تجمع المهنيين ينسحب من تحالف الحرية والتغيير وينتقد مسارات مفاوضات السلام بجوبا
واجوما نيوز: الخرطوم
أعلن تجمع المهنيين السودانيين إنسحابه من تحالف قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية بالسودان.
ودعا التجمع إلى عقد مؤتمر عاجل لقوى الثورة السودانية، مبررا ذلك أن الوضع الحالي لم يحقق ديمقراطية كاملة في السودان، وانتقد في نفس الوقت محادثات السلام الجارية في جوبا التي أفضت إلى مسارات لا علاقة لها بقضايا الحرب والسلام حسب التجمع.
وشدد على عقد مؤتمر عاجل لإصلاح قوى الثورة السودانية، معتبرا الثورة ملك للشعب السوداني.
وقال بيان للتجمع حصل “واجوما نيوز” على نسخة منه اليوم ، أن وثيقة إعلان الحرية والتغيير توافقت عليها قوى سياسية ومدنية ومطلبية، والتفّت حولها القوى الثورية مطلع العام الماضي 2019، وانخرط في الحراك الجماهيري لإزالة نظام عمر البشير، ومن أجل بناء البديل الذي نصّت عليه ملامحه، وأنهم كانوا أول الموقعين عليه.
وكشف التجمع أسرار لأول مرة عقب الإطاحة بالرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، وكيف أثرت على طريق استكمال مهام التغيير. على حد تعبيره، وأقر بأنها كانت بدأية التباينات في تقديرات ومواقف التحالف العريض. وأرجع ذلك لإختلاف المصالح الذي فرضه ذلك الانتصار الذي وصفه بالجزئي، وأنهم كانوا جزءًا من تلك التجاذبات.
وتابع ( وأسهم توازن القوى داخل تجمّع المهنيين وقتها، وبين أطراف قوى الحرية والتغيير في وقوع تجاوزات وأخطاء كبيرة في مسار التفاوض مع المجلس العسكري أفضت إلى توقيع اتفاق سياسي لا يرضي التطلعات).
وذكر التجمع في أن ذلك نتج عنها من ترتيبات لم تفضِ إلى انتقالٍ مدني ديموقراطي كما نصت بنود الإعلان، ولفت إلى عدم تفكك ما أسماها بؤر وجيوب النظام السابق، وأكد أنه كمؤسسة يتحمّل المسؤولية كمؤسسة، له دور كامل فيما حدث، ولن يتنصل منه ويلقي اللوم على الآخرين.
وهاجم التجمع اداء قوى الحرية والتغيير منذ أبريل 2019، ووصفه بالمرتبك، واتهمها بتغليب المصالح الضيقة والترضيات وتقديم الاعتبارات التكتيكية على المصالح الاستراتيجية الكبرى للثورة السودانية.
وأضاف (ظهر هذا الأمر جليًّا عند توقيع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية وبعدها، حيث أصبحت المجاملة والترضيات وضعف الالتزام بالأهداف المعلنة للفترة الانتقالية هو أساس معظم قرارات واختيارات التحالف في علاقته مع السلطة الانتقالية، سواء في الترشيحات أو التعيينات أو القرارات المشتركة).
وأوضح ان تكوين المجلس المركزي لم يكن وفق معايير لا تعكس أوزان وأدوار الكتل والكيانات الموقعة على الإعلان مما أسهم في الوضع الحالي، وآليات اتخاذ القرارات بداخله، وتراجعت معه الأولويات المهام المتعلقة بالمحاسبة عن جرائم الـ 30 عام وإزالة التمكين.
وأعترف التجمع بأن الاحداث السابقة خصمت كثيرًا من رصيد قوى التغيير بالسودان، وابطئ عملية ملاحقة وتصفية جيوب النظام السابق، وأنتج أداءً حكوميا عاجزًا أمام تردي الأوضاع الاقتصادية وفاقدًا العزم في ملف محادثات السلام ، أنتقد محادثات السلام في جوبا ، وقال انها استطالت وتشعبت مسارات لا علاقة لها بقضايا الحرب مثل الوسط والشمال، وأصبحت مثارًا للتندر.
وأعلن التجمع أنسحابه من تحالف الحرية والتغيير، وبرر ذلك على أنه الزاما عليهم مراجعة مواقفهم، وقول كلمة للتاريخ، ولثبوت ذلك في جميع المناسبات، غياب الإرادة والرغبة الذاتية لدى المجلس المركزي.
وحمل تضارب المصالح مسؤولية تعثر للقيام تطوير هياكل الحاضنة السياسية، وجعلها تتجاهل المناشدات العديدة التي ظلت تصله، من مختلف مكونات الحرية والتغيير، نوه أنه لم يعد من الممكن رهن قضية تأهيل الحاضنة السياسية للسلطة الانتقالية لتقديرات بضعة قيادات وصفها بالمترددة وأنه حريصة فقط على مواقعها في المجلس المركزي.
ووفقاً لتلك المعطيات التي سردها قرر سحب اعترافه بكل الهياكل القائمة لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير وعلى رأسها المجلس المركز، وانسحابه من كل هياكل الحرية والتغيير بشكلها الحالي، وشدد على ضرورة تنظيم مؤتمر عاجل للقوى الثورية الموقعة على الإعلان وخارجه، للتباحث حول إعادة بناء وهيكلة التحالف حتى تصبح معبّرةً عن أصحاب المصلحة، وتساهم في حماية مكتسبات ثورة ديسمبر ،وأعتبرها بانها ملك للشعب السوداني وجماهيره الثائرة.