ما بين “جيمس اوضوك” و “ايونق اوير”..!

واجومانيوز

بقلم :انطوني جوزيف اكان 

واجومانيوز 

انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة الفيسبوك خلال الأيام الماضية، صور مختلفة لحاكم ولاية أعالي النيل جيمس اوضوك اوياي خلال زياراته إلى مقاطعات الولاية، ولقد لفتت الانظار صورة مأخوذة له بعناية في أوضاع مختلفة وهو يتمشى وسط المواطنين ويتفقد أوضاعهم وخاصة النازحين والعائدين بسبب النزاع في السودان، ويجلس وسط الناس تحت الأشجار كرجل عادي، ولقد عمد ناشرو هذه الصور على كتابة تعليقات تمجد الرجل وتبجله لما يقوم به من جهد كبير في الولاية ساعيا لإعادة ولاية أعالي النيل إلى سيرتها الأولى في الفترة ما قبل الحرب، والحق يقال فالرجل حتى الأن يبلي بلاء حسنا. ولكن بين هذا وذاك دعودنا نغوص في التفاصيل لنسلط الضوء على الكيفية التي اصبح بها جيمس اوضوك ” الرجل الوطواط” الذي يجاهد من أجل إنقاذ الولاية وسحبها من تحت الانقاض إلى النور خلال فترة بسيطة منذ توليه زمام الأمور.

لا نريد انتقاد هؤلاء الذين يبجلون الرجل ويلبسونه ثوب المنقذ الذي يستحقه حتى الأن، ولكن رفع الرجل على الأكتاف وحده دون الإشارة إلى العوامل التي مهدت له الطريق نحو هذا المجد المؤقت أو ذكر الذين يساهمون معه في تحقيق هذه الأهداف المجيدة؛ يعتبر اجحاف في حق الآخرين وهنا اقصد نائب الحاكم ايونق اوير لوال، فهذا الرجل يستحق نصيبه من هذا الاحتفاء أيضا.

قبيل تعيين الرجلين- الحاكم جيمس أوضوك ونائبه ايونق اوير لوال؛ كانت ولاية أعالي النيل تسبح فيما اشبح بموجات بركانية تحت الأرض قابلة للانفجار في أي لحظة نسبة لأحداث العنف المتسلسلة التي وقعت في ملكال وعدد من مقاطعات الولاية قبل تعيين الرجلين، وهنا يجب أن نشير إلى حادثة اغتيال مولانا توماس ابان أكول التي مازلنا نطالب فيها بالقصاص لمرتكبيها، بالإضافة لاحداث أخرى وقعت في المدينة وداخل مخيم النازحين” POC”، تلك الأحداث اججت النعرات الاثنية وزادت من حدة التوتر بين المجتمعات، فضلا عن حالات الاستقطاب ( الاثنوسياسي) التي سيطرت على الساحة وقتها.

عندما جاء اوضوك ونائبه كانت الحمم البركانية مازالت مشتعلة في صدور الناس وتترجمت في أخر احداث نزاع اثنية وقعت في المخيم على إثر احداث العنف التي وقعت في تونجة واضيضيانق ومناطق أخرى، غير انه مع الوقت لاحظنا الهدوء يعود رويدا رويدا إلى ملكال وبقية المقاطعات، كما لاحظنا الحاكم يعمل جنبا إلى جنب مع نائبه في تناسق وانسجام كانا مفقودان في الفترة التي سبقت توليهما زمام حكم الولاية، تلك الفترة التي شهدت شد وجزب بين الحاكم ونائبه السابقين، وكانت الأوضاع تنذر بقنبلة موقوتة قابلة للانفجار. إذن فما يحدث الأن في ملكال بصفة خاصة وولاية أعالي النيل بصفة عام من انتقال وتطور ملحوظ نحو الاستقرار والتنمية، نتيجة طبيعية جدا للتعاون الجاد بين الحاكم ونائبه اللذان خلعا ثوب تنظيماتهما السياسية وقررا العمل سويا من أجل أعالي النيل وانسانه كابناء للولاية.

لقد درج الكثير من المسؤولين والسياسيين التابعين لولاية أعالي النيل في الفترات الماضية، يتحدثون حديث العارفين في المناسبات الرسمية وغير الرسمية ينشدون الوحدة بين مجتمعات أعالي النيل الخمسة وضرورة عودة الولاية إلى سابق عهدها، ولكن ظل حديثهم هذا مجرد حديث للاستهلاك العام حتى جاء اوير و اوضوك ليضعا الأحاديث جانبا ويتفرغا للعمل بشكل جدي. وكما قيل في إحدى القصص الشعبية الرائجة؛ أن (مجموعة من الفئران قد اجتمعوا في لقاء جاد للبحث عن حل يمكنهم من تجنب شر القط الذي ظل يأكل من بني جلدتهم يوما بعد يوم، فخرج احد الفئران بمقترح ممتاز، وهو أن يتم ربط جرس في رقبة القط حتى عندما يهجم القط عليهم، يفروا هاربين، رحب الجميع بالمقترح الجميل ولكن المشكلة كانت في أن من من الفئران سيتطوع ليضع الجرس في رقبة القط، فانفض الإجتماع وكأن شئ لم يحدث وظلت معاناة الفئران مع القطط كما هي). فقد ظل سياسيو أعالي النيل يتحدثون عن عودة الولاية إلى سابق عهدها دون أن يتطوعوا لربط الجرس في رقبة القط، حتى جاء جيمس اوضوك ونائبه وهما لم يربطا الجرس في رقبة القط فحسب، بل قاما بالقضاء على القط، والقط هنا يمثل محور الشر من السياسيين والحاقدين من أبناء الولاية الذين ظلوا يضعون العراقيل مرة تلو الأخرى لمنع حلول السلام والاستقرار في المنطقة.

عليه اقول لكل الذين انبروا لتمجيد الحاكم؛ دعوا جيمس اوضوك وايونق اوير يعملان في تعاون وتناسق كما يبدو الأن حتى يكملا مهمتهما، ولا تفسدوا الود بينهما بعبارات التبجيل والتطبيل التي لا تشبع من جوع ولا تروي من عطش.

Translate »