وكتب باطومي ايول… الجنرال كوال منيانق والاعتراف بالفشل
واجومانيوز
بقلم: باطومي أيول
في حديثٍ لوزير الدفاع السابق كوال منيانق, كبير مستشاري رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكيرميارديت، والذي اعترف في تصريحات له ل”اي راديو ” بفشل الحكومة بشأن عمل تغييرات جذرية تنفيذا لفكرة نضالهم الطويل، تفسيرا للواقع المعاش اليوم بأنهم اظهروا عدم مقدرتهم تنزيل رؤية الزعيم الراحل د. جون قرنق على ارض الواقع ،اذ تعتبر هذا الاعتراف مهم جدا في هذه المرحلة التاريخية من عمر البناء الوطني في جنوب السودان.
إنما يعد اعترافا مهما بالاخطاء السياسية، التي وقعت فيها حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ ٢٠٠٥ بعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل. وهي بمثابة إعلان لفشل تجربة حكم الحزب بشكل أو آخر.
اعترف الجنرال كوال منيانق أنهم كقادة لم يحسنوا تنفيذ رؤية دكتور جون قرنق دي مبيور الرامية لتحقيق التنمية المستدامة في جنوب السودان ،وان قادة الحركة الشعبية انشغلوا بالفساد ونهب ثروات الدولة،وتمكين الذات، دون استغلال الموارد وإيرادات البترول في الإنتاج و تطوير القطاع الزراعي.
ومن جانب اخر أكد الجنرال منيانق ايضاً بأنهم فقدوا السيطرة على القطاع الأمني والاجهزة الأمنية، وأن غياب السيطرة يؤثر على مسألة “تنفيذ القانون”. اذ ان هذا الاعتراف الثاني من قائد سياسي مهم ،له باع من الخبرة الأمنية في مرحلتي النضال وبعدها ،لذلك ينبغي أن يؤخذ حديثه على محمل الجد، وذلك لأنها تشكل اعترافا بفشل تجربة حكم الحركة وانهيار النظام ،نتيجة لضعف مقدرات افراده في ادارة الدولة والشان العام.
صحيح ان الأجهزة الأمنية هي الضامن الأساسي لتفعيل دور القانون، فمتى ما كانت ضعيفة، فمن الطبيعي أن تؤثر ذلك على قنوات تنفيذ القانون تجاه افراد(المجتمع)، وهذا ما أشار إليه بفقدان السيطرة على الأجهزة الأمنية، وأن ذلك سببا مباشرا في استشراء الفساد بواقع (حماية الفاسدين).
اعتقد ان منيانق عبر عن واقع النظام بعد مضي ١٩ عاما،دون حصاد اي شيء سوى الحروبات الدائمة، وإرهاق الأجهزة الأمنية وشراء قاداتهم بقصد شراء ولاءاتهم الخالص للنظام وليس للبلاد، وهذه بالطبع من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان كحزب حاكم.
لعلا الاعتراف بالخطأ دافع مهم نحو الإصلاح، وتعتبر الخطوة الأولى لخطوات قادمة تشكل ركيزة لإيجاد حلول مناسبة لأي تحديات مهما كانت حجمها في جنوب السودان،
وينبغي ان تستصحب الاعترافات الحالية معها إجراءات عملية عديدة لادراك الظروف الحالية التي تواجه البلاد بإعلان مساعي حقيقية لعمل إصلاح شامل في كل القطاعات، بتجرد وطني خالص.
عليه ، فليكن اعتراف منيانق بهذه بالاخطاء التاريخية، بمثابة مشروع تغيير متكامل لطريقة إدارة الدولة نحو الأفضل، آخذين في الاعتبار دور المعارضة في الإصلاح، وكفى معاملة المعارضة والمعارضون كأنما كائنات فضائيه يتوجب ابادتهم، اذ ينبغي أن تنظر إليهم الحكومة بأنهم شركاء في رفع الوطن لتحقيق تنمية شامله ورفاهية لشعبها.
كذلك هنالك ضرورة لتدشين مشاريع إصلاح الأجهزة الأمنية لضمان السيطرة وتحقيق استقرار أمني اقتصادي واجتماعي. ومستقبل افضل للأجيال القادمة.