وكتب انقوك مليك..هل ضروري مناداة الرئيس (بابا ) مقابل السُلطة؟ 

واجومانيوز

بقلم :انقوك مليك اكوك 

واجومانيوز 

 

ما الذي يتطلب التطبيل والتمجيد وتقديس في الوقت الحالي ،وقت الذي تعرى فيه كل شئ على الملاء وقت الذي يعلم الكل بتفاصيل الحياة السياسية وتقلباتها، وقت الذي يخلو فيه الوطن من اي انجازات تجعل الناس تمدح وتمجد الرئيس، وقت الذي يعاني فيه انسان جنوب السودان من المجاعة والفساد وسؤ الادارة في جميع مؤسسات الدولة، وقت الذي تشرد فيه مواطني ولاية شمال بحر الغزال نتيجة للمجاعات المتكررة في الولاية، الوقت الذي علق مواطني البلاد الفارين من حرب السودان في مقاطعة الرنك والجودة بلا ماوى ولا مسكنا لهم.

 

وفي كل هذه الاوقات يظهر الحاكم تونق اكين نقور في صورة طفل الرئيس الذي لم يتجاوز العقد وينادي بعلو صوته (بابا ) في حملة دعم حكام بحر الغزال مرشح الحركة الشعبية للإنتخابات المزعومة.

 هذا يعتبر اسلوب جديد في عالم السياسة والتطبيل والتعظيم والتمجيد ، وهذا لا يصدر إلا من شخص ضعيف محدود القدرات دخيل وغير مرغوب فيه، ويمكن تحت اي لحظة من اللحظات يتم تغييره مثل السابقين.

 اذن ما جدوى في ان تهين نفسك وتمزق كرامتك امام الحشود والصحافة والاعلام وانت تنادي الرئيس بطريقة هستريًا (ليلي بابا جاء * ليلي بابا جاء ) دون مرعاة لعامل السن الذي بينك وبين الرئيس، وهل ينجي مناداة الرئيس باسم بابا من الإقالة، وكيف سيكون شعور الحاكم تونق اكين إذا ناداه شعب بحر الغزال باسم بابا، بمن فيهم الشيوخ الذين اكبر منه سنًا، هل سيرضى بذلك، أو كيف سيشعر الحاكم إذا ناداه أحد مستشاريه الأكبر سنا باسم بابا، هل سيقبل ويقول نعم يا بني ماذا تريد؟

 

أنا متأكد كل التأكيد بأن الرئيس لم يرضيه ذلك لكنه راضي بما قاله جيمس واني إيقا ولام بوث وبول ميل وحاكم البحيرات وواراب لأن حديثهم لم يكن به مزايدات وإن كان لا يرتقي لمستوى قضايا الشعب.

هل يظن تونق اكين بأن هذا يجعل الرئيس يحتفظ به حاكمًا لولاية شمال بحر الغزال الذي جاء اليه حاكمًا من حيث لا يتوقع؟

وهل عندما تنادي الرئيس ( بابا ) يكفي ان تكون في منصبك ولن يقيلك من منصبك، وهل يعقل ان يتم شراء السلطة بكرامة الانسان واهانة النفس وشعب ولاية شمال بحر الغزال الذي تمثله في كافة المنابر، ام ماذا تريد ان ترسل لنا بخطابك هذا، ألم ترى كيف تحدث زملاءك من حكام الولايات الاخرى؟ هل تريد ان تجعل الرئيس طاغيا ودكتاتوري لا صوت يعلو إلا صوت التمجيد والتعظيم؟… هذه الأسئلة تحتاج إلى الإجابات من قبلكم معالي الحاكم وأنت في كرسيك مستريحا ببالك.

 

ما يعلمه الحاكم تونق اكين نقور ويتجاهله هو ان ولاية شمال بحر الغزال مرت عليها حكام منهم عسكريين ومدنيين ومنهم من له علاقات وطيدة مع رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت لدرجة لم يتخيل الناس يومًا ما انه سينتهى تلك العلاقة باجراء روتيني كتغيير في المناصب وقد وقع على احدهم صدمة جعله يتمرد على الرئيس والدولة رغم ثقته في نفسه وفي الرئيس الذي يفوق ثقة ابن ادم بخالقه.

 كان الرجل الذي تمرد لا يرى احد امامه غير الرئيس حسب تصريحاته وكان يقول لا يمكن ان ياتي احد الى الرئيس الا به وهو طريق الحق والحياة في السياسة داخل ولاية شمال بحر الغزال ولا ياتي احد إلا من خلاله مما جعل كثير من ابناء اويل يختارون معارضة الرئيس بسبب تمسكه برجل يرى نفسه إله مصغر في ولاية شمال بحر الغزال وكان يصدر تلك الايات والعجايب باسم الرئيس قبل أن ينزع منه الرئيس تلك الروح والمسحة وانتهى به الامر في المنفى والان ينادي بالسلام كباب للعودة.

اذن السيد الحاكم لا يوجد ما يستدعي كل هذا العناء وانت رجل لا يقل عمرك عن عمر الرئيس ولديك اطفال مثله يستقبلونك ليلي بابا جاء ليلي مثل ما تريد ان تستقبل الرئيس، ولدي الرئيس ايضا اطفاله يمكن ان يستقبلونه فمن الناحية العمرية فانت في السن الرئيس نفسه ان لم تكون دفعته فانتما جيل واحد، وقبل كل شئ انت الان ليست (تونق اكين نقور فقط حر يفعل ما يشاء ويتصرف كما يريد ويقول ما يريد قوله، فانت حاكم ورئيس الحزب في الولاية، انت ممثل شعب ولاية شمال بحر الغزال من كبيرهم حتى الصغير ،و الحدث لا يتطلب التمجيد وتعظيم وتقديس بل يتطلب طرح خطاب واضح وموضوعي بصفتك رئيس اللجنة المنظمة لحملة دعم مرشح الحزب حتى يعلم الحضور الاسباب الحقيقة وراء تمسكم بمرشحكم.

كنت أتوقع منك في كلمتك الضائعة أن تشكر أعضاء لجنتك الذين ساهروا الليالي وتكبدوا المشاق من أبيي وكواجوك ورومبيك والمواطنين الذين قضوا اصعب يومين في مدينة واو، بل كان الأجدر بالحاكم تونق اكين أن يذكر كيف استقبل المجتمع المستضيف اخوتهم في الإقليم، حيث فتحوا بيوتهم ومدارسهم وميادينهم وشوارعهم وفنادقهم ترحابا بوفود لجنتك المؤقرة لكن كما قلت في السابق، إتضح بأن المناسبة كانت أكبر بكثير من قدراتك وحصل ما حصل.

Translate »