وكتبت د. عائشة حماد .. حروب الهوية
واجومانيوز
بقلم: د.عائشه حماد
شهد السودان فترة من العنصرية الصارخة تحت حكومة الإنقاذ، حيث تم استبعاد أبناء غرب وجنوب السودان من المشاركة في السلطة وحرمانهم من حقوقهم التي كفلتها مواثيق حقوق الإنسان. كما تمت ممارسة أشكال متعددة من التمييز العنصري ضدهم، بينما تم إفساح المجال أمام أبناء شمال السودان للحصول على النصيب الأكبر من إدارة شؤون البلاد.
في ظل هذه الظروف، صدحت الأصوات من المنابر والتجمعات مطالبة بالعدالة الاجتماعية ونبذ التمييز العنصري، مشددة على مبدأ أن الناس سواسية. إلا أن الواقع كشف أن العدالة التي تُنادى بها كانت فقط عدالة السماء، أما القوانين فقد بقيت صورية تُطبق على الضعفاء فقط.
طالبت حركات الكفاح المسلح في دارفور باستقرار الإقليم من أجل التعايش السلمي وتجنيب البلاد الفتن، ولكن الحكومة تجاهلت هذه المطالب. وقد أسفرت هذه التوترات عن نشوء صراعات أهلية واسعة النطاق في مناطق مختلفة من السودان.
تطرح الحرب الحالية التي تقودها قوات الدعم السريع سؤالاً مهماً: هل هي نتاج للهوية؟ الحركة الإسلامية لعبت دوراً أساسياً في تأجيج الصراع الراهن، حيث دعت إلى تسليح المواطنين واستنفارهم، مما فتح نافذة جديدة لمخاطر حمل السلاح وكيفية جمعه. يبدو أن الحركة الإسلامية تأمل في العودة إلى السلطة بأسلوبها السابق بعد انتهاء النزاع.
لذلك تحتاج القيادات الشبابية إلى إدراك أهمية استقلالية كل كيان ولائي لضمان حياة كريمة وعدم تعرضه لهيمنة قبلية على أساس عرقي أو جغرافي.
تم