لسنا صناع المعرفة والفكر والعلم ، بل كمبرادوريات تسوق المعرفة والفكر
واجومانيوز
بقلم : صموئيل بيتر
واجومانيوز
الكثافة الاعلامية الليبرالية و تبعياتها الخطابية و المعرفية ، جعلت الشعوب الشرقية و الافريقية مستلبه بتقليد الميكانيكي الظاهري للانساق معرفية وفكرية وسلوكية بشكل أعمى من دون إدراك أهمية النظرية المعرفية ونقد العلم ( الابستمولوجيا) لتعامل مع تلك الانساق في إطار روح التراث والثقافة المحلية لانتاج معارف و نظريات وفلسفات تدفع بالمجتمع نحو التقدم وتسهم في تقدم الحضارة الانسانية وفك الهيمنة الغربية،
فالحضارة الغربية الحالية هي نتاج تراكم معرفي وعلمي انساني ، فيها جينات معرفية لكل شعوب الارض ، طورتها الغرب بالنقد العلمي والمعرفي عبر فلاسفته و علمائه و رواد الاعمال مما أثراء السياسة والاقتصاد والاجتماع و الثقافة و دفعاتهما نحو التطور و التقدم بشكل لانهاية ،وولادة العولمة و تكنولوجية.
أما في العالم الشرقي والافريقي، لم يتم التعامل مع تلك الانساق (المعرفية والعلمية) بشكل نقدي ابستملوجي لتلائم واقع التراث الثقافي والمعرفي المحلي ، بل تم استيراد و استهلاك تلك الانساق بشكل خام ومخل انتج كمبرادورية علمية ومهنية وفكرية وثقافية، راسمالية تم بذلك نقل الانساق المعرفية والفكرية بشكل سطحي بفعل غياب ثقافة العلم والفلسفة والمعرفة وهيمنة العقل الوسيط الذاكري الببغاوي لتعيد انتاج الهيمنة و التبعية ،وأصبحت المجتمعات عبر مؤسساتها العلمية والاكاديمية ،الاقتصادية، الثقافية الاجتماعية ،الصحيةوالسياسية الفكرية، تقودهما العقلية الكمبرادورية تسوق مخلفات فكرية عالجت أزمات و علل المجتمعات الغربية والتي لا تعني بالضرورة تطابق المعالجات لأزمات وعلل مجتمعاتنا.
نحن في حاجة فعلية لتثوير كامل وهذا لايتم من دون ان ندرك وندرس الفكر والمعرفة والفلسفة الغربية وحضارتها ومراحل تطورها بعيدا عن العقل الناقل الوسيط المعرفي حتي نغوص في أعماقها لاكتشاف مناهج وعناصر هيمنتها وقوتها و استخدامها كاسلحة وأدوات ضد الهيمنة والتحرر المعرفي الفكري بالعقل الناقد عبر النقد العلمي والمعرفي ، حتي نساهم في صناعة المعرفة والفكر الانساني و ليس كمبرادوريات تُمارس دور التسويق والنقل المعرفي .
صمويل بيتر اوياي
٥-٩-٢٠٢٠