الكاردينال بارولين يختتم زيارته جمهورية جنوب السودان

واجوما نيوز

 

واجوما نيوز- وكالات / فاتيكان نيوز

شدد الكاردينال بارولين في عظته مترئسا القداس الإلهي في جوبا على أنه قد حانت لحظة هدم جدران العنف واختيار طريق المحبة. كما وزار أمين السر في آخر أيام الزيارة مركزا لرعاية الأطفال المصابين بإعاقات ونقل إلى الجميع قرب البابا فرنسيس.

 

في إطار زيارته جمهورية جنوب السودان ترأس الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الخميس ٧ تموز يوليو القداس الإلهي وذلك في المركز المخصص لذكرى زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق، وهذا هو القداس الذي كان يُفترض أن يترأسه البابا فرنسيس حسب برنامج زيارته الرسولية التي أُجلت بسبب أوضاع قداسته الصحية. وفي بداية عظته أمام المشاركين في هذا القداس، ومن بينهم رئيس الجمهورية ونائب الرئيس، نقل الكاردينال بارولين تحيات وبركات الأب الأقدس الذي كان يرغب بشكل كبير أن يكون هنا اليوم في حج مسكوني من أجل السلام والمصالحة في هذا البلد الشاب المفعم بالفرص والمتألم بشكل كبير حسب ما ذكر أمين السر.

 

ومن المصاعب التي يواجهها شعب جنوب السودان ومن تطلعه إلى المستقبل انطلق الكاردينال بارولين للحديث عن الطريق، فقال إنه طريق الإنجيل الذي يقدم رسالة مختلفة، رفْض الرد على العنف بالعنف والابتعاد عن الانتقام والتحلي بالمحبة والمغفرة دائما. وشدد في عظته على أن يسوع يدعو إلى الانفتاح على شجاعة المحبة، محبة ليست سجينة منطق العين بالعين والسن بالسن، وتابع أن هذا لا يعني أن نكون ضحايا سلبيين للعنف أو ضعفاء ومستسلمين أمامه، بل على العكس، يعني هذا نزع سلاح الشر وإطفاء نار العنف ومقاومة الظلم. أكد الكاردينال بارولين من جهة أخرى انه لا يمكن الانتصار على شر العالم بأسلحة العالم.

 

هذا وتحدث أمين السر في عظته عن أن الله والذي يصغي إلى صرخة شعبه يريد منا أن نكون صانعي مستقبل جديد، وأضاف أن هذه هي لحظة المسؤولية والأفعال الملموسة وهدم جدران الكراهية والقضاء على الظلم، لحظة أن نغسل بالمغفرة والمصالحة الثياب التي لوثها الدم والعنف. ورفع الكاردينال بارولين الصلاة من أجل أن يلمس الرب قلوب الجميع، وخاصة من لديهم مسؤوليات كبيرة، كي يتم إنهاء المعاناة الناتجة عن العنف وعدم الاستقرار وكي يمكن لمسيرة السلام والمصالحة أن تسير إلى الأمام بشكل سريع من خلال أعمال ملموسة وفعالة.

 

وفي اليوم الأخير لزيارته جمهورية جنوب السودان الجمعة ٨ تموز يوليو ترأس الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان القداس الإلهي في إكليريكية القديس بطرس الكبرى في جوبا وزار الجامعة الكاثوليكية، ثم قام بزيارة مركز “أسرتنا” الذي يقوم برعاية الأطفال المصابين بإعاقات حيث يتم توفير العلاج للمرضى الصغار والدعم النفسي لعائلاتهم. وتُشرف على المركز الراهبات الرسولات الصغيرات ويعمل فيه الكثير من المكرسات العلمانيات إلى جانب متطوعين ومتطوعات أغلبهم من إيطاليا حيث تعود هذه المبادرة إلى منظمة طوعية إيطالية تعمل في أفريقيا منذ سنوات. ونقل الكاردينال بارولين خلال زيارته إلى الجميع بركات البابا فرنسيس ومحبته وقربه، كما وقام وباسم الأب الأقدس بتشجيع الجميع. وأكد أمين السر عقب زيارته عددا من غرف المركز أنه جاء إلى هذا المكان موفدا من البابا فرنسيس ووصف نفسه برسول لمحبة الأب الأقدس ورغبته في أن يكون هنا مع الجميع. وفي ختام زيارته المركز دعا الكاردينال بييترو بارولين العاملين فيه إلى مواصلة العناية بهؤلاء الصغار الذين يمثلون يسوع.

 

هذا وخلال زيارته الجامعة الكاثوليكية التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بالكثير من الطلبة والأساتذة، وسألته إحدى الطالبات أين هي الكنيسة أمام أوضاع المعاناة والألم. وقال الكاردينال بارولين إن الكنيسة حاضرة في مثل هذه الأوضاع كعلامة رجاء، واراد التذكير في هذا السياق بزيارته مخيم بانتيو حيث التقى إلى جانب النازحين معلمي التعليم المسيحي والإرساليين. وأضاف: نحن موجودون، لا نترك الأشخاص، نحن بجانبهم ونسير معهم رغم الصعاب، وشدد نيافته على أن هذا يشهد على أننا لسنا بمفردنا. وتابع قائلا للطالبة التي وجهت هذا السؤال: تسألينني ماذا تفعل الكنيسة، أما أنا فأسأل مَن هي الكنيسة، نحن الكنيسة، هناك التركيبة الهرمية بالطبع، الكهنة، الراهبات، إلا أن المؤمنين جميعا هم جزء من الكنيسة، وهكذا فالسؤال هو ماذا نفعل نحن من أجل هؤلاء الأشخاص. وشدد أمين السر بالتالي على ضرورة أن نُلزم أنفسنا بشكل ملموس.

 

 

Translate »