وكتب محمد عثمان… الى الفاعلين والمهتميين
واجومانيوز
بقلم : محمد عثمان جبريل
واجومانيوز
من خلال مراجعة التجارب والتاريخ واضح جليا ان الحروب عموما تصنع واقع انساني مزري جديد ،ينتقل فيه المتأثرين بالحرب من اماكن اعتادو البقاء فيها الى اماكن جديدة لم يألفوها ،او اجبرو الى التهجير اليها وغالبا تختلف عن السابقة في البيئه والدين والثقافة وسياسات العمل وغيرها.
ولكن للانسان قدرة على التاقلم والتكيف اذا أتيحت الفرصة على ذلك .
ونجد ان اكثر ما يعيق هذا التكيف مقارنة باوضاع اللاجئين السودانيين في جنوب السودان الغالب منهم تاثرو بترك اعمالهم التى تعودو ان يعدوها مثل المدرسين والقانونيين والصيادلة والمحاسبيين وعموم الموظفين الحكومين وغيرهم وكل ذلك بسبب ظروف الحرب واصتدموا بواقع معيشي جديد يجب عليهم ان يتاقلموا معها، بكل تفاصيلها الجديدة. وبكل صدق اعتمد الغالب منهم على المساعدات الانسانية من قبل منظمات المجتمع المدني التى تدعم مثل هذه الاوضاع وللاسف غير كافية حيث تبلغ مجملها ١٠ دولار شهريا للفرد وهذا المبلغ ضئيل جدا بالنسبة للاحتياجات الشهرية والملاحظ ان اكثر الفئات الموجودة فى معسكرات اللاجئين في جنوب السودان هم الشباب وهذا ناقوس خطر لان وجودهم من غير عمل سوف يسبب جرائم كثيرة اذا لم تجد التوظيف الصحيح وكل تقارير الشرطة في المعسكرات تشير الى ارتفاع معدلات الجريمة اسبوعيا من بلاغات سرقة واحتيال وتعدي على ممتلكات الغير بدون وجه حق .
لذلك من خلال هذه النافذه ارجوا من المنظمات المانحة للاجئين في جنوب السودان وخاصة منظمة (Across) ان تعمل على ايجاد توظيف لهؤلاء اللاجئين من الجنسين وتدريبهم على الاعمال الحرفية مثل النجارة والحدادة والسباكة والكهرباء باقسامهما والتطريز وغيرها حسب رغباتهم وميولهم حتى تسهل عملية الاندماج في المجتمع المستضيف وان يصبحو قادرين على العمل والمساهمة في تطوير ومساعدة انفسهم وخفض معدلات الجريمة والبطالة وتقليل الاعتماد على المساعدات الانسانية التى تاتي كل فترة ولا تكفى احتياجات اللاجئين .
وهذه مسؤلية تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني وكل الفاعلين والناشطين في دولة جنوب السودان الذين يعملون بجهد على توفير خدمات للفارين من ويلات الحروب من لاجئين ونازحين .