أهمية إشراك المرأة في السلطة التنفيذية و التشريعية في جنوب السودان
واجوما نيوز
قراءة: زكريا شول
مازال موضوع إشراك المرأة في صناع القرار موضوعا جدليا يستحوذ اهتمام الناشطين في مجال الديمقراطية وحقوق المرأة، خاصة في كثير من الدول الإفريقية التي تشهد حراكا سياسيا، وحروبات دموية.
وهنا يستوجب عليه الوقوف في ظل كل الطاقات البشرية لإرساء الاستقرار، بالنظر الى دور المرأة التي شاركت في بعض الحركات الثورية الشعبية في كثير من الدول الإفريقية، وتعد دولة الإثيوبية الجارة التي تربطها الحدود مع دولة جنوب السودان نموذجا لمشاركة المرأة في تحريرها، ولا سيما دولة جنوب السودان التي شاركت فيها المرأة أيضا و لعبت دورا محوريا في إنجاح “ثورة الحركة الشعبية” بتحرير جنوب السودان من قبضة الأنظمة السودانية الاسلاموية، و برغم ان دور المرأة كانت ملموسا وواضحا خلال فترات الحرب التي دارت بين الحركة الشعبية و حكومات السودان التي استبدت على الحكم آنذاك، إلا أن دور المرأة أصبحت محصورا بعد أن نالت جنوب السودان استقلالها بنسيان قيادات الدولة الدور التي لعبتها المرأة خلال الحرب، و أن دل ذلك على شىء فإنه يدل على أن قيادات الدولة أصبحوا ينظرون الى المرأة بنظرة “الجهل” بشهوات السلطة التي أصابتهم بعد نيل الحرية من الجلابة، و الدليل على جهلهم هؤلاء هي الكلمات الشهيرة التي ظلت يرددونها في ألسنتهم عن المرأة وهي “ده مراة ساكت” وهي بتقدر تعمل شنو حتى لو تم تمثيلها في السطة.
مثل هذه الكلمات التي لا تستحقها المرأة الجنوب سودانية يبين للمرء أن العملية الديمقراطية لمشاركة المرأة في السلطة تحتاج لتثقيف القادة اولا، عن دور المرأة بجانب تضافر جهود منظمات المجتمع المدني، لإنشاء أجسام نسوية تدافع عن حقوق المرأة و تدريبها لكي تدرك أهمية حقوقها السياسية على قدرة المساوا مع الرجل، دون أن تنحصر دورها في مستلزمات المنزلية و تربية الأبناء “عيال”، علما بأن تلك المرأة نفسها هي التي دفعت ثمناً غاليا مقابل الصراعات السياسية على حساب كرامتها وتشتت العائلة وتمت تهميشها في البلاد.
ومن هنا نلاحظ أن النظام الحاكم في البلاد لا يضع اهتماما للمرأة على أن لها دور مهم في نظرتهم، ولا سيما الشعارات البراقة التي ظلت ترفعها نفس النظام عن دور المرأة دون أخذها في الاعتبار، و بالنظر الى نسبة المرأة في المشاركة السياسية بعد الزيادة من ٢٥% إلى ٣٥%، هذه النسبة تعتبر ثلث مشاركة المرأة في السلطة إلا أنها أصبحت نسبة ترددها الألسنة شفاتا وليست مطبقة في أرض الواقع على مستوى السلطة في البلاد.
و الدليل على ذلك تخصيص مقعد واحد لنسبة ٣٥% من جملة ثمانية مقاعد لحكام الولايات التي تم إعلانها بقرار الرئاسي من قبل رئيس الجمهورية الفريق أول سلفا كير ميارديت، يوم الاثنين الماضي.
ومن هنا نقول أن الحركة الشعبية في المعارضة أوفت و اوجزت من خلال وضعها نسبة ٣٥% في الاعتبار، وهنا يتساءل المرء اين دور الحكومة وباقي أصحاب المصلحة في اتفاقية السلام التي تمت احيائها، أين دورهم أليست النساء من يمكنهم تقلد مقاعد رفيعة في السلطة التشريعية و التنفيذية أم عقلانية التحجر الفكري ما زالت مبطنة؟ ام المرأة ما تزال “مراة ساكت” كما يرددها أصحاب هذه الأقاويل الشهيرة!!
من المعلوم أن المرأة الجنوب سودانية عرفتها القارة السمراء بقوتها، التي تتكلل جهودهن في إبراز المواهب المدفونة، ولكنهن ضعاف بسبب تقليل من شأنهم من قبل صانعي القرار “الرجل”، فبدلا من ارتقاء المرأة وتشجيعها بالخراج من دائرة الخوف لمواجهة كل المصائب، ظل الكثيرون يهبطون النساء، وفي كثير ما نشهد جرائم الإعتداء الجنسي دون محاسبة الجناة، والسلطات الحاكمة صامتة صمت اهل القبور، و فوق كل هذا وذاك يتم تهميشهم في السلطة التشريعية و التنفيذية، دون إعطائه مكانة مرموقة حتى يكون سبيلا لإنهاء المهزلة التي تعانين منها في خضم الصراعات،.
ظل الفرقاء ينظرون الى ان المراة لا تستحق أن تحظى بالسلطة. حقا المعارضة جناح دكتور رياك بادرت بتخصيص نسب معينة للمرأة في الحكومة القومية و الولائية، وبالتالي كان يجب على بعض الأطراف الأخرى أن تبادر بعمل مماثل، وهذا يفصح مجالا لإنهاء الخوف من المجهولين الذين يعتدون عليهن يوما يلي الاخر بحجة عدم محاسبتهم، لذلك يعتادون فعل أعمالهم الغير أخلاقية ضد المرأة الجنوب سودانية، لأنهم يرون بأن ليس هنالك امرأة في السلطة يمكنها أن تشدد على محاسبة أصحاب الأعمال الشنيعة ضد النساء.
اخيرا يعتبر إشراك المرأة في السلطة مهم للغاية، لمعرفة دورها المحوري والتي يمكن أن تلعبها النساء في القضايا السياسية وغيرها، و خاصة عملية رتق النسيج الاجتماعي الذي دمرتها الصراعات بين المجتمعات، بجانب قضايا المرأة المتعلقة بالمشاكل الأسرية و الزواج المبكر للبنات بالإضافة لتعليم البنات، …… و الخ.
كل هذه التشرزمات و الأزمات لا تعالج ما لم تضع القيادة السياسية في اعتبارا لدور المرأة في المجتمع و اشراكها في السلطة التشريعية و التنفيذية.
عشان كدا انا بقول ليكم يا سياسيين الرجال أعطوا المجال للمرأة لأنكم فشلتم فشلا ذريعا، لذلك أفصحوا لهم المجال لكي يضعوا بصماتهم أيضا كما وضعتم بصمات فاشلة.