خطاب غوتيريس في يوم الشباب الدولي ١٢ اب أغسطس ٢٠٢٢م 

واجوما نيوز

واجوما نيوز- نيويورك

يقف الشباب في الخطوط الأمامية للنضال من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع. وقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الحاجة الماسة إلى تحقيق ما يسعى إليه الشباب من تغيير مفضٍ إلى التحوّل – ويجب أن يكون الشباب شركاء كاملين في هذه الجهود.

 

الأمين العام، أنطونيو غوتيريش

يُحتفل بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 آب/أغسطس لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر. واقتراح شباب اجتمعوا في عام 1991 بالعاصمة النمساوية فيينا للدورة الأولى لمنتدى الشباب العالمي فكرة يوم الشباب الدولي، حيث أوصى ذلك المنتدى بإعلان يوم دولي للشباب لجمع تمويل يدعم صندوق الأمم المتحدة للشباب بالشراكة مع المنظمات الشبابية.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد وافقت في عام 1999 على اقتراح المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب —الذي عقد في العاصمة البرتغالية لشبونة في المدة من 8 إلى 12 أغسطس 1998— في ما يخص تعيين يوم 12 أغسطس بوصفه اليوم الدولي للشباب. ويتيح هذا اليوم فرصة للاحتفال بأصوات الشباب وأعمالهم ومبادراتهم وتعميم مشاركاتهم الهادفة. ويتخذ الاحتفال صورة مناقشة على غرار البث الصوتي على الإنترنت (بودكاست) من الشباب وإليهم. كما تنظم فعاليات تذكارية بشكل مستقل في جميع أنحاء العالم للتوعية بأهمية مشاركة الشباب في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

موضوع عام 2022: التضامن بين الأجيال: خلق عالم لكافة الأعمار

الهدف من يوم الشباب الدولي لعام 2022 هو إسماع الرسالة التي مفادها أن هناك حاجة للعمل عبر الأجيال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب ألا يتخلف أي فرد عن ذلك الركب. كما يُراد من هذه المناسبة كذلك إذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز ضد كبار السن، مما يؤثر بالتالي في فئتي الشباب وفي كبار السن، فضلا عن آثار الضارة على المجتمع ككل.

 

والشيخوخة هي قضية معقدة وغالبًا مهملة في الجوانب المتعلقة بالصحة وبحقوق الإنسان وبالتنمية، فضلا عن أن لها تأثير في كل من السكان من فئتي الأكبر سنًا والشباب في كافة أنحاء العالم. وفضلا عن ذلك، تتقاطع التحيز العمري مع أشكال أخرى من التحيز (من مثل العنصرية والتمييز على أساس الجنس)، وهو ما يؤثر على الناس بطرق تعيقهم عن استغلال كامل إمكاناتهم والمساهمة مساهمة شاملة في مجتمعهم. ويسلط التقرير العالمي عن التمييز علي أساس السن الذي أصدرته الأمم المتحدة في مارس 2021 الضوء على تواصل إبلاغ الشباب عن المعيقات المرتبطة بالعمر في مختلف مجالات معايشهم من مثل التوظيف والمشاركة السياسية والصحة والعدالة. كما يحدد التقرير كذلك التداخلات بين الأجيال باعتبارها واحدة من الاستراتيجيات الرئيسة الثلاث لمعالجة التحيز العمري. ويمكن أن تؤدي الأنشطة المشتركة بين الأجيال كذلك إلى شعور أكبر بالترابط الاجتماعي وتقوية التضامن بين الأجيال.

والتضامن عبر الأجيال هو مفتاح التنمية المستدامة. وبينما نقترب من العام الثالث من جائحة كورونا، فإن من المهم بشكل خاص التعرف على هذه الحواجز المرتبطة بالعمر ومعالجتها لتحقيق ❞إعادة البناء بشكل أفضل ❝ بطريقة تعزز نقاط القوة والمعرفة لدى كافة الأجيال.

الاستجابة الشبابية لجائحة كورونا

في حين تؤثر جائحة كورونا في جميع الشرائح السكانية، يضطلع الشباب بدور رئيس في إدارة هذه الجائحة وإدارة جهود الانتعاش والتعافي منها. وبالرغم من الجهل بتأثير هذا المرض في الشباب، فإن برنامج العمل العالمي للشباب أتاح للحكومات تفويضا لضمان تلبية احتياجات الشباب من خلال خدماتها. وفي هذه الظروف، فإن من المهم التوكيد على أن إسماع أصوات الشباب جنبا إلى جنب مع أصوات المرضى والمجتمعات المحلية في ما يخص طرح ما يلزم من تدخلات صحية وغير صحية استجابة لجائحة كورونا .

 

إن بناء قدرة الشباب بما يمكنكهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الصحة وتحمل المسؤولية عنهاهو كذلك عنصر رئيسي في برنامج العمل العالمي. وفي هذا السياق، يعد التثقيف الصحي وتعزيز الصحة العامة وإتاحة المعلومات المرتكزة على الأدلة هو أمر مهم جدا في مكافحة انتشار جائحة كوفيد- 19 وتأثيرها، وبخاصة ما يتصل بتحدي وقف انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت. وسيكون دور الحكومات وكذلك منظمات الشباب ومجموعات المجتمع ضرورية لضمان نشر المعلومات الصحية العامة الموثوقة. فالشباب يستخدمون تقنيات الإنترنت لنشر معلومات المتعلقة بالصحة العامة بطرق جذابة، من مثل مقاطع الفيديو، لتعزيز المفاهيم الفاعلة مثل السبيل الصحيحة لغسل اليدين أو لشرح كيفية تعيين مسافات التباعد الاجتماعي بما يصون الأنفس.

 

وبدأ المبدعون الشباب بالتفاعل بالفعل مع ظاهرة تفشي الفيروس من خلال ابتكارات التأثير الاجتماعي. ففي جميع أنحاء العالم، تُطّور عدد من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب الرامية إلى إخراج الدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر أو تقديم الدعم للسكان المتضررين فعلا من الجائحة. وفي حين أن معظم تلك المبادرات هي مبادرات طوعية (على سبيل المثال، الشباب الذين يعرضون التسوق وتقديم الطعام لكبار السن أو الأشخاص المعرضين للخطر)، فإنها يمكن أن تتشكل كذلك في أطر مؤسسات اجتماعية. وتدعم عديد محاور الابتكار التكنولوجي التي يديرها الشباب الشركات الناشئة لتطوير حلول فعالة لمعالجة جائحة كورونا . فعلى سبيل المثال، يعرض مختبر في نيجيريا تقديم الدعم المالي والبحثي والتصميم للمشاريع المتعلقة بجائحة كورونا

 

 

Translate »