لماذا يجب تأخير الانتخابات العامة في البلاد؟
واجوما نيوز
بقلم: د.جوشوا جرمايا
ترجمة: باطومي ايول
واجوما نيوز
قبل أسابيع قليلة من الان ، كان هناك نقاش جاد دار حول ما إذا كان هناك احتمال لإجراء الانتخابات العامة كما المقرر إجراؤها في عام 2022 وفقًا لاتفاقية السلام المنشطة لنزاع السياسي في جمهورية جنوب السودان . النقاش ابتدرتها بعض الناشطين المدنيين في الخارج الذين اتهمت الحكومة فيها بانتاهاج سياسة استلاب الوقت والتكتيك في عدم تنفيذ الاتفاقية بصورة متعمدة من جانب وعرقلة عملية التحول الديمقراطي في البلاد.
و ردا على كل هذه المطالبات قامت حكومة الوحدة الوطنية للفترة الانتقالية بالرد عبر مكتب السكرتير الصحفي الرئاسي السيد اتنج ويك أتنج طمأن فيها الشعب بأن الانتخابات العامة ُستجرى في يونيو ٢٠٢٣ حسب ما نص عليها اتفاق السلام و أن أطراف الاتفاقية يطالبون بجدية تهيئة الاجوا حتى تتمكن التنظيمات السياسية بأن تستعد بحلول نهاية الفترة الانتقالية من اجل ممارسة العملية الديمقراطية في البلاد، لأن معظم هذه الأحزاب قد وقعت على الاتفاق بعضها تتميز بصبغة سياسية وعسكرية ، مما يعني أن تلك الكيانات بحاجة إلى أن تعطى ما يكفي الوقت حتى يتمكنوا من تحويل أنفسهم من حركات مسلحه إلى تنظيمات سياسية وذلك من خلال آلية الترتيبات الأمنية على النحو المنصوص عليه في أحكام اتفاق السلام المنشطة ،
فإذا نظرت إلى الوتيرة والتحديات التي تواجه عملية التنفيذ ، سنجد في تقديري أنه من المستحيل إجراء الانتخابات التي كان مقررة إجراؤها في يونيو ٢٠٢٣م ، لان القوات الموحدة لم يتم تخريجها فما زال تحت التدريب في مراكز التجميع، ولم يتم إنجاز الكثير من الإصلاحات في القطاعات الحكومة الثلاثة، بالإضافة،إلى ان اللاجئون والمشردون داخليا ما زالوا تحت رعاية وحماية المجتمع الدولي ، وأيضا الحكومة لم تتوصل بعد الى اتفاق مع الجماعات الرافضة والغير منضوية تحت لواء حكومة الوحدةالوطنيةللفترةالانتقالية، ومع ذلك ، لذلك لتحقيق عملية التحول الديمقراطي السلمي في البلاد لن تكون بهذه السهولة إذا كان جنوب السودان لا تنعم بسلام ولها اقتصاد قوي ومستقر، ففي الحقيقة نعلم ان الدولة تعتمد فقط وبشكل كامل على عائدات النفط اضافة الى الديون الخارجية التي تضاخمت الان وهذا بالطبع لا يعني أن شعبنا ستستمر بهذه الطريق من الحكم عبر اتفاقيات سلام بين النخب السياسية دون مشاركتها في عملية صنع القرار ، ولكن مع ذلك وخاصة في هذا الوقت بالذات المطلوب هو الثقة القوية بين الأطراف السياسية المختلفة لأحداث سلام دائم وملموس في البلاد من خلال التنفيذ الكامل لما تبقى من بنود إتفاقية السلام المنشط، اهمها صياغة الدستور الدائم الذي سيحكم العملية الديمقراطية كآلية وقائية قانونية لن تسمح بمزيد من الاضطرابات والحروبات في البلاد. اعتقدان لهذا السبب ، نحن مواطني جنوب السودان بحاجة بشكل جماعي إلى العمل الجاد لتحقيق سلام دائم قبل الاندفاع إلى العملية الانتخابية من خلال تشكيل جيش موحد ومحترف ونظام اقتصادي قوي ، وخلق مناخ سياسي موات ، وقبل كل ذلك يجب تحقيق المصالحة بين مكونات المجتمع، كما قال القس مارتن لوثر كينق جونيور ذات يوم “(لا يمكن للظلام أن يطرد الظلام ، الضوء فقط يمكنه فعل ذلك ، الكراهية لا تستطيع طرد الكراهية ، الحب وحده هو من يفعل ذلك)” نهاية الإقتباس . لذا دعونا نضع المحبة والوحدة وروح الإخاء كحجر الأساس الذي يمكننا أن نبني عليها جنوب السودان.