حول زيارة البابا إلى جوبا

واجوما نيوز

بقلم : باطومي ايول

اسئله متعددة تدور في اذهان الكثير في البلاد حول زيارة البابا فرانسيس إلى جنوب السودان، و ما يمكن أن يترتب عن ذلك.

دعونا نتفق ان مطلب شعب جنوب السودان تكمن فقط في حلول سلام دائم تشمل كل ربوع البلاد، التى أضحى حلما يراود كل فرد.

صحيح أن قداسة البابا سبق وان قبِل رجلي رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت، ونائبه الاول الدكتور رياك مشار يتوسلهم بأن يأتوا بالسلام ويعملوا من أجل السلام فقط.

معلوم أن البابا فرانسيس كان من المتوقع أن يصل إلى جوبا من قبل ولكن تم تأجيل الزيارة لأسباب متعلقة بصحته، برغم ورود عوامل كثيرة يعتقد أنها كانت السبب وراء إلغاء الزيارة وقتئذاك.

يحظى قداسة البابا بمكانه خاصة لدى (الروحانين) بمعنى لا يمكن أن نتوقع ان يكون حديثه خاليا من رسائل المحبة والسلام.

 

دعونا نقل ان رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت كاثلوكي (ملتزم)، ويكن للبابا احترام خاص ،لذلك تحضيرا لما قاله قداسة البابا من قبل بشأن السلام والاستقرار في البلاد فإن الزيارة ستكون بمثابة جرد للحساب والوقوف على الوعود الذي قطعه رئيس الجمهورية من قبل أمام الله وقداسة البابا، لذلك سيصبح السؤال ،،هل التزم كير ومشار بما قطعوه بأن يعملا من أجل السلام، ؟ وهل حل السلام بالفعل؟ هل شمل الاستقرار كل أركان البلاد،؟هل تم تنفيذ الاتفاقية المنشطة نصا وروحا؟ وما حال الوضع الأمني في مناطق أعالي النيل، والاستوائية وابيي؟ هل خرج المواطنين من مخيمات حماية المدنيين في جوبا وبانتيو، وملكال؟ هل عاد اللاجئين من أوغندا، السودان، مصر ،اثيوبيا،كينيا، إلى ديارهم الأصلي في جنوب السودان؟ هل تم بالفعل تنفيذ بنود الترتيبات الامنية؟ هل تم تنفيذ الفصل الخاص بالعدالة الانتقالية؟وهل انعكس الاستقرار النسبي على الوضع الاقتصادي في جنوب السودان على شعبها؟ وكيف نقييم واقع الإجماع السياسي المطلوب لانها احدى محددات الاستقرار السياسي ( موقف الحكومة من مفاوضات روما)؟ علما ان زيارة قداسة البابا فرانسيس يتزامن مع نهاية الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام المنشطة التي من المتوقع أن تنتهي بنهاية هذه الشهر ، ومع بداية خارطة الطريق التي طرحتها الحكومة.

 

اعتقد ان جملة هذه الأسئلة بلا شك تدور في اذهان الكثير من المتابعين، والقيادة السياسية في البلاد فهي في الحقيقة مطالبه بأن تكون امينه وصديقه مع نفسها للإجابة عليها أمام قداسة البابا، وان لا تلبس جلباب المكر والمراوغة السياسية في ردها ! لان كل شيء واضحا للعيان.

لذلك ليكن زيارة البابا بمثابه عهد جديد لبث روح المسؤلية الاخلاقية للقيادة السياسية في البلاد، باعتبار أن القائمين بأمر الدولة مكلفين من أجل تأدية واجب وطني خالص بعيداً عن الدوافع الشخصية، بمعنى أن المسؤلية المباشرة لتوقيع الاستقرار السياسي في البلاد تقع على عاتق كل فرد يتبوا منصب سياسي أو اداري حسب الهيكلة الحكومية. فهو مطالب لمراعاة مصالح الشعب فقط لا أكثر.

لذلك اعتقد ان الزيارة سوف يلزم رئيس الجمهورية لبزل المزيد من الجهد لتحقيق الإجماع السياسي في جنوب السودان، برغم تعقيداتها لكنها مطلب مهم لتأكيدالعهد المقطوع بشأن تحقيق السلام في ربوع البلاد. سيدفع الزيارة بضرورة استئناف محادثات روما التي توقفت قرابة الستة أشهر لأسباب متعلقة بالقضايا المطروحة.،اعتقد ايضا ان الزيارة ربما سينعكس على تفاصيل خارطة الطريق الموقعة، بجانب دعوات الأطراف السياسية الاخرى بضرورة إجراء مؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضايا الوطنية وبرامج خارطة الطريق.

سيفتح الزيارة ملفات كثيرة متعلقة بالاوضاع الأمنية في البلاد لمناقشة أسبابها ودوافعها ما إذا كانت سياسية ام خلاف ذلك..

ادعو رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت إلى ضرورة اغتنام الفرصة لمراجعة مسيرته السياسية الطويل، بجرد حساب ما قدمه لشعبه وما اصاب شعبه في كل ربوع الوطن ،وان ينظر إليهم بعين الاعتبار، مضمنا الحق في العيش الكريم ،وحقه في الأمن والأمان، حقه في التنمية ،حقه في العدالة الاجتماعية، حقه في التنمية المستدامة، حقه في الممارسة السياسية، حقه في الحرية.

 

باطومي ايول

صحفي/مؤسس ورئيس تحرير صحيفة “واجومانيوز ”

الإلكترونية، وناشط مدني

٢ فبراير ٢٠٢٣م

 

 

Translate »