
خذها كاملة أو اتركها كاملة المأزق السياسي الحالي لا يمكن حله بالتجاهل أو الانقسام
واجومانيوز
بقلم: أجو لول
ترجمة: انقوك مليك
من الأفضل للرئيس سلفاكير ألا يُعيّن أيًّا من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان – جناح المعارضة (SPLM-IO) الجدد خلفاً لرياك مشار في الوقت الحالي، قبل إتاحة الفرصة لحكم القانون، إذ تنص القوانين بمختلف أشكالها على أن “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”.
رياك مشار لا يُعتبر مذنباً حتى يُجرى له محاكمة عادلة، كما أنه من غير المنصف للحكومة وقادة الحركة الشعبية الجدد أن يستبقوا الأحداث أو يتصرفوا بما قد يُفسر كمسعى لإقصاء مشار سياسياً بدلاً من حماية الدستور الوطني.
ما ينطبق على رياك مشار، يجب أن يُطبق أيضاً على جميع المحتجزين الدستوريين المنتمين إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة. فلا يجوز استبدالهم أو تغييرهم قبل انتهاء التحقيقات وتقديمهم لمحاكمات عادلة وشفافة. عندها فقط يمكن للرئيس سلفاكير اتخاذ القرارات اللازمة بحرية، بما يتماشى مع مبادئ العدالة وليس تصفية الحسابات السياسية.
أي محاولة لاستبدال رياك مشار من منصبه كنائب أول للرئيس، دون أن تأخذ العدالة مجراها، ستُفسر بأنها امتداد للمواجهة السياسية الطويلة بين كير ومشار. ومن هنا، أنصح الرئيس سلفاكير بألا يصغي إلى الأصوات المناهضة للسلام داخل حزبه هذه المرة.
علاوة على ذلك، فإن وحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة، ضرورية للغاية لمنع تكرار الفوضى التي حدثت في عام 2013 عندما انقسمت الحركة إلى عدة فصائل، وما تزال هذه الانقسامات تشكل تهديدًا للسلام والاستقرار في البلاد حتى اليوم.
ولهذا السبب، لا ينبغي لأي طرف أو جهة تشجيع انقسام الحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة. نعم، قد تكون لدى الحركة قضايا داخلية تحتاج إلى إرادة سياسية لحلها، لكننا جميعًا بحاجة إلى التفكير بعمق في مزايا وعيوب أي انقسام سياسي، وتأثيراته – سواء كانت سلبية أو إيجابية – على شعب جنوب السودان.
وبالمثل، ينبغي أن نعمل من أجل مصلحة وطننا ومستقبله المشرق، لا لمصالح سياسية ضيقة.
مرة أخرى، فإن ظواهر التمرد، وتكوين أمراء الحرب، وتشكيل الميليشيات القبلية، وتسليح الشباب، وغيرها من القضايا الخطيرة، تتطلب اهتمامًا سياسيًا عاجلًا أكثر من أي وقت مضى إذا كنا نرغب في بناء وطن مزدهر، مستقر وديمقراطي، ذلك الوطن الذي حلمنا به منذ عام 1955 وحتى تحقيق الاستقلال في 2011 وما بعده.
وبعد أن استعادت قوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF) المناطق التي كانت تحت سيطرة ميليشيا الجيش الأبيض، يجب على الحكومة أن تتعامل بحزم مع جميع الميليشيات القبلية في بحر الغزال والإستوائية وبقية مناطق أعالي النيل. كما يجب أن تعمل بجدية على نزع سلاح هذه الجماعات، حتى تثبت التزامها الحقيقي بالحرب المعلنة ضد الإرهاب وصناع الفوضى في البلاد.
يمكن التواصل مع الكاتب عبر البريد الإلكتروني: ajouakuei31@gmail.com