وكتب صموئيل بيتر ..حول صناعة مجتمع مدني ديمقراطي متحضر
واجومانيوز
بقلم : صمويل بيتر اوياي
واجومانيوز
مقدمة:-
“يمكن صناعة مجتمع مدني ديمقراطي متحضر في سلوكه عبر الهندسة الاجتماعية في النظم التربوية و التعليمية .
المجتمعات الأكثر تطوراً وابتكاراً والمستقرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في أوربا وأمريكا ..الخ لم تصل لتلك المقامات عبر الثورات الديمقراطية والصناعية فقط ، إنما استخدمت الهندسة الاجتماعية في النظم التعليمية والسلوكية و التربوية و تحسين النسل الإيجابي لانتقاء الصفات الوراثية الإيجابية والقضاء علي الصفات الوراثية السالبة و الناقلة لأمراض الوراثية والاجتماعية والتي قد تعيق تقدم المجتمعات وسلامتها و أمنها .
هذه المفهوم ( الهندسة الاجتماعية ) طبقت جزئياً وبطريقة تقليدية في مملكة شلو في القرون السابقة و في مماليك الافريقية وساهمت في الغالب من خلق مجتمع متجانس ومسالم من خلفيات قبلية مختلفة .
يجب أن تؤخذ في الاعتبار من ضمن الحلول للازمات المجتمعات المتصارعة والتي تعاني من أزمات عدم الاستقرار و الخلل السلوكي في ممارسة العنف كآلية الصراع لانتزاع الحقوق .
تلك الفكرة قديمة جداً من اليونانية ولكن تطورت عبر الازمنة و طبقت ومازالت تطبق الي الان في أوربا وأمريكا و الدول التي ادركت اهمية الهندسة الاجتماعية في ادارة السلوك التربوي لسلامة المجتمعات ، النازية الهتلرية حرفت وشوهت الفكرة وخلقت عنصرية و بررت بها عنصريتها البغيضة ، أزمة الدول المتخلفة الان عدم وجود منهج تعليمي و تربوي و خارطة صحية صريح لبناء مجتمع سليم وصحي وإنما مجتمعات تحكمها حتي المعاقيين عقلياً لذلك يخلقون الحروب عبر وعيهم العنفي و العدوانية سلوكهم الغير عقلاني .
اليابان من ضمن الدول التي طبقت فيها تلك العلم ، الانتقاء ممارس في مجتمعاتنا من خلال الزواج والامتناع من الاقتران من بعض الأسر التي تتميز ببعض الصفات الوراثية السالبة ، الفكرة طبعاً صادم من خلال الوعي الجمعي ومازالت مرتبطة في مخيلة البشرية بالنازية ، المجتمعات البشرية لاتكفي التغيرات الاجتماعية عبر سايكولوجي و التعليم للتطورها وإنما محتاجة تنقية والإرشادات التربوية لابتعاد عن الزواج العشوائي لبسط الأمن والسلامة المجتمع عبر ضبط التناسل .
مجتمعات اليابان وكوريا الجنوبية هما مشاريع دول حليفة لأمريكا في نشأتهم بعد الحرب العالمية الثانية أخذوا جرعات و تمت ضبطهم وتلقينهم وتعقيمهم عبر التعليم والهندسة الاجتماعية والسايكلوجية و تحسين النسل وضبطه حتي اصبح الفرد كآله ، لذلك لخلق مجتمعات متطورة ومستقرة ليست بالسهل كما نعتقد ولكن هناك عوامل وضوابط اخري غير التعليم يجب أن تؤخذ في الاعتبار ، كم هائل من المتعلمين وحاملي الدرجات العلمية الرفيعة ولكن مازالوا في الدرجة الحيوانية في التعامل مع المجتمع .
تحسين النسل عموماً ( الإيجابي ) مطبق الي الان في المجتمعات الامريكية والاوروبية كعلم و خاصة مكافحة الأمراض الوراثية من علم الوراثة البشري ، ولكن النظرية السلبية اتت منذ أن استغلت تلك العلم من قبل النازية الهتلرية لأغراض غير حميدة أدت للعنصرية ولكن يجب أن ينظر كعلم مجرد وليس من خلال استغلالها السئ من النازية ، تلك العلم أدي وظيفة جوهرية ومازالت تؤدي وظيفتها الإيجابية الي الان ، حتي الديمقراطية الامريكية وتقدمها لم تتم بهذه السهولة عبر التغييرات الاجتماعية العادية من دون ضبط المجتمع بمجموعة من الأحكام القانونية و قواعد تربوية و هندسة الزواج و سكنية ساهمت في انتاج المواطن المستقر ، مثلاً لدي بعض القبائل النيلية نماذج الانتقاء الممارس بطرق تقليدية ولكن توعي بمدي وعي تلك المجتمعات بتأثير الصفات الوراثية في تقدم وبقاء المجتمع سليماً .
المجتمعات الأوربية والأمريكية تمت هندستها وتلقينهما علي أنماط المجتمع المنضبط وخرجت من الوحشية والعنف المفرط إلا القلة من بقية المجموعات التي بقت علي حالها الطبيعية حيث مازالت فيهما الصفات البشر الوحشية في ممارسة العنف والحالة الحيوانية البدائية ، إذا كان العنف سلوكا مكتسبا أو تكوينا طبيعيا في الإنسان، فإنه سلوك يمكن تغييره والتحكم فيه كما ذكر أحد علماء النفس و الاجتماع .
العنف سلوك بشري كأي واحدة من السلوكيات البشرية مسؤول عنه بيولوجيا الغضب والعدوان في البشرية ولحد منه لابد من الأحكام العلمية والسايكلوجية كالتعليم والقوانين واهم من تلك المخ او العقل البشري ليس قائمة فارغة وإنما تطور و طفرات ، ومعظم السلوكيات البشرية درست من الناحية الدراسات الاجتماعية والنفسية ولكن مازالت الدراسات قائمة حول الدور المهم لبيولوجي و الجينات في فهم العنف البشري ، يمكن ان يكون مكتسب من البئية او الجغرافية او من المجتمع و وراثي أيضاً من الجينات ، حيث الجينات في الغالب قد تشكل وظائف الأعضاء والتي بدورها تشكل طريقة تفكيرنا وشخصياتنا وسلوكياتنا ونزعة الطبيعية لخرق القوانين ، هناك الكثير حول ذلك في تشريع العنف بأوراق علمية و دراسات بيولوجية و نفسية و نظريات كنظرية بيولوجي للعنف كنوع من الشذوذ في التركيبة الجينية او الوراثية و نظرية النقص العقلي كنتيجة إصابة العقل و كما توصل بلاكمور*١ الى ان الاضرار في الادمغة تشكل سلوكيات منحرفة ، ثم نظرية كيمائية الدماغ تفسر ان سلوك العنف بسبب تغييرات كيميائية .
و اما من الناحية التفسيرات النفسية هناك عدة نظريات من بينها نظرية الاحباط من مدرسة الفلسفة الوجودية و دوره في العنف نتيجة رد فعل من الاحباط .
و نظرية التعلم الاجتماعي لعالمان باندورا و ولتر و تري هذه النظرية ان سلوك الاطفال يتبع ردود الافعال من قبل الاخرين بمعني ان اكتساب العنف ممكن عبر التعلم الاجتماعي *٢ و كذلك الاسلوب المدني المهذب و الديمقراطي يمكن يكتسب ايضاً .
عليه قد يلعب التعلم الاجتماعي و العلوم التربوية في تغير انماط السلوك و الحياة للمجتمعات التي تمارس العنف و الغير منتجة ، وتحسين نسل الايجابي عبر تغيير بعض الصفات الوراثية لبعض الجماعات و هندسة سلوكياتهم بانماط المجتمع المنضبط .
صمويل بيتر اوياي
المراجع :
١- التير مصطفى عمر. (1997)، العنف العائلي، أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، الرياض. ٢-كورناتون ميشيل، (1993). جذور العنف الحيوية النفسية والنفسية الاجتماعية، المؤسسة الجامعي.
٣- مجلة الجامع في الدراسات النفسية و العلوم التربوية .