الدكتور لام اكول .. اتفاق السلام لايسير بصورة مثلى ومتمسكون بالانتخابات ١_٢
واجوما نيوز
الدكتور لام اكول .. اتفاق السلام لايسير بصورة مثلى ومتمسكون بالانتخابات ١_٢
حاوره – أتيم سايمون
واجوما نيوز
قال قيادي معارض بدولة جنوب السودان ، ان اتفاق السلام الموقع بينهم و الحكومة في العام 2018 لايسير بالصورة المثلى بسبب التماطل وعدم وجود ارادة لتنفيذ البنود الحيوية و الهامة.
واشار لام اكول اجاوين رئيس الحركة الوطنية الديمقراطية الموقعة على اتفاق السلام ضمن تحالف احزاب المعارضة بدولة جنوب السودان ، ان تجربة مرور عام على تشكيل الحكومة الانتقالية بدولة جنوب السودان تعتبر خير دليل على عدم جديدة الحكومة في تنفيذ بنود الاتفاقية التي توصلت اليها الاطراف .
وزاد اكول بقوله في حوار مع “العين الاخبارية”: ” اولا اعتقد ان تنفيذ الاتفاقية لايسير بصورة مثلى “.
ولفت زعيم التنظيم المعارضة بجنوب السودان ، ان حركته ستستمر كجزء من اتفاق السلام الذي يمثل الفرصة الوحيدة لانقاذ البلاد عبر اجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، مشيرا الى ان ذلك هو السبيل الوحيد لتلافي انهيار اتفاق السلام ودخول البلاد في سيناريوهات لايستطيع اي شخص التكهن بها.
واضاف اكول بالقول :”هناك ضرورة للعمل على تنفيذ القضايا التي لها علاقة مباشرة بقيام الانتخابات..، بقية القضايا ممكن ان تترك للحكومة المنتخبة متابعة المحاكم و الاصلاحات المنصوص عليها في الاتفاقية وهذا هو السبب الذي لازلنا معه جزء من الاتفاقية”.
وجدد اكول رفض حركته لتمديد عمر الفترة الانتقالية ، موضحا ان البطء في تنفيذ بنود الاتفاق و عدم توفير الاجواء المناسبة للانتقال السياسي تعتبر جميعها مؤشرات على وجود نوايا حكومية لتمديد عمر الفترة الانتقالية بالبلاد، فالي مضابط الحوار.
لماذا يتواجد دكتور لام اكول خارج البلاد في وقت تنخرط فيه الاطراف الموقعة في مناقشة تفاصيل التنفيذ و المشاركة السياسية ؟
طبعا اتفاقية السلام اعترتها تحديات كثيرة في التطبيق ، فكما تعلم ان تنفيذ الاتفاق مقسم الى جزئين هما الفترة الانتقالية و الفترة ما قبل الانتقالية ، الفترة ما قبل الانتقالية كان مقررا لها ثمانية شهور ، تم تمديدها لفترة 17 شهر و عشرة ايام فيما يزيد عن الضعف ، بسبب انعدام الارادة السياسية عند الحكومة لتنفيذ الاتفاقية ،نفس الموضوع استمر عندما فرضت الظروف على الناس ان تبدا الفترة الانتقالية في فبراير، و كانت بدون الوصول الى اتفاق حول الترتيبات الامنية ، فالحكومة بدلا من تنفيذ الاتفاقية بدات تستقطب اطراف الاتفاقية وتماطل في عملية التنفيذ ، الان نحن نقترب من السنة وكل الانشطة المنصوص عليها في المصفوفة لم يطبق منها ولا نشاط واحد ، فالتركيز كله منصب على توزيع الوظائف و المناصب ، انتهت المناقشات حول المناصب الاتحادية مثل الرئاسة ومجلس الوزراء وتعيين تسعة من الولاة ، ولكن الوالي العاشر و الحكومات الولائية لم يتم تعيينها حتى الان.
اما لماذا اتواجد بعيدا ، اولا اعتقد ان تنفيذ الاتفاقية لايسير بصورة مثلى ، ووجودي في جوبا لايختلف عن وجودي هنا في الخرطوم من حيث ان الموضوع موضوع تقديم اراء ومشاورات ، لان تنظيمنا الحركة الوطنية الديمقراطية موجودة في جوبا بثقلها ، من حيث القيادة التنفيذية وكل القطاعات الاخرى موجودة، هناك عدد من المشاكل في جوبا مثل مشاكل السكن، ومشاكل كيفية ممارسة العمل السياسي ، حتى الان لم ينفتح المجال للعمل السياسي ، والحكومة حتى الان تستغل الكورونا كسبب لعدم عقد اجتماعات ولعدم السماح للاحزاب بممارسة العمل السياسي، واذا احتجت لاجتماع فانك تحتاج الى اذن من الامن ، فهذه ليست ظروف مواتية للعمل السياسي ، فاذا كان في جوبا لايوجد سكن مناسب للقيادات ،ولايوجد مجال لمخاطبة الجماهير و تمليكهم الاتفاقية ، اذا كانت هذه النشاطات غير موجودة ، فما هي جدوي الوجود في جوبا ،فالاخوة الاخرين يستطيعون مواصلة التفاوض حول المناصب، بالامس اتوا بشئ جديد ، قبل شهور مضت قالوا لاتوجد مشاركة في الاداريات الثلاثة، والامس سكتوا وجاءوا باتفاق حول توزيع المناصب في الاداريات الثلاث كنوع من استغلال الوقت ، فالي ان يتم تشكيل حكومات الولايات يكون قد مضى على الفترة الانتقالية عام ، حتى الان هناك نشطات تاخد زمن طويل مثل اجراءات اجازة الدستور الدائم ، لانه سيبنى عليها اجراء الانتخابات التي يفترض ان تتم في الشهر الـ34 ، فبهذه الطريقة معناه ان هؤلاء الناس يعملون من اجل تمديد الفترة الانتقالية ، واي تمديد للفترة الانتقالية غير مقبول للمواطن، لان المواطن يري ان الانتخابات هي السبيل الوحيد رغم تحمله للتلكوء وتاجيل تنفيذ الاتفاقية وعدم الدخول في الاصلاح المنصوص عليه في الاتفاقية وكل هذه الاشياء ، لكن المواطن يرى ان الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتجديد الحكومة ، وهذا النشاط مهم ولايمكن مده باي صورة من الصور، فاذا كانت المجموعة الحاكمة تنوي – وهذا مايبدو – مد الفترة الانتقالية وتاجيل الانتخابات ، فهذا خطا ولن يكون مقبولا من كل الناس الذين قبلوا هذه الاتفاقية على علاتها وبكل حسن نية ، املا في ان تكون هناك عملية جماهيرية في انتخاب حكومتهم ، الجدير بالذكر ان جنوب السودان لم يشهد اجراء اي انتخابات منذ الاستقلال في 2011.
الان مر تقريبا عام على تكوين الحكومة الانتقالية بموجب اتفاق السلام ، ماهو تقييمكم لما تم انجازه في تلك الفترة ؟
التقييم الذي اصدرناه هو ان النشاطات التي يفترض ان تقوم بها الحكومة خلال الفترة الماضية لم تقم ، بمعني انه لايوجد اي انجاز ، كما ان الحكومة اخذت فترة طويلة دونما اجتماع ، فالحكومة لم تجتمع منذ ستة شهور ، صحيح ان القطاعات تجتمع ولكنها لايمكن ان تقوم مقام مجلس الوزراء ، عليه فمن الصعب ان تقول ان مجلس الوزراء قد انجز ماهو منصوص عليه في الاتفاقية ، صحيح قد يقولون انهم قد حافظوا على السلام ولكن هذه ايضا مسئولية مشتركة ، ولايمكن ان نحسبها على طرف دون الاخر.
انتم بحسب تصريحاتكم ومواقفكم المعلنة غير راضين عن سير تنفيذ الاتفاق ، لكنكم لازلتم جزء منها ، هل يعنى ذلك ان هناك امل في امكانية تنزيل بنودها على ارض الواقع؟
لا ابدا ، نحن الان مقتنعين بعد مرور عام، ان هذه الاتفاقية لن تطبق كما كان مفروض من البداية ، هذه قناعة بالنسبة لنا ، ثانيا نقول ان هذه الاتفاقية هي الوسيلة السلمية الوحيدة لتغيير الحكومة ، ولذلك نحن عمليين ونقول اننا نقبل بكل ماتم من معاكسات وان يكون التركيز حول القضايا التي تؤدي الى قيام الانتخابات ، هذا املنا الاخير ان نتخطى بعض القضايا الهامة مثل المشاكل المتعلقة بالاصلاح برغم صعوبة ذلك ، لكنا نقول ان هناك ضرورة للعمل على تنفيذ القضايا التي لها علاقة مباشرة بقيام الانتخابات ، مثل تكوين المجلس الوطني ومجلس الولايات ،موضوع اعتماد الدستور الانتقالي الذي يتضمن اتفاقية السلام ، عملية اخلاء مناطق المدنيين حتى ياتي النازحين واللاجئين ، موضوع الاصلاح القضائي لان له علاقة بالانتخابات ، هذه المجموعة من القضايا يتم التركيز عليها حتى ننجز ، بقية القضايا ممكن ان تترك للحكومة المنتخبة متابعة المحاكم و الاصلاحات المنصوص عليها في الاتفاقية وهذا هو السبب الذي لازلنا معه جزء من الاتفاقية.
برزت مؤخرا خلافات بين الاطراف الموقعة على الاتفاق بخصوص ترشيحاتهم الخاصة بالحكومات الولائية ومقاعد البرلمان ، هل تقدمتم بقائمتكم للتحالف ام انكم تخشون حدوث السيناريوهات السابقة التي اتهمتم فيها الحكومة بمحاولة اقصاؤكم من المشاركة في الحكومة؟
طبعا قصة ان الحكومة تحاول اقصاؤنا لاشك فيها ، ونحن لم نخلق مشكلة من موضوع الاقصاء ، حتى هذه الحكومات في الولايات فالذين هم على صلة لصيقة مع الحكومة استحوذوا على نصيب الاسد منها ، ونحن مستعدين للمشاركة فيما يتركون لنا من اجل الاتفاقية.
هذا يعني بانكم دفعتم بقوائمكم وترشيحاتكم؟
نعم رشحنا قوائمنا للحكومة
كيف تنظرون للخلافات الكثيرة التي دبت مؤخرا بين الاحزاب الموقعة على اتفاق السلام ، هل هي خلافات على السلطة ام تحركها جهات ما لخدمة مصلحتها؟
طبعا كلها خلافات لها علاقة بالحكومة الحالية ، فالحكومة تختار من تشاء وترفض من تشاء ، وتستغل الذين قبلوا ان يتعاونوا معها في تنفيذ هذه المهام ، حتى لا يستطيع اي شخص ان يلوم الحكومة ،ولذلك لانريد ان ندير معركة مع هؤلاء لانها ليست معركتهم، ولذلك اخترنا ان نتقبل كل شئ لان المهم عندنا هو موضوع تنفيذ الاتفاقية ، ويمكن نذَكر الناس لاننا حتى عندما كنا نتفاوض في اديس ابابا كنا نكافح لان تكون هناك حكومة تكنوقراط ،لان هذه الحكومة يمكن ان تنفذ الاتفاقية بحذافيرها، فاي حكومة تقاسم السلطة مصيرها الانقسام ، وكانت هناك معارضة من الحكومة و من المعارضة المسلحة لهذا المقترح، ولكن الواقع الان اثبت ذلك ، فنحن نتاخر بسبب صراعات المناصب ، فلو كانت هناك حكومة تكنوقراط منذ البداية لانجزت الكثير الان في العام الذي مضى ، ليس عام فقط وانما عام وثمانية شهور وعشرة ايام ،و لما تاجلت الفترة ماقبل الانتقالية.
حتى الان لايزال الحديث محصورا على المشاركة السياسية في السلطة ، يبدو ان هناك صمت جماعي على قضايا الانتقال و التحول و الاصلاح و المساءلة ، ماهو السب وراء ذلك برايك؟
الخطا الان طبعا في موضوع الترتيبات الامنية ، فهذه الترتيبات لم تطبق، والعكس هناك معاكسة واضحة لتوحيد القوات ، اضف الى ذلك هناك معارك تدور الان بين اطراف الاتفاقية ، فهذه القضية من الخطورة بمكان لانه اذا انفلت الامر من يد القادة ، معناه ان هؤلاء الجنود سيخلقون مشكلة في الاتفاقية ككل ، والاتفاقية ممكن ان تنهار كنتيجة لتمرد من افراد بدون قياداتهم في جوبا وهذا خطر على الاتفاقية ، ولذلك نحن نريد ان ننقذ هذه الاتفاقية فما لايدرك كله لايترك جله ، ونرى انه تفاديا لانهيار الاتفاقية لان المعاكسة في تنفيذ متطلبات الاتفاقية قد تقود للانهيار ونحن لانريد ذلك ، لانه لايستطيع احد ان يتكهن حول ماذا ستكون النتيجة النهائية لانهيار الاتفاقية ، عليه نقول بدلا من ان فقد الاتفاقية كلها يمكن ان نؤجل بعض القضايا ، ولكن لابد ان نعد العدة لانتخابات نزيهة ، وهذا لايمكن ان يقوم به العنصر الوطني فقط لابد ان يكون هناك دور للمجتمع الاقليمي والدولي لضمان نزاهة وحرية الانتخابات وبعد ذلك يمكن ان نمضي في تنفيذ كل ما له علاقة بالانتخابات ، لان موضوع الدستور يجب ان يتم اجازته قبل سنة من اجراء الانتخابات وبعد يتم تكوين لجنة الانتخابات التي عليها وضع الجداول ، ولابد ان يكون هناك احصاء، ويمكننا ان نضحي به لان الوقت ضيق وان يعتمد الناس على تقديرات العام 2008 لرسم الدوائر الجغرافية.
هناك تحذيرات متكررة من انهيار اتفاق الترتيبات الامنية بسبب غياب التمويل ، في وقت تتحدث فيه الاطراف عن اقترابها من تخريج القوات المشتركة، من وجهة نظركم كحركة معارضة ، كيف تسير اتفاقية الترتيبات الامنية حتى الان؟
موضوع التخريج هذا سمعنا به منذ العام السابق قبل تكوين الحكومة 2019 ، كنا نسمع ان التخريج سيتم وحتى تم توزيع الناس على المراكز خاصة نواب الرئيس للمشاركة في تخريج القوات ، لكن التخريج لم يتم ، لو فرضنا بحسن نية ان التخريج تم ، فهل هذا هو التخريج الذي تحدثت عنه الاتفاقية ، لان الاتفاقية تتحدث عن تدريب كل المكونات الموقعة لكي يخلقوا منهم جيش وطني واحد بعقيدة قتالية واحدة ، هل هؤلاء الذين سيتخرجوا تشربوا من هذا القالب ، نشك كثير في ذلك فليس مجرد تخريج جيش فقط وانما تخريج جيش يستوفي الشروط المنصوص عليها الاتفاقية لبناء جيش وطني واحد.
صدرت مؤخرا تصريحات من السكرتير الصحفي للرئيس كير بتمديد عمر الفترة الانتقالية ، وهو مانفيتم علمكم به ، الا تعني تلك التصريحات وجود نوايا خفية لدى الحكومة و المعارضة لتمديد عمر الفترة الانتقالية عام آخر؟
نعم اصلا لايوجد شك في ان الحكومة تريد مد الفترة الانتقالية فجميع الافعال التي تقوم بها تشير الى نفس الاتجاه ، فاذا كانت لاتريد ان تنفيذ المصفوفة فهذا يعني واحد من اثنين ، فاما انها تريد ان تنهار الاتفاقية او انها ترغب في مد الفترة الانتقالية، فنفرض حسن النية وانهم لايريدون انهيار الاتفاقية فالاستنتاج الوحيد هو انهم يريدون مد عمر الفترة الانتقالية ، ربما الخلاف في الطريقة التي بها الناطق الرسمي بالتصريح ، ربما لم يتفقوا على ولذلك وزير الاعلام نفى ذلك ،ولكن طريقة النفي لم تنف وجود الفكرة ، فعلا هناك نية لمد الفترة الانتقالية وكذلك الاعمال التي بيقومون بها كلها تشير لوجود رغبة لمد الفترة الانتقالية.
يتبع…..