وكتب تيكواج فيتر …الانقلابات وتجدد خطاب تصفية الاستعمار
واجومانيوز
بقلم :تيكواج فيتر
واجومانيوز
اصطحبت الانقلابات العسكرية في منطقة غرب افريقيا تجدد خطاب تصفية الاستعمار، فقد كانت تصفية الاستعمار جزء من شعارات وأهداف قادة حركات التحرر الوطني، التي تبلورت في خطاباتها في خمسينيات القرن العشرين، بحيث كان لا يتركز على الجلاء المادي للمستعمر من أراضي مستعمراتها في أفريقيا وأفرقة المؤسسات المدنية والأمنية، إنما إمتد إلى ما تركه المستعمر من آثار ثقافية وإنسانية وسياسية واقتصادية.
فمن ضمن الآثار الثقافية كان التركيز على محاربة لغة المستعمر وثقافاته في افريقيا، ولكن لم يفلح الأفارقة في ذلك، فقد ظلت معظم الدول الأفريقية تعتمد لغات المستعمر كلغات رسمية لها، وربما كان المبرر في ذلك عدم وجود لغة جامعة بين معظم شعوب الدولة الأفريقية، وهو ما جعل من لغات المستعمر لتكون من ضمن وسائل تحقيق الاندماج الوطني الذي يمثل اللغة المشتركة أحد مقوماتها.
فيما يتعلق بالآثار الإنسانية هو تعويض الإنسان الأفريقي عن ما عاشه من معاناة وظروف قاسية غير آدمية، وكذلك فشلت الدول الأفريقية في رفع هذه المعاناة عن كاهل الإنسان الأفريقي، فمازالت شعوبها تعيش ظروف إنسانية قاسية.
بينما الآثار السياسية في محاربة النظم السياسية التي تركه المستعمر، أي بالأحرى رفض الليبرالية الغربية وتبني معظم الدول الأفريقية الاشتراكية كأيديولوجية لتوجهاتها السياسية، والتعاون مع المعسكر الشرقي تحت قيادة الاتحاد السوفياتي حينها، وهو مشهد يكاد يتكرر خاصة عقب القمة الروسية الأفريقية بقيام النيجرون برفع أعلام روسيا الاتحادية، كإشارة لتفضيل التعاون معها في مواجهة ورفض التعاون مع الغربي (فرنسا والولايات المتحدة الأميركية).
والآثار الاقتصادية في جعل الأفارقة يستفيدون من مواردهم والاعتماد على الغرب، والتحرر من نهب الموارد الأفريقية والاستغلال الاقتصادي الذي يرسخ الأيديولوجية الراسمالية والامبريالية الغربية. وفي هذا أيضًا فشلت الدول الأفريقية، إذ تفشى الفساد في دولها وصارت دولة القارة الأفريقية تصنف بالأكثر فسادًا في العالم.
ففي ظل فشل تصفية الاستعمار بل أصبح هناك اعتماد سياسي وامني واقتصادي على الدول الاستعمارية السابقة، في دعم الحكومات الأفريقية والتحالف معها، وتقديم الدعم ومعونات انسانية والاقتصادية وتوفير الحماية للأنظمة الافريقية بتأسيس قواعد عسكرية فيها.
فهل يمكن أن يكون الانقلابات في منطقة غرب أفريقيا وطريقة انتشار عدوتها من دول إلى الأخرى، بداية لبدء مشروع حقيقي لتصفية الإرث الاستعماري والنهوض بدول هذه المنطقة؟