وكتب مايكل كريستوفر..معاناة أهلنا في السودان بين المطرقة والسندان !

واجومانيوز

بقلم: مايكل ريال كرستوفر

لاكثر من ربع قرن من الزمان والمكان ظل المواطنون الجنوب سودانيين في معاناة مستمرة حيث كان الاستعلاء والتميز علي اساس اللون والدين والثقافة هو ديدن العقلية التي تدير الأمور في السودان الام .

وحتي بعد الانفصال ظلت عقلية بقايا الحكومات تمارس تجاه المواطتين الجنوبيين نفس الممارسات وتسقط عليهم كل أنواع الاهانة والاذلال ونتيجة لتلك التصرفات العبثيةاختار شعب جنوبالسودان الانفصال عن السودان ،وعقب الانفصال تسارع المواطنين لتسجيل أسمائهم في كشوفات العودة الطوعية .

الا ان الحروب الأخيرة التي اندلعت في البلاد حالت دون ذلك ، و بددت كل احلامهم واصبحوا عالقين وخلال فترة الانتظار لم يسلموا من المعاملة السيئة في اماكن تواجدهم في مختلف المخيمات، خاصة الاعداد الكبيرة الذين اسسوا محظات الانتظار في شرق الخرطوم( الحاج يوسف ) .

ويوجد اكثر من 200 الف لاجيء في معكسر النيل الابيض،وذاقوا الأمرين ولا يمر عام دون ان نسمع عن تعرض لاجيء جنوب السودان لاستهداف ممنهج، وفي بعض الاحيان يتم حرق المعسكرات في فصل الخريف للتفاقم معاناتهم ولا حياة لمن تنادي..

ولم تتوقف السلطات من ملاحقة النساء، والفتيات، وكبار السن، والشباب، حتي أولئك الذين شدوا الرحال متجهين الي جنوب السودان عبر معبر جودة الشمالية، كانوا هدف سهل الاصطياد من منسوبي الاستخبارات العسكرية السودانية، ويمارس في حقهم كل أنواع العنف المادي واللفظي، واذا تم السماح لك بالعبور يتم مصادرة جميع الممتلكات، والمؤسف ان استهداف المواطنين يحدث حتي اليوم بصورة متكررة، ولم نسمع عن تحرك جاد من سفارة جنوب السودان بالسودان .

 وكانما لا تعنيهم حياة المئات من المواطنين الأبرياء، الذين انقطعت بهم السبل واصبحوا عالقين ومهددين من طرفي الحرب اللعينة بالسودان، وقبل اسبوع اصدرت جهات رسمية تحذيرات لجميع الاجانب وامهلتهتم فترة اسبوع لمغادرة الأراضي السودانية، وهنا ساتوقف قليلا حول الممارسات غير الأخلاقية التي تحاصر الافراد، والأسر خاصة الشباب المتواجدين في معسكرات النيل الابيض في العلقاية والرديس ( 1 ) والرديس ( 2 ) الذين يتم استنفارهم عنوة ويجبروهم للانخراط في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..

ثالثة الاثافي أنه بالرغم من التعامل المليء بالكراهية والعنصرية نجد أن حكومة وشعب جنوب السودان تفتح ابوابها لاستقبال الأشقاء السودانيين الفارين من جحيم الحرب اللعينة، حتي افراد من الجيش السوداني يتم استقبالهم بصدر رحب لانهم أشقاء.

 ولكن نعتقد ان الأوضاع الماسأوية التي تحاصر لاجيء جنوب السودان بالسودان تحتاج التدخل السريع وانقاذهم من البطش والاحتقار والتجنيد القسري ومن ثم الزج بهم في الحرب ليقاتلوا بالوكالة عن الجيش الذى فر بعضهم تاركين خلفهم واجب الدفاع وهرولوا الي جنوب السودان واستقروا بكامل عتادتهم في اويل .

اليوم نسلط اضاءات لنرى مساحات سوداء لاهلنا في السودان وهم يعانون ومضروبين تارة من مطرقة الجيش، والدعم السريع وسندان الاهمال، والطناش وعدم الاهتمام بمصيرهم وهم يعانون ويبكون ، ولا يسمعهم احد وقد اكملوا قراءة رواية موسم الهجرة الى الشمال ويستعدون لكتابة رواية العودة في سلام الى حضن الوطن الذي يعرف معنى الأخوة في التاريخ والجغرافية .

تم

Translate »