وكتب سايمون دينق .. قانون “الغاب” لا يصلح يا سعادة المفتش

واجومانيوز

بقلم :سايمون دينق

واجومانيوز /خطرفات ذاتية

على حسب علمي المتواضع فالسيد مفتش شرطة جنوب السودان الجديد “اتيم مارول بيار ” لم يكمل اسبوعه لتوليه هذه المهمة

ومن المؤسف ان أولى الخطوات التي شرع في تنفيذها هي حملات أو ( كشات) بالمعنى التقليدي للكلمة تجاه شباب صغار يرتدون البناطلين الناصلة من الخلف ويضفرون شعورهم على طريقة محبو الفنان العالمي الأشهر بوب مارلي “ملك الراستا”… فان ما يقوم به مفتش الشرطة الجديد من حملات جائرة تشمل القمع واعتقال ومطاردة الشباب وسط الاحياء بتهمة الانتماء لعصابات النيقرز المجرمة، هذه الحملة ضلت الصواب بالتاكيد اذا ما تم قياسها بميزان المنطق السليم… ولا اقول القانون..

واذا سألنا مفتش الشرطة الجديد بإي معيار تعرفون به المنتمين لعصابة النيقرز؟ وهل كل شاب يفلفل شعره تعتبرونه من جماعات النيقرز بالضرورة ويجب اعتقاله ومحاكمته؟

 

وماهي المادة التي تدين المنتمي للنيقرز في قانون جنوب السودان؟

وهل حق المرء في فلفلة شعره أو إختيار ملابسه يوقعه في المحظور حتى يتم ارغامه عنوة بقوة الحديد والنار ويقوم الشرطي بتشويه شعر رأسه بالطريقة المهينة لكرامته كما يحدث ذلك مع الشباب هذه الأيام على قارعة الطرق العامة في مدينة جوبا؟؟ ؟

أليس المتهم بريئاً حتى ثبوت إدانته؟

حكى لي أحدهم بانه شاهد بأم عينيه افراد الشرطة في ذروة حملتهم المسعورة وهم يعتقلون بعض الشباب من سائقي ” الركشات” والمركبات العامة في محطات المواصلات بالاضافة الي اصحاب مواتر “البودا بودا” وعمال “الدرداقات” وباعة متجولين والفنانين والقائمة تطول وهذا ليس لجرم اقترفوه في حق احد.. ابدا، كلما في الامر ان لبسهم وشعر رأسهم لم يعجب سعادة المفتش الجديد، والسؤال الذي يجب ان يجيب عليه سعادته: ماذا لو تخلى المجرمون المزعومون طوعا عن (فلفلة الشعر وتنصيل البنطال) وظلوا يمارسون مهنتهم الاجرامية بهئية مختلفة، كيف ستعرفهم الشرطة؟ وهل هناك مجرماً يميز نفسه عن الناس بالزي الذي يرتديه حتى يتم إلقاء القبض عليه وتقديمه للعداله؟

هل هذا منطق سليم ؟ والاجابة قطعا .. (لا) هذا منطق معوج جداً والمجرم يتستر ويتدرع ويحمي نفسه بكلما يملك حتى يضلل الآخرين ويبعد عن نفسه الشبهات.

هذا الاسلوب المتبع في محاربة شباب يفلفلون شعرهم ويرتدون بناطلين ناصلة أسلوب نسخه (كيزان الحركة الشعبية) من اخوتهم في الرضاعة (كيزان الاخوان المسلمين) الذين حاولوا أسلمة المجتمع السوداني سابقاً وفشلت كل حيلهم ودعواتهم الفطيرة ولا ادري أي مشروع ديني يريد كيزان الحركة الشعبية تطبيقه في جنوب السودان ولكنه حتما سيفشل، لانه لايوجد قانون ديمقراطي في الكون يمنعك من ارتداء الملابس التي تريدها.

أما فلفلة الشعر وتنصيل البنطلون فهذا شيء طبيعي يناسب سن الشباب … يرتدون الموضات ويقلدون ملابس الشخصيات المشهورة حتى في مشيتهم، واذا قرر هؤلاء الشباب غداً ان يمشون على الارض بطريقة معينه كما كان يمشي ويرقص مايكل جاكسون هل سيقوم مفتش الشرطة بإلقاء القبض عليهم وقص شعرهم وتكسير ارجلهم حتى لايقلدون مايكل جاكسون او الفيس برسلي او جون تراڤولتا؟ …. يا راجل!!!!!؟

 

اطلقوا سراح هؤلاء الشباب الأبرياء أو قدموهم لمحاكم وحاكموهم وفقاً للمواد القانونية التي خالفوها واعلنوا ذلك للناس ودعوهم يحضرون محامييهم للدفاع عنهم أمام المحاكم واثناء سير الجلسات ، أو اطلقوا سراحهم فوراً واعتذروا لهم الاعتذار اللائق اذا كانوا غير مذنبين وفِضوها سيرة والله يرضى عليكم

 

ألقاكم

Translate »