في حفل توقيع كتابها الأول بالقاهرة .. كاتبة صاعدة تحمل القلم سيفاً في وجه التقاليد!

واجومانيوز

 

رصد –  واجوما نيوز /القاهرة

شهدت أماسي العاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس الجمعة 15 يوليو 2022م، تدشين كتاب بالإنجليزية     تحت      عنوان: I am My Mother’s Wildest Dream .. A Story of Hope, Faith and Resilience ” وبالعربية أنا حلم أُمِّي الأكثر جمالاً .. قصة التفاؤل والإيمان والصمود” للكاتبة الجنوب سودانية الأمريكية نياجواك تونقييك دولونج، وذلك وسط حضور مثل زخماً من الشباب والشابات، بقاعة الكنيسة الإنجيلية بالأزبكية (العتبة) وسط المدينة.

وجرت فعاليات توقيع الكتاب بصلوات افتتاحية التي تلاها عزف النشيد الوطني، وفقرة تعريفية بسيرة الكاتبة، بالإضافة إلى كلمات من الضيوف المتحدثين.

 

واعتبرت صديقة ومرافقة الكاتبة كاميل توماس لدى مخاطبتها الحاضرين الكتاب بأنه يمثل سرداً لتجارب مؤلمة مرت بها الكاتبة، وتطرقت إلى حياة الكاتبة المريرة كلاجئة في معسكرات اللجوء في منطقتي (إيتانق) و(ديما) في إقليم غامبيلا غربي إثيوبيا قبيل انتقالها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأُولى من هذا القرن.

وعلى الرغم من خروجها من ويلات الحرب التي دفعتها وعائلتها إلى اللجوء في إثيوبيا، إلا إنها وجدت نفسها تواجه حرب أُخرى وصفتها بالحرب الباردة، والتي تمثلت في العادات والتقاليد داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وتناولت توماس قصة اجبار الكاتبة من قبل عائلتها وتزويجها قصراً لرجل لم تختاره، وهي قاصرة في الولايات المتحدة الأمريكية، في سن الرابع عشر سنة، دون أن تكمل تعليمها، وأشارت إلى أن الكتاب يتناول هذه القصة وغيرها من تجارب الكاتبة المريرة، وأن الكاتبة تبعث بقصة الأمل والمثابرة للجميع من خلال تحملها وصمودها.

ونوهت كاميل إن قصة الكتاب يمثل انتصاراً للكاتبة، وذلك لأنها أدانت ظاهرة الزواج المبكر كضحية لها في المقام الأول، وأنها ظلت تسعى الآن إلى منع وقوع فتيات أُخريات ضحايا له عن طريق الكتابة والتوعية.

وتناولت كاميل مسألة تعليم الفتيات وطالبت بضرورة إيقاف ممارسات مثل الزواج المبكر وتزويج الفتيات للرجال عن

 طريق إرغامهن وهن قاصرات. واوضحت أن الكتاب يدين التقاليد التي لا تحترم حقوق النساء والإنتهاكات المتكررة في حقهن وخصوصاً الفتيات القاصرات.

من جهتها، قالت الكاتبة نياجواك تونقييك، إنها وثقت لتجاربها المريرة في الكتاب لكسر نير التقاليد وتعيش “الحلم الأمريكي”، ولتقرأها الفتيات الصغيرات في البلاد وتفتحن عيونهن على أوضاعهن، آملةً في أن يساهم كتابها في التغيير الاجتماعي المطلوب في السودان الجنوبي.

ومضت الكاتبة قدماً في حديثها تقول إنها أُم لثلاثة أطفال، وأكدت أن عملية إرغامها على الزواج برجلٍ لم تفكر فيه إطلاقاً، وهي لا تزال قاصرة، في سن الرابعة عشر.

وكشفت عن تعرضها لحالة نفسية مضطربة للغاية جراء ذلك.

وقالت الكاتبة إنها التحقت بالجيش الأمريكي في الفترات السابقة، وأخلت سبيلها منه بمحض إرادتها حتى تتفرق للتأليف والنشاط المناهض لجميع الممارسات التي تهدر كرامة القاصرات والمرأة عموماً، وأنها بدأت الآن فعلياً بالكتابة واصدار كتابها الأول.

ووجهت الكاتبة انتقادات لاذعة إلى العادات والتقاليد الخاطئة في السودان الجنوبي، وخصوصاً، عادات وتقاليد قبيلة النوير التي قالت إنها تكرس لتزويج الفتيات القاصرات من سن (12) إلى (17) سنة، وطالبت مجتمع النوير وسائر مجتمعات البلاد بالكف عن هذه الممارسات السالبة.

وذكزت نياجواك تونقييك أمام الحضور أن أناس في الولايات المتحدة الأمريكية، ناشدوها بإرسال مخطوطة كتابها إلى الأستاذ الجامعي د. جون قاي يوه الباحث والكاتب والمؤرخ وسفير البلاد السابق لدى جنوب أفريقيا وتركيا، وكذلك ووزير التعليم العالي والعلوم التكنولوجيا سابقاً، والآن مدير لمركز الدراسات الاستراتيجية في العاصمة جوبا للمراجعة.

وأكدت نياجواك إنها أرسلت المخطوطة لدكتور قاي يوه الذي أنجز قراءتها ومراجعتها في زمن وجيز.

 وذكرت تونقييك أن الدكتور قاي يوه ناشدها بنقل الكتاب إلى البلاد بعد طباعتها في الولايات المتحدة، باعتبار أن الكتاب يتناول قضايا الواقع السوداني الجنوبي.

وفي السياق أثنى الكاتب الصحفي والشاعر وأحد الضيوف المتحدثين في حفل التوقيع دينقديت أيوك على الحاضرين لالتزامهم بالحضور، وأوضح أن حضورهم لحفل توقيع الكتاب يعني دعماً للكاتبة.

وأضاف أيوك إنه رأى الكتاب في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لم يكن يعلم بتنظيم حفل التوقيع له في القاهرة، وأردف أنه تلقى اتصالات من العاصمة جوبا والقاهرة مساء يوم الخميس كانت دعوات له لحضور حفل توقيع الكتاب.

وعبر أيوك عن دعمه للكاتبة وعن سعادته ببروز مزيد من الكاتبات في الساحة الثقافية بالبلاد، مشجعاً الكاتبة الصاعدة بالتواصل في رحلة الكتابة التي بدأتها. وقال إن الكتابة من أجمل الأشياء. وأضاف: “أن تكون كاتباً يعني أن تكون صوتاً لمجتمعك، ورسولاً وحاملاً لرسالة إلى لمجتمعنا وللبشرية جمعاء”، مطالباً الحضور بتقديم الدعم والمؤازرة للكُتَّاب الوطنيين، مثلما يشجعون كُتَّاب آخرين من أقطار أُخرى في العالم.

من جهته، قال راعي اليوم في حفل التوقيع مدير مركز وينرز التعليمي الأستاذ أندرو قاتلياك دانق، بعين شمس إن الكتاب كتاب رائع عبر فيه الكاتبة عن تجارب حياتية شخصية تعرضت لها، ووصفها بالجريئة جداً، وأنها لم تخجل من ذكر تفاصيل الأشياء التي تخجل المرأة عن ذكرها في العامة.

وأشاد الأستاذ قاتلياك دانق بالكاتبة وشجعها على المضي قدماً في تقديم رسالتها للمجتمع، واصفاً الكتاب بـ”الملهم”.

وشهدت ندوة التدشين جدلاً حول العادات والتقاليد، والتي انقسم فيها الحاضرين إلى رافضين ومؤيدين، وجرت مواجهة الكاتبة من قبل بعض المداخلين.

وأشار أحد المتداخلين إلى أن تصدير الأفكار الغربية إلى أفريقيا وفرضها على الأفارقة من قبل أفارقة عاشوا في الغرب، أمر غير مقبول. وتحاجج قائلاً إن “مشكلة أفريقيا في الغرب وليس في أفريقيا هنا”.

وانتقد متداخل آخر ظاهرة زواج نساء وأُمهات عزباوات خسرنَّ زيجاتهن في العالم الغربي ورجعن إلى أفريقيا للزواج من صبيان يافعين، كحجة مقابل زواج رجال كبار في السن بفتيات قاصرات.

 وردت الكاتبة لتقول إن ممارسة نساء كبيرات في السن اللائي ترجعنَّ إلى أفريقيا للزواج بصبيان يافعين، هي ذات الظاهرة التي يمارسها رجال كبار السن في الزواج بفيتات قاصرات دون رغبتهن، وقالت: “لنكن منصفين في هذه الحالة”، وانتقدت ظاهرة الزواج المبكر التي تعتبر عادة في المجتمع السوداني الجنوبي

وشددت على ضرورة التخلي عنها في العادات والتقاليد.

وكان من المقرر أن يحضر سفير جنوب السودان في القاهرة جوزيف موم مجاك عقب حفل التوقيع، إلا أنه لم يحضر لأسباب غير معلومة، ربما تتعلق بالبروتوكول وحركة السفراء في القاهرة ووجود قيود لتواجدهم في مناسباتٍ غير رسمية. 

ومن المنتظر أن تقوم الكاتبة نياجواك تونقييك دولونج، بجولة لتدشين كتابها في إقليم شرق أفريقيا بعد إنطلاقة رحلتها من الولايات المتحدة الأمريكية من ولاية نبراسكا، حيث دشنت كتابها في العاصمة الكينية نيروبي أولى محطات جولاتها لتوقيع الكتاب في العاصمة جوبا، ولتلقي كبار المسؤولين في الحكومة: النائب الأول لرئيس الجمهورية د.ريك مشار تينج، ونائب رئيس الجمهورية تعبان دينق قاي، ووزير رئاسة الجمهورية د. برنابا مريـال بنجامين، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمن توت قلواك منيمي، والذي اشترى أكثر من مئة نسخة من الكتاب دعماً للكاتبة لتوزع في البلاد. وكبار مستشاري الرئيس الجنرال كوال منيانق جووك،.

ومن المقرر أن تستمر الكاتبة في تدشين كتابها في الإقليم الشرق الأفريقي عموماً، بداية في محطاتها القادمة من إقليم غامبيلا غربي إثيوبيا، والعاصمة أديس أبابا، وثم تتوجه إلى العاصمة الأوغندية كمبالا بالإضافة إلى العاصمة السودانية الخرطوم في الأيام القليلة المقبلة.

Translate »