مستويات الوعي “الانسنة”
واجوما نيوز
بقلم : انور يل
واجوما نيوز
– الي وقت قريب كنتُ مثل الكثيرين الذين يعتقدون انفسهم “واعيين” اي بلغوا الحد الأدنى منها بحكم ما قراءت من كتب و مجلات …الخ ، الي ان دخلت كورس غير مجري تفكيري كلياً ، وهو “البرمجة اللغوية العصبية” . جلكم قد يكون سمع بها ، لكن قلة قليلة الذين دخلوا الكورس ، كانت صفعة عنيفة للوعي الذاتي “الانا الصغرى” .
– كنت شديد الحرص علي التبحر في “الوعي” حتي وقع في يدي كتاب نوعي عليكم اقتناءه “تجاوز مستويات الوعي” لدكتور : ديفيد ر. هاوكينز . وهو كتاب عاصف و قيّم جداً لرواد التنوير و الوعي بالتحديد . وهو كتاب مرجعي لأنه يتضمن عدة بحوث و خلاصات عميقة يتوجب الرجوع عليها .
هذا الكتاب علل تشريحياً مشكلات الانسان الافريقي و بالتأكيد نحن لسنا استثناء ، بناءً علي مستويات “الوعي” . و حدد مستويات الوعي “الكمي و التراكمي ، الوراثي ، المكتسب ..الخ .
– مستوي الوعي هي القدرة حالة الادراك الشديد و تتدرج بدءً “1-1000) ، ارتبط وجود الوعي بوجودنا وهي الحقيقة البديهية التي من خلالها الخطى لطريق الادراك الشخصي لذاتك و لمقدراتك و تأثيرها للأخرين من حولنا .
– نشوء الوعي :
– نشأ الوعي بوجود الانسان وفق فرضية “جدلية” ان الانسان البدائي “هِمّج” ظهر كبرعم بدأً “لوسي” قبل ثلاثة مليون سنة ، ثم تطور الي إنسان “نيانديرت” ، كروماغنون ثم “هومو” حيث تتراوح مستويات الوعي (80-85) تقريباً حسب مقياس لوغاريتمي ، و خلال 600عام الماضية ظهر في افريقيا السلف المحتمل للإنسان الحديث او “الواعي” مع مستوي وعي تتراوح من (80-85)لوغ ، هذا الانسان البدائي مستوي اندماجه اقل و عدواني يقتاد تجاه “الغرائز” دموي جداً لا يمانع في ارتكاب الفظائع ، بل يمجدها باعتقاده الفطن انها بطولات و انتصارات .
تدرج الوعي بدءً من “العصر الحجري مروراً بالعصر البنسلفاني و البرتينزوريك” .
– الوعي الحديث – “الانسنة” :
عند مستوي وعي اقل من “200لوغ” يشتد الانا البدائية او جوهر قمة النرجسية “الانانية” وهي بداية النشاز المصلحة الذاتية و الاستخفاف بحقوق الاخرين بل هضمها ، تصاعد النظرة التنافسية . و هنا تتكتل البشر ضمن مجموعات “ولاءها لها” لحماية انفسهم و مصالحهم – مثل الحيوانات “مملكة الثديات ، مملكة الطيور” ، و يصنف كمستوي حرج يميز فقط بين (الحق و الباطل) ، هنا يقل الحوار و التقبل ، المراعاة للأخر الانسجام ، و يكثر الاستعلاء و الندية الاغتياب و العنف كوسيلة للتعبير و الحوار و فرض الآراء و الهيبة ، تكثر فيه الاعتقادات المتجذرة لذلك يصفها العلماء “بمستوي الافتراس” لان بقاءك يحتم عليك القضاء علي الاخرين باعتبارهم “منافسون ، خصوم ، اعداء” و يسميها اللغة الحديثة (التملك التنافسي للخصومة) .
– الانسنة “الوعي :
– او الوعي الحديث هي فوق نسبة 200لوغ هنا تتغير فيزيولوجيا الدماغ بشكل دراماتيكي و تتغير فيه طبائع الانسان حتي في مملكة الحيوان يتحول المفترس إلي الأليف ، و تتم البروز بالاهتمام برفاهية الأخرين و بقائهم و سعادتهم بشكل ملفت .
– مستويات الوعي :
– هناك فئة من البشر وصلوا لمستوي الوعي الف – لوغ ، عبر التاريخ و يتم الاشارة لهم “بالرسل العظام” و هم مؤسسو الاديان العظيمة ، و كذلك العلماء و المخترعين المستكشفون …الخ ، الذين تجاوزوا الوعي الذاتي المحدود الي الوعي الكوني اللامحدود ، يسمي ذلك “بالتنوير” مستويات الوعي اللامتناهية . عند ولادة بوذا كان مستويات الوعي 90لوغ ثم ارتفع مع ولادة السيد المسيح الي 100لوغ تطور تدريجياً الي ان وصل 205 لوغ .
– جرة قلم
– الدلالات لتدني الوعي لمجتمعات “الفقر الشديد ، المجاعة ، امراض المستوطنة ، ارتفاع معدلات الولادات و الوفيات و انخفاض معدل الاعمار فيها ، الاضطرابات المدنية و الحروب القبلية و الوحشية و قسوة المفرضة كأدوات فاعلة للسوك الجمعي لتلك المناطق . 78% تحت مستوي التقييم 200لوغ ، فالدلالات القائمة و المنطوية علي فشل القادة ً الفساد ، تهاوي الدول ، انهيارها ، هو انموذج لتدني الوعي ، او ارتفاعها لدي بعض القادة الذين يستغلونها من شأنه خدمة مصالحهم و سطوتهم .
– أخر سطر
– الوعي اساس التغيير- الانتقال من مربع لمربع اخر مخطط و معروف مسبقاً هو التغيير ، و هذا لا يتم الا بتوافر عنصر “الوعي” . و للوعي اركان اساسية وهي (المعرفة ، الخبرات ، المهارات) . المعرفة هي مجموع العلوم و المعلومات التي تمتلكها في مجال معين او عدة مجالات ، الخبرات – خلاصة التجارب الحياتية الفاشلة او الناجحة التي مررت بها ، و اهم عنصر للوعي هي – المهارات – لان من دونها لا يمكننا المضي و التطور و كذلك السمو فوق مع نعرف و ما لا نعرف . كل ذلك ينعكس ايجاباً في “سلوكنا ، افعالنا ، طريقة تفكيرنا” حينما نعي تكون المسؤولية قد تضاعفت .
– امتلاكك للمعرفة يقودك لتعلم المهارات التي تودي بدورها الي الخبرات . لذا نجد ان الوعي أهم عنصر لسمو الادمية و الانسانية جمعا ، و العنصر الاساسي للنمو الذاتي من دونها ينحصر دور الفرد في خدمة اهداف الاخرين و استهلاك نفسه فيما لا ينفعه او يفيده .
– هل هناك وصفة سحرية “لبلوغ الوعي” .!؟ للأسف الاجابة لا – لانها مستويات متارجحة و يمكن ان تنخفض هذه النسبة كل ما توسعت الماعون ، اكبر صفعة للوعي الذاتي تلقيتها في حياتي كان دخولي لكورس “البرمجة اللغوية العصبية” ربما جاءت في توقيتها . يعد نقلة رهيبة في حياتي بالأخص المستوي الاول “الوعي الذاتي” . لخص الكورس مأساتي و معاناتي فيما “اعرف و ما لا اعرف” مع نفسي و الاخرين ، من اين نكتسب سلوكنا وتصرفاتنا ، الخرائط الذهنية ، الفرضيات الخاص بالاتصال ، الواعي و اللاواعي . كان الامر نقلة نوعية غيرتني في وقت وجيز . اولي مراحل الوعي ان “تعرف نفسك ، تحدد وجهتك ، و كيف ستصل اليه ، ما الذي يعيقك” .
– خلاصة القول – الوعي من عدمها مسؤولية مشتركة تبدأ من الشخص ذاته و تمتد للمجتمع و الحكومات ، و اول درجات الوعي “التعليم” كوسيلة مشتركة للترقي التنوير بين كل الاشخاص وصولاً للجمعي –
– عدم الوعي باختصار – تتلخص في حالة السُكر الشديد و اللاسُكر ، لان السكران في ذمة الواعي . “مع اعتذاري للذين يشربون دون الوصول لحالات السُكر الشديدة” لان شرابهم بوعي يحول درن إنجرافهم نحو السُكر الشديد و من ثمة يحدث ما لا يحمد عقباه .