاتيكان، انجازات نحو السلام والاستقرار،

واجومانيوز

بقلم: اكانج وا اوباي 

واجومانيوز 

منذ تعينه حاكما لولاية أعالي النيل تنفست الولاية عامة وحاضرة الولاية مدينة ملكال العريقة الصعداء، وكان تعينه كأنه البلسم المنتظر لشفاء الجراح وزوال الاحزان والاتراح، وبالرغم من وجود بعض البؤر التي مازالت ملتهبة في الولاية مع وجود بعض التفلتات هنا وهناك، الا انها عاجلا ام اجلا ستجد حظها من الشفاء، وان الولاية في عهده تشهد استقرارا غير مسبق.

ظل الحاكم مرابطا في ولايته ويزور كل مناطقها، وقراها واريافها ، مدنها و مقاطعاتها، فكان يثبت للوطن والمواطن أنه قائد ملهم، ومؤمن بأرضه و قلبه ملان بالحب والعطاء لشعب ولايته بمختلف الوان طيفهم وقبائلهم، بثقافاتهم وتقاليدهم، بمعتقداتهم و مؤروثاتهم، واديانهم وعباداتهم.

ولقد كان زيارة وزير الخارجية الأخيرة لدولة الفاتيكان بقيادة الحبر الأعظم قداسة البابا فرانسيس والذي ابتعث وزير خارجيته الكاردينال بيترو بارولين، ليقوم بتلك الزيارة التاريخية والتي كانت بردا وسلاما على أهل الولاية عامة وحاضرة الولاية مدينة ملكال خاصة، فلقد إستقبلت مدينة ملكال في ذاك اليوم سعادة الكاردينال، ومرافقيه استقبالا حارا حيث كان سعادة حاكم الولاية الجنرال جيمس اوكوج اوياي وطاقمه الميامين في إستقبال الوفد في تلك الزيارة المقدسة، والتي تحمل في طياتها بشريات السلام، تنشد من وراءها الوئام، حيث حمل الوفد نداءات الانجيل المقدس والتي يدعو فيها المسيح الكل للتعايش في سلام ووئام، وما اجمل اقدام المبشرين بالسلام، وطوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون، هكذا كانت الزيارة التاريخية والتي ان دل على شيء إنما يدل على أن هناك تغييرا حقيقيا بدأت يعم الولاية وان عهد الحاكم جيمس يختلف كليا عن العهود السابقة، فإنه رجل سلام، وكيف لا وهو صاحب ذاك الابتسامة وتلكم الضحكة البريئة كأنه يقول تبسمك في وجه اخيك صدقه!

فإن الذي يقال عن الولاية عامة ومدينة ملكال خاصة، أنها شهدت الهدوء والسكينة منذ تعيين الجنرال جيمس على رأس الولاية، حيث قل الأنشطة الإرهابية، والقتل الذي كانت سمة أساسية في المدينة قبل مجئيه إليه، وفي تلك الأحداث والتي راحت ضحيتها نفر كريم وخيرة من قيادات الخدمة المدنية في المدينة، وفي عهده نشهد استقرارا في كل أطراف المدينة حيث عاد العديد من العائدين من سكان المدينة كانوا الذين يقطنون في مركز الحماية المدنية التابعة للأمم المتحدة في ملكال والذي يعرف اختصارا ب(P.O.Cs)، إلى المدينة وهنا فإن بذل المزيد من الجهود ما زالت مطلوبة في هذا المضمار حتى يعود الجميع طواعية متى ما أحسوا بالأمن والأمان، وهو التحديات التي يواجه سعادته وعليه أن ينظر إليها بعين من الإعتبار.

ولكن المراقب الذي يراقب المشهد في الولاية و في حاضرة الولاية مدينة ملكال، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحاكم بذل جهدا مقدرا في إعادة التلاحم بين أبناء الولاية، حيث تمكن من رتق النسيج الاجتماعي بين مكونات الولاية ليصلح البين بين القبائل المختلفة، حيث الآن تجد الشكاوي يجالس النويراوي،والنويراوي يضحك مع البروناوي (الماباني) والكوماوي يمازح الدينكاوي، والدينكاوي يبتسم للشلكاوي، وهكذا بدأ النسيج الاجتماعي يعود تدريجيا للترابط بين مكونات الولاية. وهذا الأمر يتطلب المزيد من العمل و عمل برنامج للمصالح الوطنية، والتي نصت عليها اتفاقية السلام المنشطة.

أن نجاحات الجنرال جيمس اوضوك محسوسة وملموسة للجميع…ولكن تلك النجاحات لتدوم تحتاج إلى عمل مضني، بحيث ينخرط كل ألوان الطيف السياسي في الولاية للعمل معا من اجل إنجاز مشروع وطني ولايي للمحافظة على وحدة متلاحمة تلازم سكان الولاية.

كان لتحركات الوفد الزائر وطوفهم لارجاع المدينة وزيارة أطرافها، كانت لها دلالة كبيرة ومعاني عميقة في نفوس السكان.

فزيارتهم إلى اليونميس والتلاحم الشعبي والاستقبال الكبير للوفد تعد فاتحة خير بأن السلام بدأت يدب في أوصال و شرايين الولاية ، وان قطع الوفد للنيل الابيض صوب قرية ديتانق المقدسة لدي أمة شلو، حيث تلك المناظر الطبيعية الخلابة والتي تأثر الروح والقلب معا، كانت بمثابة إعادة الروح إلى قلب ملكال ( مال بال كال بوض ديواد ود اوشل) .

جزيرة ديتانق، عروسة النيل، وأشجار دليبها الباسقة بظلالها تعانق مياه النيل الأبيض!

أن تلك النزهة في قرى مقاطعة ماكال، وتحرك الوزير الفاتيكاني الكاردينال بيترو يعد بشرى خير لأهل ملكال عامة وللشلك خاصة، فهي تعني أن هناك اهتمام كبير محلي وإقليمي ودولي أيضا، وهنا فان الحاكم قد نجح في كسب ثقة الوفد الزائر لولايته وأكد من هنا أن ولايته تتمتع بأمن وأمان واستقرار، وهذا بدوره يشجع لزيارات عديدة من العالم الخارجي إلى الولاية ولا سيما أنها ولاية بها انتاج نفطي مقدر وفي مناطق زراعية واعدة وارض منتج الصمغ الاولى في البلاد ولها العديد من الثروات والموارد الطبيعية المكتشفة والغير مستغلة إلى الآن.

أن الحديث عن دور الحاكم رغم قصر فترة حكمه يحتاج إلى مساحة واسع، وأكبر وهو ما لا يمكن إتمامه في مجرد مقال محدود كهذا ولكن رسالتنا لسعادته، هو أن يستمر في هذا النهج الذي انتهجه في التقرب من الشعب والتعامل معاهم عن قرب. واكيد سيكون النجاح هو الحليف له كما تعودنا منه.

وفي هذه العجالة لا يفوتنا أن نعرج إلى ذاك الشخصية الصامتة و الذي ظل يعمل بهدوء دون ضوضاء، أنه المطران الإنسان، استيفن نيوضو، وهو ذاك البطل الخارق الذي ظل مرابطا في مطرانيته رغم الظروف الصعبة التي مرت وما زال تمر به المطرانية من أحداث تلو الآخر، حيث ظلت المنطقة تعج بالكوارث الطبيعية منها والإنسانية، إلا أنه ظل يقدم الدعم رغم شحة الإمكانيات المادية للمطرانية، فلقد اثبت نيافة المطران أثناء الفيضانات التي اجتاحت المنطقة أنه ليس فقط الاب الروحي لسكان المنطقة بل أيضا الاب الحنون والكفيل بالوقوف معاهم في كل الظروف والأوضاع التي يقعون فيه .

فلقد كان سندا لهم في البحث عن إغاثة عاجلة لإنقاذ المتضررين، وأن الأحداث المأساوية التي مرت بها المنطقة موخرا جراء الحروبات كان المطران حاضرا بقوة في إغاثة المتضررين، وها هو الآن في هذه الوقت يبذل جهود مضنية وحثيثة في ترحيل اللاجئين الذين كانوا قد هربوا إلى السودان من حرب الجنوب وها هم يعودون إلى الجنوب جراء حرب الشمال، وكأنهم أشبه باعشاب النيل التي يلقي بهم الامواج حيثما شاءت يوجهم الهواء، المطران استيفن ،عبارة عن شمعة تحترق من أجل تقديم الضوء لاهل أعالي النيل الكبرى غض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقبلية.

نسأل الله أن يمده دوما بالصحة والعافية حتى يقدم المزيد من الخدمات الروحية والجسدية لاهل مطرانيته، ليبارك الله نيافة قداسته من أجل خدمة كلمة الله في المنطقة.

Translate »