قِرَاءةٌ فِي مُسْتَقْبَلِ وِلَايَةِ أَعالي النِّيل في عَهْدِ الحَاكِم جيمس أوضوك أوياي 

واجوما نيوز

بقلم: رمضان أجاك أيانق 

واجوما نيوز 

١.

إنَّ الحَدِيث وتحديد مُسْتَقْبَل وِلايَة أعالي النِّيل في الوقتِ الحالي، مَرْهُونٌ بِقَائِدهِ الَّذِي تَمَّ تعيينه حَدِيثَاً، هنروبول جيمس أوضوك أوياي، خلفاً لرفيقه الفريق الأمني أوبضوك أيانق أني، حَاكِم وِلَايَة أعالي النِّيل السَابِق.

 

لَكِنَّ ثَّمَة سُؤال مُوضُوعِي يَطَرَحُ نفسه هنا: لماذا نَقُولُ إنَّ مستقبل الوِلَايَة مرهونٌ بقائده؟ الجواب، لأنَّنَا نرى في شخصه المتواضع الحِنْكَة السِّيًاسِيَّة والقَاعِدة الجَمَاهِيْرِيَّة الغفيرة العَرِيضَة الَّتِي هي بِمَثَابةِ مؤشرٌ حَيوِيٌّ سيأتي بنتائجٍ مُثمِرَة تُسَاعِدُهُ في خلقِ صَّدَاقَات وبناء خطاب جديدة، يسُوده رُّوحُ السَّلام والاستقرار في الوِلاية، بين المكونات الإثنية الَّتِي تعيش في وِلاية أعالي النيل، لأننا نعلم أنَّ وِلاية أعالي النيل؛ هي الآن مِنْ أصعب ولايات يمكن إدارتها، ألَّا مِن خِلالِ قائدٍ يَحْمِلُ حِنْكَةً سِّيَاسِيَّة وعلائق متينة مع كافة القيادات المجتمعية والأكاديميين والسِّيَاسِيين مِنْ أبناء الوِلاية، لتقريب وجهات النظر.

 

تقتضي الأوضاع القائمة بالوِلاية في الوقت تلحالي، مِنْ هنروبول جيمس أوضوك أوياي، حاكم وِلاية أعالي النيل، الاستفادة مِنْ أخطاء الحاكم السابق، وأن يُعِيدُ النظر في سِّيَاسَّاتِهِ وشكل حُكُومَتِهِ، وعليه أيضاً تعيين والتَعَامُل مع شخصيات مرموقة في جميع الأصعدة لكيما يُسَاعِدُونُهُ في تحقيقِ برنامجهِ وأهْدَّافِهِ دون الميول إِلَى الجِهَاتِ الَّتِي يَنْتَمِي إليها، ووضع خُطط وبرامج يَتَعَامَّلُ بها مع الجماعات المسلحة داخل الوِلاية، وأن يُطالِبُ كُلُّ القوات والتشكيلات العسكرية، بضرورة إخراج جميع أسلحتهم وآلياتهم مِنْ العاصمة ملكال، والتمركز في مناطقهم بعيداً جداً، والبحث عن كيفية إعادة دمج وتسريح تلك القوات والتشكيلات خارج العاصمة ملكال، وأن يخلق قنوات مُبَاشِرَة مع القيادة السِّيَاسِيَّة في المَرْكز للبحث عن حلولٍ مشتركةٍ تُسْهِمُ في معالجة المشكلات والأزمات المُسْتَوطِنَّة في الوِلاية. وأنْ يكون هذا التعاون عبر قنوات في شكلِ تقارير دَورِيَّة وفَوْرِيَّة أو عَاجِلَّة عِنْدَ حُدُّوث الأزمات دون تجاوزات.

 

بالإضافةِ إِلَى تَأَسِيس طَّاوِلَة الحِوَّار تكونُ مَدْخَلٌ لتحقيقِ السَّلَام الاجتماعي والسِّيَاسِي والاقتصادي تعالج الاضطرابات الأمنية المختلفة بِالوِلايةِ، والناجمة عن التفلتات والأحداث المُؤسِفَة الَّتِي ظلت تتكرر.

أضف على ذلك مِلَف الأمن والأمان داخل الوِلاية. هذه القضايا الوَطَنِيَّة الحَيْوِيَّة المُلِحَة بحاجةٍ إِلَى شخصهِ في الوقتِ الحالي لإنقاذ الوِلايَة مِنْ تفشي الأحداث الَّتِي تَخْلِقُ التصدعات والمؤامرات، وإعادة الطمأنينة والوِئَام لِوِلاية أعالي النيل العريقة.

٢.

 

العُنصر الثاني يتمحور في مِلَف عودة المواطنين إِلَى دِيَارهم، وهذا المِلَف الحَيْوِي يتطلبُ العمل الجماعي بين حُكُومة الوِلاية بالتعاون مع كُلُّ الجِهَات المُخْتَصَّة؛ لأنَّ عَوُدَتِهِم يعتبرُ خُطوةٌ إيجابية لعودة الوِلايَة إِلَى مكانها وسَابِق عهدها؛ لأنَّ الاستقرار يأتي مِنْ خلال مُشَارَكة المواطنين في الحَرَاك على كافةِ الأصعدة.

 

هُنَالِك تَحْدِّيَات وصعوبات ستواجه الحاكم هنروبول جيمس أوضوك أوياي، في هذا الشأن مِنْ المشكلات المتشابهة، لكن تبني أهداف إستراتيجية واضحة مِنْ قبل شخصه سَتُسَاعِدُه في جلبِ الاستقرار وإعادة التعايش السلمي الاجتماعي، وستكون حصاد أعظم لبناء إنسان الولاية بعد تأثره بواقع عنف العنفاء والصِرَاعَات الدائمة منذ ٢٠١٣م، وتشفي وتعافي مِنْ جروح الحرب العميقة الَّتِي أصابتهم في الفترة المَاضِيَة.

٣.

 

المِلَفُ الثالثُ هو عَوُدَة المواطنين مِن خِلالِ وَضَع منهجية تسهم في التصدي على الصراعات الإثنية الَّتِي ضربت الوِلايَة في الفترات السابقة، ومازلنا نخاف على حدوثها مُجَدَدَاً، لكن الآمال الآن مَعْقُودَةٌ على الحاكم المعين حديثاً، هنروبول جيمس أوضوك أوياي، عن طريقة وضع منهجية جديدة وسِّيَاسَّات تُسهِمُ في بِنَاءِ الحِوَّار مِنْ احقاقِ السَّلَام، وَمُخَاطبة مشكلاتهم بالموضوعية، وإدارة جيدة حتى تجد أراضية مواكبة ومشتركة تساعدهم في التعايش السلمي، وعودة الحياة الاجتماعية والثقافية القديمة في ولاية أعالي النيل؛ لأنَّ تاريخ هذه الولاية هو أنها كانت حاضنة تحتضن كافة مكوناتها، رغم الاختلافات المتعددة.

 

كذلك هناك ضرورة الإعتماد على العقل وتأسيس مَنابِر اجتماعية تقود مبادرات اجتماعية عبر الجماعات المدنية المختلفة؛ لأنَّ التحويل الاجتماعي يتماشى مع وضع أجندة تسهم في حلحلة تلك المسائل بأدوات متنوعة، خاصة الإعتماد على الإعلام بمختلف أنواعها ليكون صوتاً يسهمُ في توصيل رِسَّالة السَّلَام بين المجتمعات في أعالي النيل، لأنَّ الإعلام قوة متينة يجمع شملنا كأبناء ولاية أعالي النيل ويسهمُ في تصحيح مسار الواقع الحالي لبناء واقع أفضل وضرورة خلق أنشطة ثقافية بين الثقافات لتشكيل ثقافة السَّلَام والاستقرار والتعايش السلمي الاجتماعي.

٤.

 

يعتبر ملف السَّلَام، مِنْ أبرز وأهم المِلَفَات الضرورية، وعلى حاكم ولاية أعالي النيل الجديد، هنروبول جيمس أوضوك أوياي، أن يجعله مِن أولوياته؛ لأنَّ طبيعة الأوضاع الراهنة في الولاية، تتطلب العمل في تفعيل مِلَف السَّلَام الاجتماعي والتعايش السلمي بين المكونات الإثنية بالولاية، ولم ينجح هذا الملف إلَّا مِنْ خِلال اعتماد الحاكم على استقطاب وجهاء المجتمع المحلي والجمعيات الاجتماعية والثقافية ورجال الإدارة الأهلية ورجال الدين، بهدف خلق الاجماع في الولاية، ووضع خارطة إستراتيجية تسهم في بناء الحِوَّار تحت العنوان: “الحِوَّار مِنْ أجل التسامح والوئام بين مكونات ولاية أعالي النيل”؛ لأن الحِوَّار إشارة نحو إزالة التَحْدِّيَات وخلق قنوات مُبَاشِرَة لِمُعَالَجَة كُلُّ المُشْكِلَّات المُسْتَوْطِنَّة، إذ يعتبرُ فُقْدَان الثِّقَة بين المجتمعات في وِلايَة واحدة مِنْ العقبات والتَحْدِّيَات الَّتِي ستقف سَدَاً مَنِيْعَاً أمام مشروع التحول الاجتماعي والاستقرار في الوِلايَة على جميع الأصعدة حَتَّى يَتَمَكَّنُ سِّيَادَتُهُ مِنْ بِنَاءِ الثِّقَة وخلق حلقة تعاونية تجمع تلك الجماعات.

Translate »