اهمية المثقف المستنير في تغيير المجتمع
واجومانيوز
بقلم: صمويل بيتر اوياي
واجومانيوز
دور المثقف المستنير ضمير شعبه لابد ان يحمل عقلاً حاداً نقدياً ولا مستعبد فكرياً كما اري من ابناء القارة الافريقية والجنوبسودانيين بصفة خاصة يتعاطون مع الأفكار بنوع من القدسية ( السلفية ) وحافظي التراث السياسي و الثقافي دون مراجعته ، التراث السياسي والفكري و الثقافي يجب أن يراجع حتي لا يدخل المجتمعات في دهاليز التخلف و الصراعات ، معنيين بالبحث عن الإجابة لماذا نحن متخلفون في الركب الحضاري ؟ وليس الإصرار لإثبات الوجود والذات بالتمركز( اثني او ديني او عرقي او جغرافي او الايديولوجي ) ، تمركزت الغرب ولم تأتي لها بنتائج إيجابية، الحرب العالمية الأولي والثانية سطر شهادة تاريخية بخطورة التمركز من باب اوهام الهويات باشكالها ، وعندما صاغت الغرب ثقافتها من التمركز الي الانفتاح شهدت العالم والإنسانية التحولات النوعية من الحضارة والتقدم وهذا مانريده لأفريقيا وبعض المجتمعات الانسانية الاخري الغير مستقرة سياسيا و اقتصادياً ، يجب أن نصيغ ثقافة تحرر الفرد من الدكتاتوريات المجتمعية ( الأثنية، القبلية، دينية ، ايديولوجية سياسية ) التي تقيد العقل الفردي ويجعله في القالب المجتمعي حيث يقلل امكانياته الإبداعية والابتكارية ، يجب ان يتحرر الفرد ليصبح فاعلاً وليس مفعلاً من المجتمع.
افريقيا في حوجة فعلية لتحرر وحداتها الجغرافية السياسية من الافكار المتحجرة ودكتاتوريات التي صنعتها التحجر وتقديس الفكر باهتمام بنقد ومراجعة الافكار للمعرفة مدي جدواها الزمنية بغية التوصل لصناعه سياسات تطور المجتمعات ، من الاهمية عدم تغذية العقول بعصبيات الايديولوجية والمشاريع الفكرية التي تقسم وتخلق الصراعات وسط الشعوب علي أسس القوميات الاثنية والدينية العقائدية مدمرة لانسانية و مصدراً للصراعات و الحروب.
تحرير العقل الجمعي ضرورة حتمية نحو التطور ، لان العقل الجمعي تعيد انتاج نفسه علي مدار التاريخ بشكل جامد وساكن ، العقل من دون أن يمارس نشاطه في انتاج الافكار تصبح عقيم ، و الافكار الجيدة والمتجددة تأتي من النقد ، لذلك بنيت العلم الحديث ومناهجه علي النقد المعرفي ( ابستملوجي) .
تحرير العقل مدخلاً لتغيير الفعلي بغية الخروج من فضاء المفاهيم التقليدية التي ركزت علي استخدام العنف المادي ومعنوي كمنهج و الانتماء الاثني والعرقي كادواتها للتغيير ، عبر التفكير المبدع تولد ملامح المجتمعات المنتجة التي نحلم بهما حتي نجهض الاستعلاء العرقي من معدها و هزيمة العصبيات الاثنية والقبلية والعشائرية ، روح العصبية نابعة من المفاخرة السائغة بالتضامن علي اساس القبيلة بحيث تجمع بينهم النسب و نصرة بعضهم بعضا ، ظالمين او مظلومين، ، يجب المحافظة علي القبيلة كواحدة من مكونات الدولة التي تساهم في البناء الوعي الوطني من دون تعصب والانكفاء وان لا تستخدم كواحد من ادوات الوصول لسلطة وتفتيت النسيج الاجتماعي ، التحرير من هذه الافكار المنغلقة علي الذات الاثني و القبلي يجعل العقل قيمة اساسية في التفكير والتعامل.
علينا الإدراك بقبول الاخر وان لانستخف باراءهم مهما كانت صعوبتها فيما يقولون ،و يجب ان نساهم بتربية الوطنية التي تدعم خط التعايش السلمي فيما بين افراد المجتمع وهذه دور النخب والصفوة التي تدعم خط الجماهير وليس خط الاثنيات كما ماثل الان حيث أصبح من الصعب نميز بَعضُنَا بالأفكار بل بالقبائل و مناطق حيث كافي نقد والحكم علي الاخر علي أساس أثني دون افكاره ، يجب ان تسقط نبرات الاستعلاء والتعالي القبلي ومحاربة نظرية المركز السلطوي بنظرية الفدرالية( الاتحاد ) لتمكين المجتمعات عبر استخدام نفس ادوات المركز للخلق توازن تنموي لكافة المكونات وان لا نستسلم بحكم الطوق المفروض علي اي اصلاح او تغيير من قبل النخب السياسية ، من الاهمية التعقل والنقد ومراجعة افكارنا لنندفع نحو الامام في اتجاه التغيير الفعلي ، وتلكم لا تتم الا عبر مؤسسات صنع الوعي ، مثل المدارس و الجامعات و الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والاعلام الاكتروني، لان الانسان في بلادي في حوجة للتغيير علي مستوي نشاطاته اليومية و في طريقة معيشته و عمله وتعامله مع الاخر وتنويره باهمية الدولة وحفظ أمنها القومي وعلاقته بالحكومة بانها تكاملية و علاقة الشركاء التي تنتهي في نهاية الفترة المحددة بحقه في اختيار قيادته عبر انتخابات حرة .
نعني بتحرر العقل تغيير مفهوم السياسة كمهنة من ليس له مهنة او من فشل في مهنته او وسيلة الاسترزاق السريعة ، و ان يدخل ثقافة المحاسبة و الرقابة على كافة المؤسسات الحكومية و يعطي الاحزاب السياسية ادوارها في صنع السياسات التي ترتكز على بنية استراتيجية البناء الوطني في تنميته و تطوره حيث لا يمكن ادارة الدولة من دون مؤسسة تنظيمية (حزب) التي تصنع السياسات للدولة وتترجمه الجهاز التنفيذ والذي غالبا ما يكون اغلبية اعضاءه من الحزب الحاكم ، ولكن اين نحن من هذا؟
المعادلة التي تظلم كادر الحزب المستنير المؤهل الذي يستطيع ان يساهم بشكل فعلي محتاجة للتغيير من جزورها عبر الوسائل المتاح عبر نقد الموضوعي، وان لا تتحول اقلام النخب اداة تلميح قيادات ربما اخفقت في أداة واجباتها الوطنية ، كل ذلك من التحولات الممكنة في اتجاه المستقبل القريب المزدهر تصنعها المثقف المستنير و الناقد الموضوعي عبر النقد المعرفي الذي ينظر فى قيمة الافكار و تقييمها عبر الشروط المعرفية و ليس النقد الذى يبحث عن الأخطاء او الذي يميل نحو النقد الشخصي المباشر دون نقد المحتوي المعرفي .
الايميل: samualjago@yahoo.com