عقب تمديد الفترة الانتقالية..سيناتور أمريكي يهاجم كير ومشار .. ويطالب إدارة بايدن بعدم دعمهما
واجوما نيوز
تقرير: باطومي ايول
تتوالى ردود الأفعال الدولية على تمديد الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام المنشطة 2018، ولم تقنع الحجج التي ساقتها أطراف الاتفاقية المجتمع الدولي، وكانت هذه المرة من عبر خطاب داخل الكونغرس الأمريكي،والذي كان أكثر حدة من سابقاته تجاهالنظام السياسي لجوبا، وتلا الخطاب السناتور باتريك ليهي، وظهر فيه لأول مرة وصف حكم أمراء الحرب، فما طبيعة هذا الخطاب؟.
أمراء الحرب الفاسدين
اعتبر السناتور باتريك ليهي خلال خطاب له قدمه جلسة أمام الكونغرس الأمريكي في السادس من أغسطس الجاري، أن شعب جنوب السودان ظل أسيراً لحكم لأمراء الحرب الفاسدين في جنوب السودان
وأنه على الرغم من تحقيقه حلمه بالاستقلال عن السودان ظل يدفع ثمن اطماع وجشع وصراع أمراء الحرب على السلطة وتنافسهم على الموارد، ويعاني يومياً من ويلات الحرب.
عجز الترويكا
وذكر ليهي أن اتفاقية السلام الشامل التي استغرقت سنوات من المفاوضات، ورعتها دول الترويكا (الولايات المتحدة الأمريكية – بريطانيا – النرويج)، وقادت لانفصال جنوب السودان عن السودان، ووفرت خارطة طريق للاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية إلا أنها ظلت عاجزة، وترى بأعينها التدهور الذي أصاب الدولة الفتية، ولا تقوم باتخاذ إجراءات رادعة تجاه القادة الجنوب سودانيين.
اللغة الحادة
وفي تطور لافت احتدت اللغة المستخدمة للمؤسسة التشريعية الأمريكية تجاه النظام السياسي في جوبا، وصف ليهي رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت والنائب الأول د. رياك مشار بـ (أمراء الحرب )، وانهما استوليا على السلطة، و تصارعا بينهما في حرب دامية دفع ثمنها الأبرياء، وعلى الرغم أنهما لم يتم انتخابهما، وأشار لتحكمهما منفردين بالمشهد السياسي.
المسؤولية الأخلاقية
وحمل السيناتور الأثنين اللذان تحولا من عدوين المسؤولية الاخلاقية ما وقع في جنوب السودان طيلة تلك السنوات، وذلك لأنهما يديران السلطة التنفيذية، وفشلا في تحويل تطلعات الاستقلال التي ظل يبحث عنها الشعب الجنوب سوداني، وخيانة اماله في تحقيق الرفاه والعدالة والحرية بعد أحد عشر عامًا.
وتابع في خطابه أن جنوب السودان مصاب بحالة الشلل السياسي، ويعيش شعبه أزمة إنسانية آخذة في الاتساع، والناجمة عن عنف القوات الأمنية التابعة للحكومة، بالإضافة لوقوع الفيضانات الشديدة، والارتفاع الشديد في أسعار الوقود، والنقص الحاد في الغذاء، وبجانب نزوح ملايين الأشخاص من ديارهم بسبب القتال والفيضانات والجوع.
الهروب الانتخابي
وأتهم باتريك قادة جنوب السودان بالسعي للتهرب من خوض الانتخابات، وتمديد فترة بقائهم في مناصبهم، ونوه لافتقار ذلك للشرعية الشعبية، وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام نفسها التي وقعوا عليها في 2018، ونصت على إجرائها في ديسمبر القادم.
وواصل السيناتور هجومه العنيف على رئيس الجمهورية ونائبه الأول، وقال أنهما اتفقا على تمديد حكمهم الاستبدادي لمدة سنوات أخرى، وقطع بأن الخطوة التي قاما بها لم تتم مشاورة شعب جنوب السودان فيها، وأنه لم يوافق عليها.
درع برلماني حكومي
وحول إجازة البرلمان الانتقالي لقانون الاحزاب السياسية الجديد، أنتقد ليهي إصرار النواب الموالين لكير على اجازته، وشكك بشروط تسجيل الأحزاب في القانون الجديد، ورأى أنها تعمل على الحد من تأثير السياسيين الذين يمكنهم تشكيل تحديًا خطيرًا لاستمرارية هيمنة القادة الحاليين على السلطة، وقال: (ان التغيير تم من قبل الكتلة البرلمانية الخاصة بكير وصادقت عليها البرلمان برغم المقاطعة والاعتراضات الجادة من الأطراف الأخرى).
وثيقة بلا معنى
وأوضح السيناتور الأمريكي أن كير ومشار حولا اتفاقية السلام المنشطة إلى وثيقة بلا معنى،و بدل أن يقوما بتنفيذ بنودها، وجدد هجومه عليهما، وأنه بدلاً من أن يسعيان لترسيخ السلام والازدهار للشعب، قام بترسيخ الديكتاتورية والفساد والعنف والبؤس ولم يخضعوا للمساءلة حتى.
الشروط المستحيلة
واعتبر باتريك جميع المواقف والإجراءات الأخيرة تشكل أدلة كافية على تصميم كلاً من كير ومشار على التمسك بالسلطة بشتى السبل أياً كانت النتيجة، وأضاف أنهما جعلا شروط إجراء انتخابات حرة ونزيهة مستحيلة، وتمسك بضرورة عقدها بموعدها.
تحذير ومطالبة فورية
وحذر ليهي رئيس الجمهورية والنائب الأول كير ونائبه من أن العالم يراقب تماما ما يفعلانه تماما، طالبهما بوقف الاعتقالات التعسفية، والاعتداءات الجنسية ، والاغتصاب، والاختفاء القسري، وقتل القادة الدينيين، والمجتمع المدني، والسياسيين ، وإحقاق العدالة للضحايا.
كما طالب السناتور بإطلاق جميع سراح المعتقلين تعسفيًا الحاكم السابق لشمال بحر الغزال كويل اقوير كويل، والقس أبراهام شول فوراُ.
مبادرة الفاتيكان
وفي خطابه شدد باتريك على ضرورة تقديم الدعم القاطع للمجتمع المدني في جنوب السودان، والحركات المؤيدة للديمقراطية فيه، مثل الائتلاف الشعبي للعمل المدني (PCCA)، ولفت انتباه مجلس الشيوخ إلى مبادرة الفاتيكان للسلام والوحدة والمصالحة في جنوب السودان في أوائل يوليو، وذلك لأنها تهدف إلى تحقيق السلام في البلاد.
دعوة ودعم للخارجية
ودعا ليهي إدارة بايدن للاستماع إلى شعب جنوب السودان، وأكد دعمه الشديد للخطوات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الخارجية الأمريكية برفضها الاستمرار في دعم اتفاقية السلام المنشطة.
وحث الاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، ولا سيما الرئيسان الأوغندي والكيني الأوغندي يوري موسيفيني وأوهور كينياتا بالضغط على الطرفين، ومواجهة حقيقة أن الاتفاقية المنشطة التي ساعدوا في التوسط فيها تم تخريبها من قبل قادة جنوب السودان، وعلى اتخاذ إجراءات مماثلة لرفع أي مظاهر الدعم لبقاء الإثنين في السلطة.
المنبر الجديد
وناشد الإدارة الأمريكية بالانضمام الى الجهود الدولية الرامية إلى إنشاء منبرسياسي جديد لجنوب السودان، وذلك من أجل مواجهة واقع عدم جدوى إجراء انتخابات ديمقراطية في الظروف الحالية، وجدد انتقاده لخطوة تمديد الفترة الانتقالية، وولاية كير ومشار، واصفاً إياها بغير المقبولة، ويجب وقفها.
وأوضح أن الواقع الحالي يحتاج إلى حوار سياسي جديد، وواسع النطاق يشمل جميع الأحزاب والمنظمات السياسية بجانب المجتمع المدني الذين أيدوه، وأنه يجب أن يركز على تحقيق كيفية تحقيق السلام والاستقرار خارج حدود تقاسم السلطة، وإعادة تأكيد الرؤية المشتركة لجنوب السودان، وبناء توافق في الآراء بشأن المسائل السياسية والدستورية، وإنهاء العنف، وإنقاذ الأرواح، وتوحيد الأمة ، والتحضير لإجراء انتخابات.
ويراعي الأحكام الرئيسية لاتفاقية السلام المنشطة، ومخرجات ونتائج الحوار الوطني لجنوب السودان
وقال في ختام كلمته : ( حان الوقت لفعل ما هو مطلوب لمساعدة شعب جنوب السودان للعودة إلى طريق تحقيق تطلعاته في الحرية والديمقراطية).