على خطى الأرجنتيني فيرناندو.. حكومة حمدوك وطريق الهاوية
واجوما نيوز
بقلم: حاتم درديري
واجوما نيوز
في العام 2002 قبيل انطلاق بطولة كأس العالم التي أقيمت في كوريا واليابان لأول مرة بالقارة الآسيوية وكتنظيم مشترك لأول مرة؛ كان عشاق منتخب الأرجنتين المعروف بـ(التانجو) ومنهم شخصي يتأهبون على أحر من الجمر للاستمتاع بفواصل من رقصات التانجو غبريائيل باتسيتوتا واورتيغا وسميوني وسورين، وذلك قياساً على حسمه بطاقة التأهل للمونديال مبكراً عن قارة أمريكا الجنوبية، والأداء القوي الذي ظل يقدمه مطلع الألفية الجديدة، لكن خيبت الأرجنتين امال عشاقها وخرجت من الدور الأول بصورة مفاجئة بعد ان كانت مرشحة للفوز بالبطولة، ولقد أثار أداء نجومها كثيراً من التساؤلات حول العالم: لماذا هذا الأداء المخيب الذي بدأ بفوز بشق الأنفس على نيجيريا؟، وهزيمة من ندها المنتخب الإنجليزي؟، وتعادل حزين مع السويد؟، ولكن هذا الأداء تصادف مع أكبر إفلاس حكومي عرفه التاريخ الحديث بالأرجنتين التي شهدت تظاهرات واحتجاجات في كل مكان، وإغلاق للشوارع والطرق في جميع الأقاليم الأرجنتينية شبيهة بالاحتجاجات والمتاريس المقامة في شوارع السودان.
أكد اللاعبون الأرجنتينيون في تصريحات صحفية أن سبب النتائج والأداء المخيب الذي قدموه كان بسبب ضياع أرصدتهم المقدرة بملايين الدولارات التي جنوها من الأندية الأوروبية، ضاعت مع موجة الإفلاس التي ضربت المصارف الأرجنتينية التي وضعوا فيها جزءاً من أرصدتهم المالية، وكان لها الاثر المباشر على الاداء.
الحقبة العسكرية
كانت الأرجنتين في ثلاثينيات القرن الماضي واحدة من أغنى بلدان العالم، وقبلة للهجرات من أوروبا والشرق الأوسط خاصة (إيطاليا – وألمانيا – أسبانيا – لبنان – سوريا – فلسطين). ولكنها شهدت خلال خمسينيات وسيتنيات القرن الماضي ركوداً اقتصادياً مفزعاً، وتارة اضطرابات اقتصادية، وذلك بسبب الحكم العسكري الذي قاده خورخي فيديلا عام 1976، وصادف ذلك حقبة الانقلابات العسكرية الذي ضربت أمريكا اللاتينية خاصة جارتها الغربية تشيلي التي انقلب فيها الجنرال أوغستو بيونشيه على الرئيس الاشتراكي المنتخب سلفادور أليندي عام 1973، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية عبر جهاز (سي اَي ايه) وراء تلك الانقلابات، ومارس خورخي أبشع أنواع القهر والإرهاب، وكان مسؤولاً عن اختفاء 30 ألف معارض قسرياً خلال عامين من بداية حكمه، وذلك بسبب قراره بتنفيذ برنامج اقتصادي مستقى من توجه الليبرالية الحديثة الذي يؤمن بحرية السوق، وواجه معارضة سياسية وعمالية قوية، ومارس عملية خصخصة واسعة الأبعاد، وحرر التجارة والاقتصاد بعيداً عن توجهات الدولة، ووافق على عدم التدخل فيها، والقطاع المالي من القيود الحكومية، واقتدى بجارته تشيلي، وأصدر قانون يحرم الإضراب عن العمل.
كانت حجة فيديلا أن صندوق النقد الدولي طلب منهم الغاء كافة القيود المعيقة للنشاط التجاري، واستيراد البضائع الاجنبية، ولم تفلت الارجنتين من الشركات المتعددة الجنسيات والمصارف الغربية والمضاربين، واجبر الشعب الارجنتيني الجنرال فيديلا على الاستقالة عام 1983، وعزله الجيش عن السلطة.
دمار المرحلة الأولى
كانت أبرز نتائج برنامج صندوق النقد الدولي الأول الذي فرض على الأرجنتين أولاً: تحول جنرالات الجيش إلى رجال أعمال وأصبحوا من المليونيرات في البلاد، وثانياً: خلال 7 أعوام انخفضت الاجور من إجمالي الناتج القومي، من 43% إلى 22%، ثالثاً: تراجع الانتاج الصناعي إلى نسبة 40%، وارتفعت معه الديون الخارجية من 8 مليارات دولار إلى 43 مليار دولار خلال 7 سنوات فقط.
السير بذات الطريق
على الرغم من اعتراض غالبية المواطنين بعد رحيل فيديلا إلا أنه من المؤسف انه حتى بعد سقوط نظامه واصلت الحكومات المدنية الديمقراطية بإصرار غير مبرر على الاستمرار في نفس السياسة الاقتصادية. والملاحظ أن صندوق النقد الدولي أبرم خلال الحقبة الواقعة مع الحكومات الارجنتينية المتعاقبة عقوداً بلغ اجماليها 19 اتفاقية، وظل يحصل على تعويض منها عن كل قرض على حسابها، وواصلت السير وراء البرنامج الذي خلفته الديكتاتورية العسكرية حتى عام 2001، وبيعت خلال تلك الفترة شركة الخطوط الجوية الأرجنتينية وشركة البترول الوطنية الارجنتينية لمستثمرين أجانب بأرخص الأثمان، وربط سعر العملة البيزو الارجنتينية بالدولار الامريكي، وظل سعر الصرف يخضع لبرنامج من صندوق النقد الدولي باستمرار، وسعت الحكومات الارجنتينية على ارضاء الصندوق بدلاً من ارضاء شعبها.
قروض وديون غارقة
اعتبر الفيلسوف الاقتصادي الألماني أرنست فولف في كتابه “صندوق النقد الدولي قوة عظمى” أن البرامج الاقتصادي الذي سارت عليه الأرجنتين لم يكن يحظى بتأييد من رائد الليبرالية الاقتصادية الجديدة ميلتون فيريدمان رائد (مدرسة شيكاغو الاقتصادية) التي عُرف خريجوها بشيكاغو بويز، وفريدمان نفسه وصف ما قام به الصندوق في أرض التانجو بـ(الاحتيال والنصب على الأرجنتينيين)، وذلك لأن ربط البيزو الارجنتيني وتعويمه لصالح الدولار الامريكي منح الثقة للمستثمرين الاجانب بأن استثماراتهم مأمونة، وتسبب من جديد في إغراق البلاد بقروض جديدة خلال عامي 1991 و 1992 وكان ذلك في حقبة الرئيس كارلوس منعم، من ناحية صحيح أدى لتحقيق طفرة كبيرة في النمو الاقتصادي، ولكنه من ناحية ثانية تسبب في ارتفاع مديونية بنحو كبير وبخطى حثيثة.
دمار المرحلة الثانية
في المرحلة الثانية من برنامج الصندوق رغم التركيز على النمو الاقتصادي الذي تحقق، إلا أن القطاع الزراعي الارجنتيني تراجع تراجعاً ملحوظاً في تصريف وتصدير منتجاته، مما اضطره لتخفيض الانتاج في كافة المحاصيل الزراعية، وظلت معدلات التضخم مرتفعة كل عام.
تجاهل حكومي
ورغم النتائج السلبية الظاهرة لم تأبه إدارة الرئيس الارجنتيني كارلوس منعم (1992 – 1997) بذلك وواصلت تنفيذ برنامجها بكل قوة وإصرار، وبل فرحة بما تحقق وتعتبره إنجازاً، مثل وزيرة المالية السودانية هبة محمد علي، العاشقة للفلاشات والكاميرات و(الشو الإعلامي)، بدلاً من التركيز على حل الأزمات والضائقة المعيشية التي أشك في أنها تعرف عنها شيئاً، فراحت تضفي على قوانين العمل المرونة، وخفضت ضريبة الاستثمار على الشركات الاجنبية إلى نسبة 33% مع العلم أن الولايات المتحدة الامريكية في أدناه نسبة 45%.
سياسات منعم ترتب عليها سيطرة الشركات الأجنبية على اقتصاد البلاد كليةً، ولم يكن في حسابات الحكومات الأرجنتينية حدوث تطورات دولية ستؤدي إلى صدمات تأثرت بها المكسيك في عملتها البيزو نهاية العام 1994 ومطلع العام 1995، والمشار اليها عادة “تأثير تيكيلا” والتي كان لها ظلال سالبة على الاقتصاد الارجنتيني، فقد انخفض معدل نموه إلى أدنى من الصفر بنحو 0.1% في المائة بالناقص.
وفي غضون ذلك ورغم التدهور الذي أصاب الاقتصاد الارجنتيني فقد أصرت الشركات الاجنبية والمصارف الارجنتينية على استرجاع ما منحته من قروض بالدولار الامريكي، ولتعرض آلاف المشاريع التي اقامها الاستثمار الاجنبي إلى الإفلاس.
نفاق الصندوق
سخرية الأقدار أنه رغم هذا التدهور البادي للعيان أمام العالم فإن هذا لم يمنع صندوق النقد الدولي بالإشادة بالأرجنتين ليصفها أمام العالم أجمع بـ”التلميذ الاجنبي” والمثال الساطع والأنموذج في تطبيق برنامج التكيف الهيكلي.
وكتب الفيلسوف الاقتصادي أرنست فولف كذلك في كتابه: (لا عجب في ذلك أبداً؛ فالمستثمرون الاجانب كان من حقهم أن يستبشروا خيراً، فبيع 40% من مجمل مشاريع الدولة الأرجنتينية، و90% من مصارف البلاد، كان أسبغ عليهم أرباحاً هائلة، وأغدق على دولة الأرجنتين إيرادات بلغت قيمتها الكلية 49 مليار دولار أمريكي، وغني عن البيان أن هذه الإيرادات قد أنفقت على خدمة ديون المستثمرين الأجانب أولاً وأخيراً، وبنحو منتظم).
بمعنى عوائد هذه الاستثمارات الضخمة لم تنفق على الصحة والتعليم والخدمات ولا على تطوير القطاع الانتاجي الارجنتيني، والمصيبة أن صندوق النقد الدولي والمانحين لم يهتموا لتبعات سيطرة الاستثمار الاجنبي على الاقتصاد الكلي الأرجنتيني، والمشاريع المخصخصة له، والذي اعتاد على مطالبة البنك المركزي باستبدال أرباحه المخصصة بالبيزو الأرجنتيني بالعملات الصعبة خاصة الدولار الأمريكي، ودأبوا على تحويلها إلى أمريكا الشمالية وأوروبا في الحال، ليستنزفوا رصيد احتياطي البنك المركزي، ويقوضوا معه امكانية تعافي الاقتصاد الارجنتيني على الرغم من جنيه رصيداً معتبراً من العملات الاجنبية، ولم يعيروا كذلك أي اهتمام لشريحة السكان الفقراء التي ارتفعت إلى نسبة 37%.
المحصلة النهائية
في أكتوبر عام 1999 حل الرئيس فيرناندو دي لاورا محل الرئيس كارلوس منعم، وورث معه ركوداً اقتصادياً مريراً، ودين خارجي ارتفع من 43 مليار دولار إلى 114 مليار دولار أمريكي، وفوائد تتزايد باستمرار الحصول على قروض جديدة.
ظهر صندوق النقد الدولي ليعرض قرضاً بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي، وربط منح هذا القرض بشرط تقليص انفاق الحكومة على الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة للحصول على القرض. وافق الرئيس فيرناندو على شروط الصندوق بتقليص الإنفاق على الرعاية الاجتماعية بالرغم من ارتفاع عدد الفقراء في الارجنتين إلى 14 مليون من أصل 36 مليون نسمة تعداد سكان الارجنتين يعيشون تحت خط الفقر.
شرارة الاحتجاجات
في أبريل من العام 2000 بمجرد إعلان الحكومة عزمها على تطبيق هذه السياسات لانقاذ الاقتصاد الارجنتيني، وليتم الانقاذ أعلنت عن تقليص الانفاق سنوياً بقيمة 938 مليون دولار سنوياً، والتي ستأتي من الأجور والمعاشات التقاعدية الخاصة بموظفي الدولة، مما أثار حنق المواطنين، وتجمع حوالي 41 الف متظاهر أمام القصر الرئاسي منددين بتلك الاجراءات الحكومية، وليعربوا عن رفضهم لزيارة وفد من صندوق النقد الدولي ليتفاوض مع الحكومة على شروط جديدة، وصم هذا الوفد اذانه عن تلك الاحتجاجات، واتفقوا على تخفيض جديد للعملة الارجنتينة البيزو لم يكن قادراً لخفض الدين السيادي والخارجي الذي ارتفع من 114 مليار دولار إلى 147 مليار دولار في عام 2000.
في العام 2001 شارك آلاف العاطلين عن العمل في تظاهرة كبرى انطلقت من مدينة لاماتزا التي سجلت اعلى معدل بطالة في البلاد حتى وصلت إلى العاصمة بيونيس أيرس.
بسبب برنامج التكيف الهيكلي اندلعت حالة من عدم اللا استقرار في البلاد، وانخفض الانتاج بنسبة 25%، واتخذت المصارف الاجنبية القرار السليم بسحب ارصدتها بالنقد الاجنبي، واغلقت الشركات العملاقة ابوابها واخذت رؤوس أموالها بالنقد الاجنبي، وقامت بتصفية آلاف المشاريع.
وفي نهاية صيف عام 2001 كان مصير سدس الأيدي العاملة والموظفين التسكع في الشوارع والطرقات، وصار لزاماً على الأرجنتين رغم ذلك أن تدفع نسبة 40% من فوائد القروض، بالإضافة إلى دفع مزيد من فوائد القروض العادية، وتصرف من رصيد البنك المركزي لوحده خلال هذه الفترة 18 مليار دولار أي ما يعادل نصف ما بحوزته من ودائع دولارية للمواطنين منهم لاعبي المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم الذين ذكرناهم في بداية المقال، وسحبت مئات الملايين من الدولارات من المصارف بجانب المواطنين، ولتقوم الحكومة باتخاذ قرار يقضي بتقييد سحب المدخرين 6% من مدخراتهم المالية أو ما يزيد عن 250 دولار امريكي، وذلك توهماً منها بأنه سيحافظ على عملة البيزو من التدهور، وإنقاذ الجهاز المصرفي، وذلك لأن كبار المضاربين المحليين والدوليين نجحوا في تهريب ما يزيد عن 15 مليار دولار.
تنكر الصندوق
لم يأبه الرئيس فيرناندو لتبعات تطبيقه البرنامج الذي وضعه الصندوق ليعلن عن تطبيق برنامج جديد أشد قسوة بقيمة 9 مليارات دولار، وقام بالتوجه للصندوق طلباً للمساعدة لإنقاذ اقتصاد بلاده من الافلاس، ولكن قوبل طلبه ببرود شديد على الرغم من الإشادة به، بل حمل الناطق الرسمي باسم صندوق النقد الدولي مسؤولية تدهور الاوضاع الاقتصادية للحكومة لأنها لم تلتزم ببرنامجه وأن البرنامج الذي طبق أجيز من البرلمان الارجنتيني وليس من قبلهم بمعنى (والله التدهور الحاصل مسؤولة عنو حكومتكم يا أرجنتينيين).
الهرب بهيلكوبتر
طفح الكيل بالنسبة للشعب وفي نهاية العام 2001 ومطلع 2002 اندلعت احتجاجات شعبية مناهضة للرئيس فيرناندو وتعم معها الفوضى بالبلاد، لتنتقل إلى محيط القصر الرئاسي، وترهب معها فيرناندو الذي اضطر رفقة وزير ماليته للهرب من القصر بطائرة عامودية (هيلكوبتر) حفاظاً على حياتهما والإفلات من نقمة الشعب عليهما، ومن ثم يستقيلا من منصبيهما، ليتم تعيين السيناتور بالكونغرس إدواردو دوهالدي رئيساً مؤقتاً للبلاد.
الإفلاس الرسمي
أعلن الرئيس أن بلاده تشهد أكبر إفلاس في التاريخ، ووجد البلاد تعيش في ما يوصف ببرميل بارود، وحاول مع الصندوق بكل إلحاح تأجيل تعليق سداد دفع القروض المستحقة إلا أن توسلاته باءت بالفشل، وخلال 3 أشهر خسر حوالى 200 ألفاً وظائفهم، ووصلت نسبة الفقراء إلى57%، وانتشرت بالبلاد أمراض لها علاقة بسوء التغذية، ورغم الأزمة الإنسانية التي تسبب فيها هذا الصندوق؛ إلا أنه رفض التراجع عن موقفة، وبسبب الدور الذي لعبه الصندوق في الأرجنتين تعرض لانتقادات لاذعة وإدانات واسعة من قبل الخبراء الاقتصاديين في العالم، واخذت وسائل الإعلام العالمية على عاتقها لعب هذا الدور الناقد للصندوق.
وكان الرأي البارز لكبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس السابق للاقتصاديين للبنك الدولي من العام 1997 إلى 2000 حتى تمت إقالته، حيث رأى أن الصندوق ارتكب أخطاءً فيما يتعلق بسياسات سعر الصرف وتعويم العملات الوطنية، والسياسات الداعمة للخصخصة، وأرجع ذلك لتبنيه سياسات وتحليلات غير واقعية للأرجنتين وغيرها من دول العالم الثالث -الكلام ليك يا حمدوك والبدوي، والفرحان حريكة، والموهومة بتلك السياسات هبة-، ولكنه شكك بأنه كان على علم وثيق بتبعات الإجراءات التي ظل يمليها عليها، وقال: (إذا نظرنا لإفلاس دولة الأرجنتين فسنجد أن صندوق النقد الدولي ساهم في إفلاسها بشكل فعال على مدى عقود فيها، وأن سياساته دائماً ما تنحاز للأغنياء والفئات التي تسعى للهمينة على الاقتصاد والمقدرات الوطنية، فضلاً عن انتهاجه سياسات معادية للطبقات الضعيفة اجتماعياً).
المكابرة الحمدوكية
السؤال المشروع أين اختفى المدافعون عن رفع الدعم وروشتة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في السودان؟، وحتى من تبقى من المدافعين، إذا افترضنا أن من يضع المتاريس هم الفلول والكيزان، فإن من يتحمل ذلك أنتم (رئيس الوزراء وطاقمه الاقتصادي)، فلا يمكن أن تضعوا الشعب السوداني أمام خيارين، إما الموت أو الخنوع، لأننا خرجنا لاسترداد كرامتنا كسودانيين، والإنسانية وللحرية والكرامة ولقمة العيش، وسيادتنا الوطنية، وليس لإرضاء (الخواجات) لأنهم لم يصنعوا ثورة الشعب، فالشعب الذي صنع الثورة هو من يحدد السياسات التي تناسبه، أما المكون العسكري الذي يخنق الشعب بالأزمات، والطاقم الاقتصادي (حمدوك – هبة – حريكة) الذي يعيش في برج عاجي؛ إذا فشلتم فلا ضير في الاستقالة، وإلا فمصير (هيلكوبتر) فيرناندو ليس ببعيد، وسيحملكم صندوق النقد الدولي الذي قدم لكم الروشتة مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية بالسودان، كما حدث مع فيرناندو.