أزمة البطالة وسط المتعلمين في البلاد

واجوما نيوز

 

بقلم: الور كوال الونج

واجوما نيوز 

في الوقت التي تعاني فيها دولتنا جنوب السودان العديد من الازمات تعد التعليم وتفشي الجهل و الأمية في طليعتها عززت من واقع الانتاج المحلي نسبة لعدم تسخير إمكانيات المتعلمين الذين تلقوا نصيبهم من العلم والمعرفة في حياتهم، واذ نجد في الجانب الآخر من القضية أزمة التضخم لقطاع المتعلمين والخريجين في البلاد التي تبدو واضحا للعيان ، تسببت بذلك “بطالة المتعلمين” إذ تعد أزمة حقيقية يحتاج لتفكير عميق لمواجهتا والسعي بشكل حثيث في كيفية ملازمة الحلول الناجعة والمناسبة.

فوجود عدد كبير من المتعلمين نالوا شهادات إكمال مسيرتهم العلمية ولهم شهادات جامعية وفي ذات الوقت لا يجدون وظائف تستوعبهم بكل تاكيد تعد جريمة حقيقية، ومشكلة لا يعفو عنها مستقبل البلد ولا بديل في الأمر الا من خلال العمل على معالجتها بشكل جذري ، فبسبب مشاكل بطالة المتعلمين أصبحت المنظمات الغير حكومية العاملة بجنوب السودان تجد نفسها أمام تهديدات من المجتمعات بشكل متكرر وفي اماكن مختلفة بالبلد كانت أخرها بمنطقة البيبور التي هددت شبابها المنظمات العاملة في مجال العون الانساني بتلك المناطق المنقطعة عن الدولة والخدمات الحكومية التي كانت لابد من توفرها ، إذ منعت شباب منطقة البيبور المنظمات العاملة بمناطقهم بالعمل وامهلتهم حوالي ٧٢ ساعة لمغادرة المنطقة بسبب عدم توظيف تلك المنظمات أبناء المنطقة مما أدي سحب تلك المنظمات ما يقارب ال٧٠ عاملًا من عمال الاغاثة التابعة لها ، اذ يفسر الامر موضوع عدم تشغيل او إعطاء فرص العمل للهولاء الاكفاء الذين لهم القدرة للعمل الاداري المكتبي.

ما أود قوله هنا هي مسالة الحسابات العادية ” الخاسر و الرابح “من تلك الخطوة التي بدرت من شباب المنطقة واعتقد أن الخاسر الاول هو إنسان المنطقة والمواطن البسيط الذي يحتاج لتلك الاغاثات والخدمات المقدمة من تلك المنظمات ولكن تصادم المصالح بين المتعلمين الذين يطمحون لإيجاد موطئ قدم في تلك المنظمات أو شغل جزء من تلك الوظائف التي يعتقدون أنها من نصيبهم كبناء المناطق التي تعمل فيها تلك المنظمات، وهذا هو مربط الفرس الذي نسعى لمناقشته هنا حتى نترك الامر للعقل لكي يتحدث، لذلك من المهم جدا علينا تقديم مصلحة المواطن المغلوب على امره علي مصالح الفئات المشحونه بالأنانية التي قسمت دولتنا ومزقتها ،ومن هنا أدعو كل الشباب المتقدرين وحاملي الشهادات الجامعية إلى إتباع الطرق الصحيحة للتوظيف في تلك المنظمات بدلاً من استغلال جهل البسطاء وأصحاب الوجع وهم سبب وجود تلك المنظمات بتلك المناطق ،والكل يعلم تماما أن مناطق عديدة في جنوب السودان هذا العام في حاجة ماسة لتلك المنظمات وخدماتها بسبب السيول والفيضانات التي تشهدها البلد هذه الايام بجانب ضعف الدولة في تقديم الخدمات التي يحتاجها مواطني تلك المناطق، عليه أدعو شبابنا بالتريث وتقديم مصلحة المواطن علي مصالحهم الخاصة.

 

Translate »