زعيم جبهة الخلاص الوطني الجنرال توماس سيريلو لـ”واجوما نيوز” (2-2)
واجوما نيوز
الإقليم… مصدوم من الطريقة التي تنفذ بها الاتفاقية المنشطة..
لا ننقب عن الذهب.. بل نقوم بحمايته.. حتى لا تسرقه الحكومة..
اتهامات الحكومة لنا بتلقي دعم غربي ….باطل ودعاية سياسية….
نجاح الثورة السودانية …لمصلحة الإقليم ككل وليس لجنوب السودان فقط
نحن مستغربون من هجوم قوات… المعارضة المسلحة علينا
واجوما نيوز – روما
أعلن زعيم جبهة الخلاص الوطني سيريلو عن سعيهم إلى توسيع عملياتهم العسكرية في كل انحاء البلاد، وقال أن الإقليم مصدوم من الطريقة المتبعة في تنفيذ اتفاق السلام بواسطة الحكومة الانتقالية ، مبينا بانهم متواصلون مع (أيقاد)، وقلل من الاتهامات الموجهة إليهم بأنهم مدعومبن من الغرب، واصفاً أياها بالدعاية السياسية، وتوقع سريلو أن يؤثر التغيير الذي حدث في السودان على جنوب السودان أيجاباً و كذلك الاقليم، وطالب شعب جنوب السودان بالتعلم من تجربة الثورة السودانية.
هنالك اتهامات تلاحقكم بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة في حق المدنيين أثناء الاشتباكات واستهداف فئات اجتماعية معينة؟
لا …لا طبعا هذا غير صحيح وهذه فبركة في حق تنظيمنا ودعاية سياسية سلبية تطلقها الحكومة من اجل الكيد بنا ، نحن تنظيم يعمل من اجل الشعب في جنوب السودان واهدافنا معروفة ، وعندما كنا في الأحراش أثناء نضالنا ضد نظام الخرطوم، ووقتها أستخدمت دعاية سلبية ضدنا فهذا أمر طبيعي بأن تطلق الحكومة هكذا دعاية ؛ اؤكد لك اننا لا نقوم بمثل تلك الاشياء ولسنا قبليين.
انتم تتهمون المعارضة المسلحة بقيادة مشار بمهاجمتكم على الرغم من تقارب المواقف بينكم ؛ هل يوجد خلاف حقيقي بينكم و المعارضة المسلحة؟
والله في الحقيقة لم نفهم حتى الآن لماذا تقوم قوات المعارضة المسلحة بقيادة د.رياك مشار بمهاجمة قواتنا ، قواتهم هي من بادرت باطلاق اول طلقة علينا في عام 2017 في منطقة الاستوائية وما زالوا مستمرين في مهاجمتنا حتى بعد انضمامهم للحكومة كشريك وتكوينهم قوات مشتركة نحن لا نعلم لماذا يقومون بذلك قبل الاتفاقية المنشطة وبعدها، وإصرارهم على العمل ضدنا ولكننا تواصلنا مع د. رياك مشار في وقت سابق، وقلت له علينا العمل سوياً كمعارضة من اجل انقاذ البلاد من حكومة كير، ولكن بالرغم ذلك نتطلع الى فتح الاواصر من اجل الحفاظ على العلاقة لأن ما يقومون به ضدنا غير جيد.
أنتم متهمين بالقيام بعمليات التنقيب عن الذهب في مناطق قوروم ولوبونك ومنخرطون في عمليات فساد كهذه كما فعلت بعض المعارضات وقامت منظمة “ذا سنتري” باعداد فيلم وثائقي عرضوا فيه حجم الفساد لبعض افراد المعارضة ؟
هذا كذب ابيض من الحكومة ولكن الصحيح ان الحكومة في جوبا تقوم بإيفاد شركات تابعة لأفراد للتنقيب عن الذهب في مناطق ياي وقوروم وكبويتا ولوبونوك نحن نقوم بحماية تلك الثروة فقط من أجل منع سرقتها من أفراد تابعين للنظام لهم شركات منخرطة في عمليات فساد ، فالحقيقة أننا لا نقوم باي تنقيب بل نقوم بحمايتها لذلك الحكومة تهاجمنا في تلك المناطق حتى تقوم بذلك.
تقومون بحمايتها أم بالتنقيب عنها ؟
لا طبعا نقوم بحمايتها فقط لانها ملك للشعب ولا نريد أن تقوم تلك الشركات الخاصة بنهبها لمصلحتها .
لماذا؟
لانها ثروة ملك للشعب الجنوب سوداني ولهم الحق فيها وهم من سيقررون ماذا سيفعلون بها.
دعنا نخرج قليلا من تلك المسالة ونعرج قليلا الى العالم فهناك اتهامات مباشرة لشخصكم وتنظيمكم انكم تعملون لصالح الغرب بقيادة أمريكا وتتلقون الدعم منهم ؟
والله ظللت أسمع مثل هذا الحديث خاصة بعد خروجي قبل التوقيع على الاتفاقية المنشطة في الخرطوم والحكومة هي التي أطلقت هذه الدعاية بانني مدعوم من الغرب بقيادة الولايات المتحدة وغيرها اريد ان اقول لك انه ليست هناك اي جهة تقوم بدعمنا ولا يوجد دعم من اي دولة بل شعبنا في جنوب السودان في الداخل والخارج هو الذي يساهم بدعم جبهة الخلاص ، واؤكد لك لا توجد أية جهة خارجية تدعمنا الان.
ولكن هناك اقوال تشير الى تطابق افكاركم معهم مثلا مطالبكم بقيام نظام فيدرالي لهذا تدعمكم أمريكا ما مدى صحة ذلك؟
لا طبعا مطلب الفيدرالية الذي تدعو له جبهة الخلاص ليس بجديد ولسنا الاولون هناك من جهات اهرةةعديدة تتبنى هذا المطلب ،و الحقيقة هي اننا نادينا وطالبنا بالفيدرالية منذ الخمسينات عندما كنا جزء من السودان، وايضاً في اتفاقية السلام الشامل نيفاشا ايضا اشارت الى مواضيع تتعلق بالنظام الفيدرالي أثناء المفاوضات، والحقيقة أن النظام الفيدرالي يسهل من عملية إدارة لموارد بالبلاد وتقلل من تركيز الموارد في ايادي من هم في المركز، وهذا في تقديرنا احدى معوقات التنمية في البلاد وايضا السلطة السياسية يجب ان تلعب دورا في ادارة البلاد، ليس لدينا اي مشكلة مع أي دولة لنفتح معها علاقات تعود بالخير على بلادنا لاننا غير معزولين عن العالم .
لماذا تركزون فقط على منطقة الاستوائية دون المناطق الاخرى من البلاد؟
هذا غير صحيح طبعاً الحقيقة اننا متواجدين في في كل انحاء البلاد ومنتشرين في اعالي النيل ومناطق بحر الغزال والنقطة الاخرى أرجح قول الناس حول وجودنا فقط في الاستوائية لأن القتال فقط يدور في مناطق الاستوائية ولكن هذا لا يعني أننا نركز في الاستوائية فقط ولكن لأسباب تكتيكية واستراتيجية فقط نقوم بعمليات في الاستوائية واؤكد لك اننا موجودون في مناطق اخرى في جنوب السودان ونعمل على توسيع عملياتنا العسكرية.
هذا يذكرني انه في وقت سابق تم القبض على مجموعة تقوم بشراء مستلزمات عسكرية في الخرطوم قالوا أنها تابعة لكم؟
لا طبعا هذا الحديث غير صحيح كانت هناك مؤامرة من اشخاص نعرفهم وأولئك كانوا ضباط تابعين لولاية اعالي النيل لم يقوموا بذلك ،واؤكد لك أننا موجودون في كل أنحاء جنوب السودان.
هل لمستم تفهم من الإقليم لمواقف جبهة الخلاص بعدم رغبتكم بأن تكونوا جزء من الاتفاقية؟
أود أن أوضح لك هذه النقطة بالذات أن الاقليم الذي أيد الاتفاقية المنشطة بحماس يعلمون ان كير لن ينفذ هذه الاتفاقية ولكن كان لهم أمل كبير بأن الاتفاقية يمكن ان تولد ظروف منطقية مغايرة من أجل تحقيق السلام العادل والمستدام ولكن الحقيقة ان الاقليم تفاجأ بما يجري الآن وبدلاً من تحقيق السلام وانت تعلم ان هناك قتال جار في كل انحاء البلاد وبشكل شرس جدا.
بما تصف موقف الاقليم بشكل اكثر دقة وبرأيك هل ما زال متفاجئ وبدأ يتراجع عن دعمه للاتفاقية المنشطة؟
ليس بالضبط ولكن الاقليم في حالة صدمة حقيقية بما يراه الآن من نتائج ولا يدري ماذا سيفعل؟ ، ولأنهم قاموا بدعم الحكومة والاتفاقية من أجل خلق وضع احسن ومنطقي لخلق ظروف ومناخ افضل لإحداث تغيير، وحل لجذور المشكلة ولكنهم الآن متفاجئين بالرغم ان الاتفاقية كانت غير مجدية اصلا لشعب جنوب السودان، فما يحدث الان ان الاتفاقية اعطت السلطة لسلفاكير وقام بتدمير اطراف الاتفاقية ويقوم الآن بشراء ذممهم من اجل اضعافهم وفي نفس الوقت أن الاتفاقية (مرمية) لأنه قبل الاتفاقية كان من المفترض خلال الفترات الاولى من التوقيع أن يتم تعديل الدستور حسب الاتفاقية وانت تعلم الأطراف نفذت الاتفاقية وفقا للدستور الانتقالي الذي سلم السلطة في ايدي كير وهذا خرق واضح أضف اليه القتال القبلي المنتشر الان في البلاد وهذا بالطبع تكتيك حكومي لجعل البلاد هكذا لاستبعاد التركيز على الاتفاقية.
هل هناك تواصل بينكم ورئيس الدورة الحالية للمنظمة الحكومية ” إيقاد” وما طبيعة علاقتكم معها؟
والله نحن متواصلون بشكل مستمر مع كل دول الـ(إيقاد) ونحاول استصحابهم في قضايا جنوب السودان، ونحاول أيضا أن نفهمهم أن سير تنفيذ الاتفاقية ليس على ما يرام ، نناقش معهم ومع دول اخرى ونطالبهم بمراجعة مواقفهم تجاه الاتفاقية بأن يعيدوا النظر فيها لأن الاتفاقية اعطت مساحة اخرى لاستعباد الشعب في جنوب السودان.
تابعت بالتأكيد الثورة الشعبية التي اندلعت في السودان والتغييرالذي حدث وأطاح بعمر البشير برأيكم هل سيكون لها تاثيراً أيجابياً على الاوضاع في جنوب السودان؟
في جبهة الخلاص نرى أن ما حدث في السودان هو تغيير إيجابي للإقليم وليس لجنوب السودان وحده ، فما حدث كان انتفاضة وثورة شعبية هزت أركان الدولة السودانية والاقليم وهذا التغيير جاء بعد حقبة 30 عام من الظلم الكبير والاستبداد والطغيان الذي تعرض له الشعب السوداني.
هل يمكن ان نرى ذات المشهد في جنوب السودان؟
أعتقد أن ما حدث في السودان على يقين بأمكانية حدوثه في جنوب السودان وعلى الشعب الجنوب سوداني الاستفادة من تجربة الثورة السودانية حتى يخلصوا انفسهم من النظام الظالم في جوبا ، فالتغيير الجاري الآن في السودان يعد درساً مهماً للشعب في جنوب السودان.
تم توقيع السلام في جوبا قبل أيام بين الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية كيف ترى ذلك؟
نعم كنت متابع لمراسم التوقيع ونحن من طرفنا نتمنى للشعب السوداني أن يعيش في حرية وسلام وعدالة ووئام وأن يدوم السلام فيه وينعم به فالسلام ينبغي أن يكون ذلك خيراً اساسياً لا بد منها.
فلنعد إلى مفاوضات روما ما النقاط التي تعيق التوصل الى سلام مع الحكومة ؟
في الحقيقة في روما تم التوقيع على اتفاقيتين ،واتفقنا فيهما انه لا بد لنا من مناقشة وحل جذور المشكلة وان نصل الي اتفاق ورأينا أنه اذا لم نتوفق في ذلك فسوف لن يكون هناك اي سلام في جنوب السودان وبالتالي لكي نخلق جو مناسب بيننا للحوار علينا الجلوس ومناقشة بقية المشكلات، وقعنا مع جوبا على اتفاقية وقف العدائيات حتى نهيئ المناخ لنقاش افضل للتفاوض، ايضا وكذلك للسماح لحركة المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات.
أين وقفت؟
أن جائحة كورونا كان لها تأثير مباشر على سير المفاوضات والاجتماعات المباشرة ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو عدم التزام الحكومة ببنود اتفاقية وقف العدائيات.
ما مصير الاتفاقية المنشطة فحال نجاح مفاوضات روما؟
كنا في انتظار جوبا لكي نكون جزء من الية وقف العدائيات بهدف مراقبتها وللاسف الشديد بعد عودة الوفد الحكومي الى جوبا لم يلتزم بها وبدأت الحكومة بمهاجمة قواتنا واعتقد ان هدفهم هو اجبارنا على قبول الاتفاقية الظالمة وهذا ما نرفضه كحركة وهنا ندعو الحكومة للاتزام باتفاقية وقف العدائيات حتى نعيد منبر روما للنقاش.
دعنا نسألك بشكل مباشر هل لدى جبهة الخلاص القدرة على الاطاحة بالحكومة عسكرياً و الاستيلاء على السلطة، واذا فشلتم ويبدو انكم موجودون حول مناطق قريبة من جوبا في لوبونك وقوروم وغيرها هل ستلجأون إلى العمل السلمي؟
نحن كتنظيم ثوري وطني اخترنا النضال السياسي السلمي كاولوية من اجل تحقيق السلام العادل في جنوب السودان ولكن سنستخدم كل الوسائل المتاحة من أجل تحقيق ذلك ونتمنى ان يستمع نظام كير لصوت العقل ونجلس معاً لمناقشة قضايا البلاد بشكل سلمي من أجل تحقيق سلام عادل ومستدام كهدف نبيل ، لان تحقيقه بطريقة سلمية يمكن ان تقلل من معاناة الشعب ولكن اذا اجبرنا على هذا الخيار فأننا سنستخدم كل الوسائل النضالية والثورية الممكنة من اجل انقاذ شعبنا في جنوب السودان لتحقيق أمانيه.
وصلنا لختام الحوار هل لديك رسالة خاصة لشعب جنوب السودان بقطاعاته المختلفة من الشباب والمرأة وغيرها؟
رسالتنا الاولى تذهب للشباب وجميع منظمات المجتمع المدني على التمسك بخيار الوحدة وان لا نسمح للسياسات السلبية التي ينتهجها نظام كير في تفريق وحدتنا والقتال القبلي ليستمر في نهب ثروات البلاد وحكم البلاد هذا ضروري جدا ، فنحن كتنظيم ثوري السلام خيار استراتيجي بالنسبة لنا.
وبالنسبة لقطاع المرأة الشباب فهم أكثر شريحة نشطة واعتقد ان الشباب هم ملح المجتمع بدونه لا يمكن أن يبقى المجتمع فعليهم أن يكونوا في المقدمة ولأسباب كثيرة لا بد ان يكونوا حماة لمستقبلهم من أي معاناة أو اي شكل للاستبداد والظلم.
ما يلي المراة التي عانت كثيراً في فترات الحرب عليها الحفاظ على كرامتها وصونها من أي أعمال سلبية من أجل قيام المجتمع.
وأدعو كل مجتمعاتنا من أجل الانتفاضة للحصول على حقوقهم واستخدام الطرق النضالية المختلفة واننا نثق في مقدرات شعبنا في جنوب السودان وتاريخنا يشهد على ذلك.
وماهي رسالتك للحكومة؟
عليهم ترك الشعب أن يختار مصيره ومواصلتهم في تلك السياسات سيدمر البلاد فادعوهم إلى الرجوع لصوت العقل ومراجعة انفسهم وعليهم ان يرحلوا ويتركوا الشعب ليقرر مصيره ومستقبله.
واجوما نيوز : شكرا لك توماس سريلو رئيس جبهة الخلاص الوطني …
سيريلو: شكرا لكم صحيفة “واجوما نيوز” على هذا الحوار….
النهاية