حقائق فى رسالة القائد رمضان حسن نمر …و مغالطات بيان الحركة الشعبية شمال.

واجومانيوز

بقلم:د عبدالله ميرغني صارمين

فى إطار حركة الوطنية الواسعة الرافضة لما أقدمت عليه الحركة الشعبية وبعض القوى السياسية السودانية بالتوقيع على ميثاق الدولة الفدرالية تمهيداً لحكومة موازية للحكومة القائمة ، إلى جانب توقيع الحركة الشعبية منفردة لما سمى بإتفاق السلام بينها و قوى مليشيا الدعم السريع فى نيروبى ، أصدرت حركة مبادرة الإصلاح الهيكلي والتنظيمي بيانًا وقعه نيابة عن المجموعة القائد رمضان حسن نمر يحمل حقائق دامغة في إدانة الحركة الشعبية في توقيعها للميثاق يدعو رئيس الحركة بالتراجع والعدول عنه فضلاً عن دعوة جماهير الحركة لأخذ الحيطة والحذر والضغط على القيادة ومقاومة تنفيذه على الأرض ، هو بيان فى ظاهره موجه لداخل الحركة الشعبية و جماهيرها ، لكن في حقيقته بيان لكآفة أهل السودان وبصفة خاصة جماهير النيل الأزرق وجنوب كردفان مسرح الصراع القادم .

بداية لابد من الإشارة إلى أن مجموعة الإصلاح الهيكلي هذه لم تأت من كوكب آخر غير كوكب الحركة الشعبية شمال حتى يتم وصفها بإنها بعيدة عن الواقع ولا علاقة لها بالواقع التنظيمي وما يحدث داخل التنظيم وضرورات المرحلة ،و قد فات على الناطق الرسمى بإسم الحركة الشعبية وبيانه الملئ بالثقوب والمغالطات أن هذه المجموعة أُبعدت قسرا من مكتب التحرير أيام سيطرة الثلاثي ( عقار والحلو و عرمان ) لكنها ظلت محتفظة برؤيتها الإصلاحية للحركة الشعبية ، بالتالى فليست هى مجموعة قذفت بها سفينة المؤتمر الوطني أو القوات المسلحة إلى شوطئ الحركة الشعبية ، بل هى مجموعة معروفة انتقل منهم من انتقل إلى رحمة الله وبقيت الأخرى متمسكة برؤيتها الإصلاحية ولم تبدل مواقفها ، وليست هناك (شخصنة ) في الأمر كما إدعى البيان ، بل هو ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد من الملأ الذين يأتمرون بأمر القائد .

الناطق الرسمى للحركة الشعبية هو يصدر بيانه يتوهم أنه يصدر بيانًا عن إجتماعات الحركة الشعبية فى رمبيك 2004م ، وقتها كانت المعلومات عن الحركة الشعبية لا يملكها إلا كبار قادتها وما كان متاحا من المعلومات و الأخبار هو ما سمحت به الحركة ولاغراضها ، إلا أنه بعد نيفاشا انفتحت الأبواب المغلقة وأصبحت الحركة تنظيماً سياسياً مفتوحاً، فكيف يتصور الناطق الرسمي للحركة الشعبية أن هناك وثائق للحركة الشعبية دستوراً أو لوائح داخلية غير معلومة ، أو إجتماعا لإحدى مكاتب الحركة التنظيمية فى ليلة ظلماء لا يُحاط بها الأعلام علماً و لا تتناقله وسائل التواصل الإجتماعى هى تتخذ قرارًا خطيرا كهذا ينسف به كل تاريخ الحركة النضالي والثوري صوت المظلومين المهمشين والمنادى بالسودان الجديد ؟!.

قرار التحالف مع المليشيا الذى اتخذه عبدالعزيز الحلو و يدافع عنه الناطق الرسمى هو تحالف مع مليشيا ليس لها تاريخ غير القتل والسرقة والنهب ، هى ذات المليشيا التى وصف عبدالعزيز الحلو فيها حميدتي فى 2019م وهو يومذاك يقود وفد الحكومة لمفاوضات السلام فى جوبا و في معيته الفريق شمس الدين الكباشي والتعايشى عضو المجلس السيادي وصف الحلو بجراءة ثورية نادرة يومها وفد الحكومة بقوله ( أن الحكومة غير جادة في تحقيق السلام كيف تأتى بشخص هو سبب المشكلة والأزمة فى السودان لحل المشكلة ) يومها رفض الحلو وساطات دولة جنوب السودان و اغراءات المليشى حميدتي المادية !! ، يعود الحلو نفسه فى فبراير 2025م بنيروبى وفى مسرحية سئية الاخراج يدعو المليشى حميدتي (بالرفيق) و ( التحالف بالاستراتيجى ) بعد أن ملأت المليشيا جرابها سرقةً وقتلاً وهى تقول هل من مزيد ؟ .

يؤكد الناطق الرسمى للحزب فى بيانه ( أن الحركة الشعبية تنفذ مشروع السودان الجديد مع قوى سياسية قبلت كخيار أخير ووحيد لإنقاذ الدولة السودانية من الأنهيار ) هكذا تقدم الحركة الشعبية منطقتى النيل الازرق و جنوب كردفان شعباً وأرضاً قربانا لهذا العدو الذى لا يرحم !!

فى فقرة مضحكة للناطق الرسمى للحركة الشعبية وهو يجتهد في تفنيد بيان مجموعة الإصلاح أنهم فى الحركة الشعبية قادرون على محاسبة عناصر المليشيا على جرائمها بحسب تاريخ الثورات ومانصت عليه الميثاق التأسيسي الموقع في نيروبي ، لكم أن تتخيلوا الحركة وهى تحاسب مليشيا الدعم السريع على جرائم الإبادة الجماعية فى الجنينة و فى قرى الجزيرة والنيل الأبيض والاعتداء على المواطنين فى جنوب كردفان وتسترد المنهوبات التى عبرت إلى أفريقيا جنوب الصحراء وغرب الصحراء وتلك التى فى حواضن المليشيا في السودان !!

إن التناقض بين النظرية و الممارسة التى أشارت لها مجموعة الإصلاح و قضية الإصلاح والفساد الأخلاقي والمالى وغياب المحاسبة والشفافية وعدم الالتزام، والرغبة نحو السيطرة كانت هى من الأسباب الأساسية التى أدت إلى الصراع داخل المكتب السياسي للحركة الشعبية الأم في 2013م ، وقادت إلى الحرب كارثية فى دولة جنوب السودان بعد انفصالها عن السودان و مازالت آثارها مستمرة ، وظلت رؤية الإصلاح و نغمة الإصلاح نغمة يتغنى بها الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ومجموعته ويبحث عنها حتى الان ، فكيف لقائد سياسي وعسكري يمارس سلطة مطلقة فى غياب تام للمؤسسات التنظيمية وفقدانها للشرعية منذ العام 2017م ، لا يسقط نظامه وينهار ، ألم يسمع الناطق الرسمي للحركة الشعبية (أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ) ألم يرى تهاوى العروش وسقوط الانظمة بل أين حكومة الانقاذ وسلطتها الان !!

بيان مجموعة الإصلاح الهيكلي و التنظيمي توسيع لدائرة الشرفاء من أهل السودان الرافض لهذا التحالف بين المليشيا والحركة الشعبية ، مجموعة لها رؤيتها الثورية وترى أن النضال مستمر وهى رؤية محل تقدير وإحترام ، لكنها ترفض أن تصبح مغسلة للدعم السريع من دماء الشعب السودانى في وديان جبال النوبة .

مليشيا الدعم السريع أسواء نسخ المليشيات فى العالم وسوف تظل كذلك ، وأن القوى السياسية المدنية السودانية والحركات المسلحة التى ساندتها لن يرحمها التاريخ لأنها رضيت أن تغسل يد الدعم السريع المغموسة بدماء أهل السودان وانتهاكاتها مقابل هذا المال العربى الذى ينفقونه ثم يكون حسرة عليهم ثم يغلبون .

Translate »