كتبت تهاني اجاك …. انقذوا اللاجئين بولاية النيل الأبيض 

واجومانيوز

بقلم:تهاني اجاك

واجومانيوز 

نتطرق اليوم عبر هذه النافذه لندق ناقوس الخطر لواقع أليم يعيشه لاجئين جنوب السودان بالمخيمات في ولاية النيل الأبيض، حيث يواجهون تحديات جمه ،صحية  وغيرها، أقل ما توصف بالمأساوية ، حيث يفتقدون لأبسط المقومات الاساسية وتزداد معاناتهم خاصة مع تزايد نزول الأمطار مؤخراً.

بحكم تواجدنا كناشطين نكون دوما مهمومين بقضايا الآخرين ونعكس ما يمر بهم من ظروف عصيبة، محاولين تسليط الضوء و تخفيف الصدمات الواقعة عليهم في حدود امكانياتنا. ما اريد الإشارة إليه هنا هي وصف ما نراه كل يوم بأم أعيننا ونحن عاجزين بفعل شي ينقذهم من هذا الواقع لضعف الامكانيات والقدرة، وضعف الصوت حتى نتيجة لعوامل أخرى مرتبطة ببيئة المضياف.

مايحدث بمعسكرات اللاجئين في ولاية النيل الأبيض السودانية من حيث الوضع الصحي، وصل لدرجة يمكن وصفها بالكارثي خاصة على الفئات الاكثر ضعفا كالاطفال والذين اصبحوا ضحايا (هذه الظروف) .

اذ تشهد جميع المعسكرات ارتفاع كبير في الوفيات بصورة مروعة كما أشارت صحيفة “واجومانيوز” في خبر لها ان معدل الوفيات وسط الأطفال داخل المعسكرات بلغت ٧ الى ١٠ طفل في اليوم الواحد داخل كل معسكر تقريبا ، نتيجة لضعف الاستجابة الاسعافية لحالات المرضى وقلة الرعاية الصحية المتوقعة من جانب اخر ،نسبة لانتشار امراض متعددة كالحصبة و الاسهالات المائية ، سوء التغذية علاوة على ذلك ضيق ذات اليد للقدرة علي دفع فاتورة العلاج بالعيادات الخارجية بالمعسكر او دور العلاج الخاصة في المدن المجاورة ضف إليها الكثير من الاسباب التي لا يسع البوح بها هنا.

 

أما بالنسبة لكبار السن و ذوي الامراض المزمنة أصبحوا ضحايا أمراض أخرى لا تقل خطورة، و ينعدم علاجها مثل السكري والضغط و امراض الفشل الكلوي والسل و الكبد الوبائي والتي يمكن ملاحظة انتشارها بمعسكرات اللاجئين بولاية النيل الابيض وادت الى حالات وفيات تبدو ظاهرة للعيان في اكتظاظ المقابر و علو اصوات نواح احبتهم المكلومين يغني عن السؤال.

خاصة مع وجود مركز صحي واحد فقط في كل معسكر من معسكرات اللاجئين ال ١١ الشرقية و الغربية للنيل (الجمعية ، خور الورل ، ام صنقور ، الرديس١ ، الرديس ٢؛ الكشافة ، جوري ، العلقايا، دبة بوسن ، القناعة و ابو ضلوع).

والملاحظ ان تلكم المراكز بها مساعد طبي كاعلي درجة في التيم الطبي و طاقم مكون من فنيين صيدلة و معامل، بجانب ممرضات وقابلات، إذ فر اغلب الأطباء الذين عملوا بتلك المراكز الصحية لضعف المرتبات والاهتمام من الجهات المختصة.

فمع زيادة عدد السكان بالمعسكرات بعد نشوب الحرب بالخرطوم، وفرار الالاف من النازحين، واختارهم اللجوء إلى المعسكرات فاقمت من خطر انتشار الامراض وسط اللاجئين، وتطورت لدرجة ان أصبحت كارثة نسبة لعدم وجود إمكانيات احتوائها اوكيفية تقديم العلاج، فالملاحظ مثلا ان المركز الصحي يستقبل اعداد كبيرة من المرضي وقد يطول صف الانتظار بل، ويمكن ان لا تجد طريقك للوصول الي حجرة المساعد الطبي في الاخر، وفوق ذلك ان كنت محظوظا تطالب بالفحص في العيادات الخارجية و شراء الدواء ( بقروش من جيبك) اذ يوجد فقط فني معمل و لا يوجد معمل للفحص، وقد تجد صيدلية للدواء و لكن رفوفها مليئة بادوية لمعظمها مسكنات فقط ،وغالبا ينتهي الدواء قبل أن يغطي جميع الحالات.

 لذلك نجد ان معظم اللاجئين حسب الظروف التي سلف ذكرها يلجأون الى بيع جزء من حصتهم الغذائية حتى يتمكنوا من دفع فاتورة العلاج، وبعضهم اذا فشلوا في الحصول علي المال الكافي لشراء الدواء من الصيدلية يختارون التداوي بالاعشاب اذ يقومون بذلك بانفسهم في الغابات البعيدة من المعسكر ،ينقبونها من جذور الاشجار و لحاءها واوراقها بحثا عن ترياق بدل من الموت مرضا بمعسكرات اللجوء

عليه وفي ظل ضؤ الظروف الصحية العصيبة التي يمر بها اللاجئين بولاية النيل الابيض ،ندق ناقوس الخطر، ونداءاً إنسانيا عاجلا للمنظمات الدولية والمحلية حتى المبادرات المجتمعية لإنقاذ أرواح اللاجئين الجنوب سودانيين الذين ضاقت بهم الظروف حد الموت.

تم

Translate »