واجومانيوز تنشربيان مهرجان ديرك الثقافي

واجوما نيوز

واجوما نيوز

“الثقافة و الفن هما مفتاح التعرف على أنفسنا”

الراحل ديرك الفريد

 

مهرجان ديرك الثقافي فعالية سنوية شاملة تهدف لتخليد ذكرى الأستاذ ديرك أويا الفريد، الذي فارق الدنيا بعد مشوار حافل بالعطاء في شتى ميادين العمل الثقافي والمسرحي في السودان وجنوب السودان. وهو – ديرك – يٌعتبر بلا منازع من العظماء الذين تركوا بصمة واضحة في بلادنا؛ و خلف إرثاً مجيداً يتطلب من الجميع تتبعه بغية تحقيق الأهداف التي افنى حياته من اجلها، و هي النهوض بالثقافة كعامل رئيسي و رافد مهم في بناء الأمة و تعزيز الوحدة والمصالحة كأدوات لاغنى عنها، في انجاز المشروع الوطني المتمثل في دولة تعتز بتاريخها وتحتفي بالقواسم المشتركة في تراثها الثقافي والمعرفي.

 

  إبتدرت فكرة المهرجان مجموعة من الفاعلين في الحقل الثقافي، من تلامذة، زملاء، أصدقاء، وعارفي فضل الأستاذ ديرك، الذين جمعهم به مشروع طموح يتجسد في الإيمان العميق بأهمية الفعل الثقافي والعمل الإبداعي في تشكيل الوعي الجمعي وبناء الهوية الوطنية، ويأتي المهرجان كتجسيد صادق و تجلي ساطع للإلتزام بإستمرار جذوة ذلك المشروع متقدة، لذا فاقامة مهرجان سنوي بإسم الراحل يهتدئ برؤاه، وافكاره، وتكمل مابداه من مسير، إنما هو الوفاء الأمثل والتخليد الأجمل لسيرته العظيمة.

 

يأتي المهرجان في نسخته الثانية هذا العام تحت شعار: “الثقافة كمعبر لبناء الأمة”، تماشياً مع الفكرة التي ظل يؤمن بها الأستاذ ديرك أويا الفريد، وهي العمل من أجل أن يتخذ الفعل الثقافي في بلادنا شكلاً مؤسسياً، فيقدم إجابات عملية عن الأسئلة المتعلقة بالهوية والتنوع، وكيفية توظيف الثراء الثقافي الذي ينعم به بلادنا في العملية التنموية ويفتح النوافذ بين جميع تلك المكونات، و يُرسخ للحوار الثقافي باعتباره محوراً رئيسياً في بناء الذاكرة الوطنية، ولذلك سوف تتنوع أنشطة المهرجان ما بين المسرح، الموسيقى، و الفن التشكيلي، إلى جانب معرضاً للصور واخر للكتاب ضمن الفعاليات الرئيسية، و التي تتمثل في مجموعة من الأوراق العلمية و الحواريات التي تدور حول إرث الأستاذ ديرك الفريد، و إسهاماته المتفردة و الاًصيلة في الحركة الثقافية بالسودان وجنوب السودان.

 

عملا ًبالتوصيات التي خرجت بها النسخة الأولى من المهرجان2021، وتقديرا ً للرموز و الشخصيات التي ساهمت في وضع اللبنات و الملامح الرئيسية للحركة الثقافية و الإبداعية و الفنية في البلاد منذ بواكيرها، و إعترافاً بما قدموه و احتفاءاً بما خلفوه من إرث تسير عليه الأجيال اللاحقة، يأتي إختيار الأستاذ السماني لوال ارو ماج، ليكون شخصية المهرجان في نسخته الثانية؛ حيث سيتم تسليط الضوء على مسيرته الثرة بوصفه واحداً من الرواد الطليعيين في العمل المسرحي و الفعل الثقافي على مستوى السودان و جنوب السودان، كما سوف يجري تكريمه على ما قدم و ما زال يُقدم من عطاء غير محدود.

 

السماني لوال، بعطاءه الثر وإسهامه الفذ، يُعد احد المفكرين الوطنيين الذين كانت بصماتهم فارقة سيما في وضع اللبنات الاولى للحركة المسرحية في جنوب السودان، ونقل الثقافة من كونها ممارسة عادية إلى نبض في قلب المقاومة، بل و الأهم من ذلك جعلها عنصر توحيد للمجموعات الثقافية المختلفة، ليس في جنوب السودان و حسب بل في كل ارجاء الهامش السوداني، وذلك عبر تجربته المسرحية و كتاباته العميقة في التعريف بالجانب المهمل من التراث في اشكاله المختلفة، ما اعاد الاعتبار لتلك الجماعات الثقافية، وهي تحتفي بمختلف الانماط التعبيرية من رقص وغناء وثقافة مادية متعددة الاوجه وغير مادية، وقد لقي في سبيل ذلك عنت السلطة وصلفها حيث تعرض للمضايقة و الاعتقال المتكرر، كونه ناشط ثقافي يتعامل مع التعبير الثقافي كواحدة من طرق بعث الوعي القومي دون مواربة، وقد تجلى ذلك في اطلاق فكرة “مسرح المراح” و “جماعة كوتو” التي تحولت فيما بعد إلى مركز ثقافي بمعية رفاق دربه الأستاذ ديرك الفريد والأستاذاستيفن افير اوشلا، وقد ذاع صيت المجموعة الفنية الصغيرة التي تهتم بالرقص و فنون الاداء الاستعراضي،وتحولت إلى واحدة من التجليات النادرة والمتفردة من حيث النجاح، التي شهدتها الحركة الفنية و المسرحية في السودان وجنوب السودان وعلى مستوى الاقليم قاطبة.

 

والمهرجان إذ يدخل عامه الثاني مواصلاً ضخ الزخم في المشهد الثقافي، يقدم جزيل الشكر للجهات التي انجحت النسخة الأولى، و هي مركز النهضة الثقافي، جمعية الأمل الثقافية، مدرسة الفنون، الموسيقى والدراما بجامعة جوبا،هيئة جنوب السودان للبث، صحيفة الموقف، قناة ساوث ون، تالينت ميديا، ان دي ان، جوبيك للاعلان، أعضاء مجموعة كوتو، إلى جانب أسرة الراحل واصدقاءه.

 

تود اللجنة المنظمة للمهرجان إغتنام هذه السانحة، لتشير إلى أن الدورة الحالية تأتي نتيجة رعايات واسعة من عدد مقدر من المؤسسات الوطنية العامة والخاصة ذات الاهتمام المشترك، والتي اسهمت رعايتها في وضع المهرجان على طريق النجاح؛ الشكر لجامعة جوبا التي تكرمت باستضافة جميع فعاليات المهرجان، الشكر لدار رفيقي للطباعة والنشر التي تكفلت بجزء كبير من ميزانية المهرجان، الشكر للشركات الوطنية التي قدمت الدعم بطرق مختلفة: مطاحن بليسينق للغلال، شركة ريز قروب، شركة ماثيو و اولاده، تالينت ميديا،ذاك للطباعة و الإعلان, إن.دي.إن، شركة شيلو أنا،نونو للمناسبات, مركز أورباب الثقافي، هيئة جنوب السودان للبث، راديو مرايا، صحيفة الموقف، مركز جنوب السودانل للاستراتيجيات و دراسة السياسات، مركز التنمية و البحوث ,اعضاء مركز كوتو الثقافي، كما لا يفوتنا التنويه بالمساهمة الفعالة من بعض وزراء الحكومة القومية و كبار المسؤولين. تأتي تلك الرعايات لتؤكد ما ظل يؤمن به الأستاذ ديرك الفريد من أن التشبيك بين مختلف الجهات الأهلية والعامة و القطاع الخاص، هو صمام الأمان لاستمرار المشروعات الثقافية والمؤسسات الابداعية في بلادنا.

 

ايماناً بضرورة وصل اجيال الإبداع وتحفيز المهتمين بالعمل الثقافي يستعد المهرجان في نسخته الثانية لإطلاق جائزة تحمل اسم الراحل في واحدة من ضروب الابداع، يتم تحديدها مسبقاً في مجالات ” المسرح، التشكيل، الكتابة الإبداعية، والسينما”، وسوف تُخصص لها لجنة فنية، تقوم بوضع معايير و شروط المشاركة المطلوبة للاعمال المقدمة من أجل المنافسة كل عام، وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات والجهات ذات الصلة، و الطموح هو أن تتحول المسابقة إلى نطاق أوسع من المحلية, إلى الاقليمية والعالمية.

 

في الختام تود اللجنة المنظمة دعوة الجماهير الى المشاركة بالحضور في أنشطة وفعاليات المهرجان المختلفة، والتي سوف يشهدها المجمع الرئيس لجامعة جوبا (مجمع أطلع برا)،في الفترة من 10 نوفمبر إلى 18نوفمبر 2022م، كما تنوه للجمهور في خارج البلاد إلى أنه يمكنهم المتابعة عبر المواقع الرسمية للمهرجان في وسائط التواصل الاجتماعي.

 

#derik_cultural_festival

#culturalheritage

#culruralevents

Translate »