واجومانيوز ..تنشر بيان رد وزارة خارجية جنوب السودان حول اتهامات السودان
واجومانيوز
ترجمة غير رسمية:باطومي أيول.
——————–
جمهورية جنوب السودان
وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
المقر الرئيسي
4 فبراير 2025م
بيان صحفي
الرد على التصريحات العلنية الأخيرة الصادرة عن جمهورية السودان
1. المقدمة:
1. تتابع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان بقلق بالغ وأسف صادق سلسلة من التصريحات الرسمية المؤسفة الصادرة عن جمهورية السودان الشقيقة، وذلك في أعقاب المجازر المروعة والبشعة التي استهدفت مواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة مطلع هذا الشهر.
2. وبينما يبدو أن المحتوى الأساسي لهذه التصريحات يهدف إلى تحويل الأنظار عن الجرائم المرتكبة في ولاية الجزيرة، فإنها تستدعي رداً مسؤولاً ورسمياً وأخلاقياً.
3. ومن المهم الإشارة إلى أنه عندما اندلع النزاع في السودان في 16 أبريل 2023، كان فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت من بين أوائل القادة الإقليميين الذين دعوا إلى التهدئة الفورية وحل القضايا التي أدت إلى نشوب الأعمال العدائية. وبناءً على ذلك، كلف قادة الإيقاد (IGAD) فخامة الرئيس سلفا بقيادة لجنة ثلاثية من رؤساء الدول للتواصل مع الأطراف المعنية بالنزاع، وهو الدور الذي أداه بشرف وحماسة حتى أُعيدت المهمة إلى قائد آخر في المنطقة.
4. علاوة على ذلك، أصدر فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت توجيهاته بفتح حدود جنوب السودان أمام المدنيين السودانيين الفارين من الحرب. وقد استقر العديد منهم في جنوب السودان وأقاموا أعمالاً تجارية أو انخرطوا في وظائف مهنية مثل التدريس الجامعي والمجال الطبي، بينما لجأ آخرون إلى المخيمات أو عبروا إلى دول الجوار. ووفقاً لتقارير وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى العاملة على طول الحدود السودانية-الجنوب سودانية، فإن جنوب السودان يستضيف حالياً أكثر من مليون لاجئ سوداني، ولا يزال مستعداً لاستقبال المزيد من الإخوة السودانيين الذين يعانون من الضيق.
5. وباعتبارها الجار الأكثر تضرراً من النزاع السوداني، تحافظ جنوب السودان على حيادها التام في الصراع، كما تؤكد استعدادها للعب دور بناء في إيجاد حل سلمي للصراع القائم بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوداني.
2. الرد على تصريحات الفريق ياسر العطا:
1. في 20 يناير 2025، بثت وسائل الإعلام مقطع فيديو للفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وهو يخاطب الجنود من موقع غير معلن. وخلال خطابه، زعم أن 65٪ من قوة الدعم السريع تتكون من مواطنين جنوب سودانيين. كما أرسل رسائل متناقضة، حيث أعرب عن ثقته في فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت وقيادة جنوب السودان، بينما اتهمها في الوقت نفسه بعدم فعل أي شيء لمنع أفراد من جنوب السودان من الانضمام إلى قوات الدعم السريع.
2. ومن المثير للاهتمام أن الفريق العطا اعترف بأن العديد ممن قد يكونون قد انضموا إلى قوات الدعم السريع هم عناصر من المعارضة، وذكر صراحةً المجموعة التي يقودها الجنرال ستيفن بواي، والتي لا تخضع لسيطرة حكومة جنوب السودان. وبينما نقدر تعبير الفريق العطا عن ثقته في قيادة جنوب السودان واعتذاره عن “الانتهاكات التي ارتكبها أفراد”، فإننا ندين بشدة ادعاءه بأن 65٪ من مقاتلي قوات الدعم السريع هم من جنوب السودان، حيث إن هذا الادعاء غير صحيح وخطير.
3. ونحن على يقين بأن الفريق ياسر العطا يعلم جيداً، من خلال خبرته الطويلة في الحرب في جنوب السودان (1983-2005)، أن الجيش السوداني لديه تقليد طويل في تسليح الميليشيات الجنوب سودانية. لذلك، نحن على دراية تامة بوجود إدارة خاصة في القوات المسلحة السودانية تسمى “إدارة القوى الشعبية والوطنية”، والتي تتولى تجنيد المواطنين الجنوب سودانيين.
4. ومن ناحية أخرى، عندما ثبت أن جنوب السودان لا يمكن هزيمته عبر وكلاء الميليشيات، استمرت هذه العناصر الميليشياوية في التواجد على طول الحدود، حيث تستغلهم الاستخبارات العسكرية السودانية. حتى أن بعضهم جُنّد وأرسل إلى حروب بعيدة، مثل اليمن. ووفقًا لسجلاتنا الموثوقة، تم إرسال مجموعتين من مواطني جنوب السودان إلى اليمن بترتيبات من الحكومة السودانية: المجموعة التي قادها الراحل الجنرال بيتر قادت ياك، والجنرال توماس ثيل أواك.
5. ومع هذا، فإن وصف مواطني جنوب السودان بأنهم يشكلون 65٪ من قوات الدعم السريع هو مبالغة مطلقة. وفي الواقع، لا يزال العديد من المجموعات الجنوب سودانية التي تم تجنيدها تقاتل إلى جانب الجيش السوداني (القوات المسلحة السودانية).
6. وخلال الاجتماعات الرسمية مع إخواننا في السودان، قدمنا هذه الحقائق لهم بوضوح. لذا، فإننا نشعر بالدهشة من قيام الفريق العطا بالترويج لمثل هذه الادعاءات الزائفة، والتي قد تكون دفعت بعض أفراد القوات المسلحة السودانية إلى ارتكاب المجازر البشعة ضد المواطنين الأبرياء من جنوب السودان في ود مدني والمناطق المجاورة.
3. الرد على البيان الصادر عن وزارة الخارجية السودانية:
1. في ذات النهج غير المرضي والمؤسف، أصدرت وزارة الخارجية في جمهورية السودان الشقيقة بيانًا مفاجئًا في 23 يناير 2025، حيث تبنت تصريحات الفريق ياسر العطا في سياقها الفعلي، واعترضت على بيان جنوب السودان في المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب بقيادة إفريقية في نيويورك. ونحن نرفض الاتهامات الواردة في هذا البيان باعتبارها لا أساس لها من الصحة.
2. لم يكن تصريح معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد رمضان محمد عبد الله جق، في نيويورك يهدف إلى طلب التدخل من الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة في السودان، بل كان يدعو فقط مجلس الأمن لدعم التحقيق في المجزرة المروعة التي استهدفت مواطنينا الأبرياء في ولاية الجزيرة، لضمان الشفافية وسرعة التوصل إلى نتائج تعود بالفائدة على البلدين والشعبين.
3. نؤكد مجددًا أن ادعاءات البيان السوداني لا أساس لها من الصحة، وهي مضللة ولا تعكس الواقع الفعلي، كما أنها تقوض العلاقات الثنائية التاريخية بين السودان وجنوب السودان.
4. لذا، ندين بشدة أي نهج تهديدي أو غير محترم في معالجة القضايا، ونظل ملتزمين بالحوار الودي والتبادل الدبلوماسي البناء.
5. وفي الختام، تجدد حكومة جمهورية جنوب السودان التزامها بالحفاظ على علاقات ودية مع السودان، وتعزيز التعاون القائم، ومعالجة أي سوء فهم أو قضايا بروح من المسؤولية والاحترام المتبادل.
النهاية