آراء متباينة حول تمديد الفترة الانتقالية

واجوما نيوز

واجوما نيوز- جوبا

تقرير: باطومي ايول

اتفق المراقبون على أن المواقف الدولية من تمديد الفترة الانتقالية بأنها ليست جديدة، وطالبوا أطراف الاتفاقية المنشطة 2018 بالالتزام الفوري بالجدول الزمني للترتيبات الأمنية، وبناء الثقة، والعمل الجاد على إلحاق الرافضين للاتفاقية.

التحرك العاجل

ودافع الصحفي إبراهيم اوول عن تمديد الفترة الانتقالية، واعتبر أنه لم  أنه لم يكن أي بديل بخلاف التمديد، وقلل من بيانات دول الترويكا، ولفت بأنها ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها تلك المواقف.

وقال لـ”واجوما نيوز” كمراقب للأوضاع السياسية والأزمة الاقتصادية المستحكمة فإن البلاد كانت أحوج ما تكون لتحرك عاجل يوجد مخرج للازمة التي تعانيها في كافة المجالات على الرغم من المضي ببطء و سلحفائية شديدة في معالجة الأوضاع).

غياب الثقة والتوافق

وأشار إلى حالتي عدم الثقة بين اطراف اتفاقية السلام المنشطة، وتوافر الثقة التوافق فيما بينهم، وذلك بسبب امتلاك للسلاح، والتي لم تكتمل عمليات حصرها وتدريبها، وثم دمجها لتشكل مجتمعة قوةً نظامية تحافظ على مكتسبات الممارسة الديمقراطية ، وحرس صناديق الاقتراع باحترافية وعقيدة وطنية وعسكرية جديدة.

الخطوة الاستباقية

وأضاف ( لذا من الجيد اتخاذ خطوات استباقية لنزع فتيل الازمة السياسية على اقل تقدير لان الاستقرار السياسي ينعكس ايجابا على الاقتصاد وغيره من الملفات الهام).

وتمسك اوول بضرورة قبول المبررات التي تم تمديد بها الفترة الانتقالية، و المعطيات المنطقية التي دفعت أطراف الاتفاقية لاتخاذ خطوة للحيلولة دون انسداد الأفق السياسي بانتهاء الفترة المنصوص عليها كفترة انتقالية، وأردف ( يجب أن لا نغفل أن الاتفاقية قسمت لبروتوكولات وجداول زمنية لم يكن بوسع الأطراف المعنية الالتزام بها كما هو منصوص وفي مثل هذه الحالات وحتى لا تستفحل الأوضاع لأزمات يجب التفكير بشكل يواكب حجم التحديات والتمديد على الرغم من أثره السلبي على عزيمة الأطراف الوفاء بالتزاماتها نحو تحقيق الامن والاستقرار والتحول الديمقراطي ومن ثم الانتقال السلمي لسلطة منتخبة ديمقراطيًا بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة لا تستثني أحدًا).

التعافي الكامل

وشدد اوول على ضرورة عدم اتخاذ خطوة اشبه بالمسكنات الموضعية، والتي لا تجلب الشفاء، بل العمل على استقرار حالة المريض لحين بلوغه التعافي بعلاج طبيعي بوصفة طبية مسترشدة بالتاريخ المرضي لحالة البلاد المعلولة سياسيًا واقتصاديا واجتماعيا، ولفت إلى أن هذا يتطلب تقبل اي جرعة حتى ولو كانت محدودة جدا، وذلك لأنها ستساهم بلا شك في حزمة العلاج اللازمة والتي لابد من الصبر عليها على اي حال.

الإملاءات الخارجية

ونوه  إلى أن المانحين ومجموعة دول الترويكا لديها مواقف متحفظة منذ انهيار اتفاق حل النزاع في جنوب السودان 2015 ، والتي لا تزال مستمرة منذ عام 2016، وانه علينا احترامها، واستدرك بأن تلك المواقف لا تخدم الاستقرار بل تزيد الطين بلة، وتعمل على تأزيم الأوضاع بشكل أكبر

 وطالب  اوول بعدم التعويل على المجتمع الدولي، ووصف مواقفهم بأنها إملاءات وشروط لا تثمن ولا تغني من جوع.

الإرادة والموارد الوطنية

 وأكد اوول على تحقيق وجود ارادة سياسية وطنية وتوافق عريض وجدية في توفير التمويل اللازم لتنفيذ بنود الإتفاقية بكامل بروتوكولاتها، وعدم السعي لتقويض وافتعال الأزمات والاتكالية، وتعليق الآمال على انتظار المانحين الدوليين.

وعلى حكومة الوحدة الوطنية المعاد تنشيطها الوفاء بالتزاماتها باستقطاع وتخصيص الموارد المالية اللازمة لتنفيذ الاتفاقية من عائدات النفط بشكل صريح وواضح، وبنفس الطريقة التي استقطع من الانتاج اليومي نسبة محددة لأعمال تنمية قطاع الطرق البرية الرابطة بين الأقاليم والولايات.

التأثير الكبير

وفي السياق يرى الناشط السياسي د. جشوا جرمايا خطاب السيناتور باتريك ليهي  يوضح  موقف الولايات المتحدة الأمريكية من تمديد  الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام المنشطة، وأنه يتماشى أيضا  مع موقف دول الترويكا الأخير، وأكد بأن تأثيره كبير، واستدرك بأن الحل الوحيد لمواجهة المواقف الدولية المناوئة للتمديد هو توفر الارادة السياسية، وتنفيذ بنود مصفوفة  التمديد، ولا بديل عن ذلك.

تداعيات على الداخل

أكد الباحث كور متيوك بأن خطاب السيناتور ليهي سيكون له تداعيات على الموقف الأمريكي، وسيكون له تأثير كبير على سواء على الحكومة أو أطراف الإتفاقية، وتوقع بأن هذا الخطاب سيكون له ما بعده.

طرق أبواب الدبلوماسية

وأشار إلى إمكانية طرق الحكومة لباب الدبلوماسية، والتواصل سواء مع الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي لإقناعهم بأسباب تمديد الفترة الانتقالية.

واشترط كور نجاح المساعي الدبلوماسية لتغيير هذه المواقف  بإقناع قادة المعارضة غير الموقعين على اتفاقية السلام المنشطة، وبجانب الذين أبدوا رفضهم تمديد أجل الحكومة الحالية بتغيير مواقفهم ودعم عملية السلام.

واعتبر ذلك أكبر أمام الحكومة مقارنة بالمساعي الدبلوماسية، وحذر من تكرار حالة البطء الشديد الذي لازم تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة.

 

مواقف متناقضة

من جانبه وصف الصحفي السوداني المختص بالشؤون الدبلوماسية حاتم درديري مواقف الترويكا بقيادة الولايات المتحدة تجاه جنوب السودان بـ(المتناقضة) والمتخبطة، وأن هذه الدول عارضت الاتفاقية عام 2018، ورفضت دعمها، وتراجعت ولترحب بها ويتردد سفرائها على قصر (جي ون) يطالبون بتنفيذ بنود الاتفاقية.

 

وأشار إلى خطاب السيناتور ليهي سبقه تصريح للخارجية الامريكية بأن واشنطون لن تدعم قادة جنوب السودان، وكان على أطراف اتفاقية السلام المنشطة قراءة هذا التصريح قبيل اتخاذ أي خطوة على تمديد الفترة الانتقالية، والتواصل مع الخارج لإقناعه بمبررات التمديد.

خطوات مشروطة

وأشار حاتم إلى أن جنوب السودان في كل الأحوال لا يحتمل عودة الحرب من جديد، فإذا كان تمديد الانتقالية يصب في هذا الاتجاه فهو جيد،  واستدرك بوجوب عمل قادته على استدامة السلام وعدم العودة للحرب، والالتزام بالجداول الزمنية لإكمال بقية البنود وبناء الثقة، وأن يعمل شركاء الاتفاقية المنشطة على إلحاق المعارضين، والتفاوض معهم والاستماع والجلوس معهم.

وأكد حاتم أن ذلك هو السبيل الوحيد لوقف التدخلات الاجنبية، وحتى وإن وجدت فأنها تكون حميدة لصالح دعم دولي للاتفاقية.

 

 

Translate »