معركة تكسير العظام وسط شلليات النظام (2)

واجوما نيوز

بقلم: شوكير ياد

واجوما نيوز 

بالعودة الى الهدف الاستراتيجي الهام، والذي حملته عودة “نيال دينق” الى “كابينة مؤسسة الرئاسة”، والذي بدأ التخطيط له منذ توليه حقيبة ” وزارة مكتب الرئيس”.
يمكن الحديث ان خيارعودة نيال دينق الى الواجهة، جاء عبر مجموعات ضغط سياسية نافذة في البلاد وبعض اعضاء المكتب السياسي في الحزب الحاكم، وذلك في أعقاب الاحاديث التي دارت حول صحة الرئيس كير، وانتشار الاقاويل حول نيته السفر في رحلة علاجية طويلة خارج البلاد. مما يتطلب بحسب الدستور ، تسليم مهامه التنفيذية لشخص اخر لحين عودته. ومن هنا كان هناك نوع من الإجماع غير المعلن على “نيال دينق” كشخصية توافقية ، قد تجد القبول عند كل الأطياف السياسية وغير السياسية، لتولى مهام الرئيس كير في حال غيابه.
ومن هنا بدأ طموح الوزير ” نيال دينق” في التنامي والتصاعد، والإستعداد لقبول فكرة تولي رئاسة البلاد ، في حال حدوث هذا السيناريو في المستقبل المنظور. ولذلك قام بأخذ زمام المبادرة هذه المرة للوصول لهدفه الإستراتيجي المثير.
ولكن على الرغم من الاجماع الكبير الذي يحظي به “نيال دينق” في اوساط تلك المجموعات النافذة، الا انه يعلم في قرارة نفسه بأن هناك العقبات التي قد تقف حائلا امام طموحاته نحو التطلع لرئاسة البلاد.
ويمكن الحديث في هذا السياق بأن هناك بعض الشخصيات التي تمثل مصدر قلق وصداع له في حال شغور المنصب لأي سبب من الأسباب. ونذكر هنا شخصية مدير الأمن الداخلي، والذي ينحدر من نفس منطقته ” تونج” تُمثل أقوى المنافسين له في اي صراع محتمل نحو اعتلاء هذا المنصب.
وهو الأمر الذي لم يستسلم له الوزير “نيال دينق”، حيث ظهرت نواياه المبطنة نحو السلطة للعلن لأول مرة، حيث بدأ معركة “تكسير العظام” من خلال مخططات الاقصاء لكل الخصوم السياسيين، بالإضافة الى تكوين تحالفات سياسية جديدة مع قيادات سياسية تنحدر من إثنيات اخرى ؛ وذلك من أجل تمهيد الطريق لنفسه في حال حدوث أي من السناريوهات المطروحة وغير المطروحة.
وقد يخطر الى الإذهان، هذا السؤال الهام، كيف يرى الرئيس كير طموحات ” نيال دينق” نحو السلطة ؟!
كما سبق وان ذكرنا في السياق السابق ، بان احد اسباب اعادة “نيال دينق” الى واجهة الاحداث السياسية في البلاد، يتمثل في تمهيد الطريق له لاعتلاء منصب الرئيس كاحد السيناريوهات المقترحة في حال شغور المنصب نتيجة لعجز الرئيس او تنازله عن اداء مهامه التنفيذية . وهو المخطط الاستراتيجي الذي اتفق عليه الجميع ، خاصة بعض اعضاء المكتب السياسي للحزب الحاكم، أمثال القيادي كوال منيانق، واويت اكوت. وليس ببعيد عن الأذهان ، حديث ، القيادي بالحزب الحاكم ، كوال منيانق عن مباركته تولي نيال دينق حقيبة وزارة مكتب الرئيس، والذي صرح بأنه “ليس من المعقول ان يتولى هذا المنصب الحساس ، اشخاص من خارج دائرة الحزب” في اشارة ضمنية للوزير المقال مييك أيي.
ويتفق الرئيس كير بطبيعة الحال، مع هذا الطرح لما يراه في شخصية “نيال دينق” من صفات، يعتقد بانها تؤهله لتولي هذا المنصب الهام. الى جانب بعض الاسباب الاخرى التي جعلت الرئيس كير ميال لنيال دينق اكثر من أي شخص آخر. وهو الأمر الذي اثار حفيظة مدير الامن الداخلي ، والذي يبطن بعض النوايا الحذرة حول هذا المنصب، في حال غياب الرئيس . وربما يفسر هذا الأمر حقيقة التوتر الذي نشأ بين الرئيس كير ومدير أمنه الداخلي مؤخرا، والذي تم إحتوائه بعد تدخلات أصحاب المساعي الحميدة.
يتضح من السياق أعلاه احتدام الصراع الشرس بين هذه المجموعات ، والتي تتخذ ابعادا مناطقية (نيال دينق، مييك ايي- اكول كور)، واخرى تنظيمية، بين القيادات التي تنتمي الى الحركة الشعبية ، والقيادات التي يعتقد بانها دخيلة على الحركة الشعبية ( كوال منيانق – اويت اكوت، توت قلواك). الأمر الذي يقود الى طرح التساؤل التالي، من سينتصر في هذه المعركة الشرسة، وهل من الممكن ان تنهي هذه المعركة حقبة الرئيس كيرومن ثم تغيير الخارطة السياسية في البلاد، أم ستكون بداية مرحلة سياسية جديدة يتسيدها الرئيس كير كالعادة من خلال تحالفات سياسية جديدة. وقد انعسكت هذه الصراعات الداخلية في الحزب الحاكم على مسار السلام المنشط، والذي يقبع في ساكنا حبيس الأدراج دون تطبيق يذكر، بسبب الإنشغال بمن يحكم بعد الرئيس كير.

Translate »