حرب ال15 من ابريل ونسف نظريات صراع الهويات 

واجومانيوز

بقلم: د. احمد بابكر

هذه الحرب نسفت كثير من النظريات ومناهج التحليل التي كانت رائجة في السابق عن طبيعة الصراع في السودان وهي نظريات ومناهج تحليل قامت عليها قوى سياسية وحركات مسلحة واندلعت بهديها حروب مات فيها الكثير جدا من أبناء هذا الشعب الطيب..

فعلا الحرب ليست نزهة بل هي حالة عنف استثنائي تحدث هزة كبيرة في الوجدان وفي طريقة التفكير واحيانا تعمل على جلاء الحقائق بحكم قوتها وعنفها وتداعياتها..

في السابق طرح البعض ان طبيعة الأزمة في السودان هي أزمة هوية وان هناك صراع ذو طابع ثقافي واثني في البلاد،واشتغلت مدارس ومناهج على هذا الأمر مثل منهج التحليل الثقافي الذي حمل لوائه دكتور محمد جلال هاشم وكذلك نظرية المركز والهامش ذات البعد الاثني ومن ابرز منظريها دكتور أبكر آدم اسماعيل وهي التي تشكل الأساس النظري للحركة الشعبية /الحلو وتقريبا كل حركات الكفاح المسلح…

هذه الحرب نسفت هذه التحليلات والتي كانت تسطيح لطبيعة الأزمة ولكنها كانت ناجعة في عملية التجييش لأنها تخاطب الوجدان بأن الصراع هو صراع وجود وليس خلل في تطورنا السياسي..

اليوم نجد أن الاصطفافات التي تمت تنسف هذه النظريات تماما..

فحواضن الدعم السريع كانت ومازالت تنتمي للثقافة العربية الإسلامية، وهي تقاتل الجيش الذي صنفه دعاة التحليل الثقافي بأنه يمثل سلطة الاسلاموعروبية (سلطة الثقافة العربية الإسلامية)..

الغريبة ان الدعم السريع دخل في مواجهات مع مواطني مركز الثقافة العربية والإسلامية في وسط السودان ويتهيأ للزحف للشمال الذي ظل متهما دائما انه مركز الاسلاموعروبية..

المدهش ان هناك تحالف الآن حتى شعبيا بين أصحاب الثقافة العربية الإسلامية في الوسط والشمال مع مكونات غير عربية مثل قبائل النوبة وبقية قبائل دارفور غير العربية ضد الدعم السريع لانه يشكل مهدد لهم ومصالحهم كمواطنين عاديين خاصة مع توعد الدعم السريع لهم بالويل والثبور.

وهذا الأمر ينسف بلاشك تلك النظريات والمناهج التي شكلت رد فعل سطحي ضد عنف الاستبداد وهو في جوهره سياسي بامتياز له امتداداته وارتباطاته الخارجية نشاهده في أغلب الدول التي خضعت للظاهرة الاستعمارية وعمل ككابح يمنع التحول للدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة ولاعلاقة له بالهوية لا من بعيد او قريب …

اليوم نجد د. محمد جلال هاشم صاحب منهج التحليل الثقافي يساند الجيش بحجة انه يحارب الاسلاموعروبية (الدعم السريع) وهذا يعبر عن ضعف المنهج وانه لايعبر عن رؤية أصيلة انما مجرد رد فعل سطحي يتم عبرها تزييف طبيعة الأزمة الحقيقية.

 

Translate »