مبيور قرنق ل”واجوما”..الترتيبات الامنية ليس من اجل القيادات السياسية ….

في حديث فريد من نوعه خرج مبيور قرنق نجل الزعيم التاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان د. جون قرنق دي مبيور من صمته لصحيفة “واجوما نيوز ” وتطرقنا معه في الحديث عن بعض القضايا السياسة الشائكة في جنوب السودان من استعلام الراي العام الذي ظل مشوشا كثيرا وبات لا تدري الى اي سبل تسير بها الامور في البلاد ،

واجومانيوز

مرحبا بكم ايضا وسعيد جدا ان اكون في ضيافتكم

نعم صحيح ظللت صامتا لوقت من الزمان لأسباب اعلمه جيدا واخترت ذلك لانه في آخر حديث لي تم تحريف أو فهم ما قلته بطريقة ما ،ولكن لدي نائبا في الحركة  وهو موجود الان في جوبا ويقوم بمقامي ويمكنه الحديث عن كل شيئ .

في الحقيقة هناك مشكلة في ممارسة العملية السياسية وانضمينا الى الحركة من اجل أحداث تغيير سياسي ولكن من الملاحظ أن الأمور الآن تسير بطريق لا يمكن وصفها برغم الحشد السابق والحماس  التي دفعنا الى الذهاب الى جوبا بان ” السلام جاء ” ولكن الحقيقة خلاف ذلك.

لا لا ..ابدا……

لان هنالك فرصة لتصحيح المسار ولان كل البنود في الحقيقة غير جديرة بالاهتمام ما عدا بند واحد فقط وهي الترتيبات الامنية وهي الضمان الاوحد لتنفيذ الاتفاقية، كان قد فسر بند الترتيبات الامنية للعامة من قبل، على ان الترتيبات الامنية  هي فقط تخص رئيس الحركة الشعبية في المعارضة الدكتور رياك مشار وهذه تفسير متواضع جدا، لاحظ عندما ضمنوا سلامة دكتور رياك مشار وبعض قيادات المعارضة المسلحة اعتقد الناس بأن الترتيبات الامنية قد نفذ ، وهذا بالطبع غير صحيح ، لان الترتيبات الامنية ليس من اجل القيادات السياسية ولكن تعني بان يذهب النازحين والمواطنيين بداخل مخيمات حماية المدنيين الى منازلهم وان يمارسوا كل انشطتهم بامان دون اي مسالة ، كما ملاحظ الان في بعض المناطق في جنوب السودان ، فصراحة دعوني أقول أن الترتيبات الامنية اصلا وقعت من اجل ضمان حياة الشعب وليس من اجل القيادات السياسية، ودعني اقولها بصراحة بشان ذلك، بانه اذا تم تنفيذ بند الترتيبات الامنية فقط دون البنود الاخرى ساعتها سوف اقول ان الاتفاقية جيدة وانها لن تنهار بعد.

قطعا لا ،،،

صحيح سبق وأن رفعت يداي الاثنين تعبيرا مني كرمز باننا الان  في جوبا بلا ترتيبات امنية ، ولانني اؤمن بالنضال فحتى ولو تم تعريف او تصوير مسالة رفع الايادي كمحاولة منا للاستسلام ، كنا ايضا نحاول توضيح العامة بان حتى الاستسلام تعد احدى وسائل النضال ولكنها بتعبيرٍ مختلف، ولا نقول ان الاستسلام هي امر مخجل بالنسبة لي بقدر ما هي محاولة للتعبير عن الواقع لجعل اخرين تصديق الامر ويزيلوا شكوك امكانية قدومنا الى جوبا ومن ثم الضغط على الطرف الاخر لتنفيذ بند الترتيبات الامنية، ولكن ايضا علينا ان نؤكد بان بالفعل اننا بالحقيقة في المعارضة المسلحة سلمنا انفسنا ولا لبس في ذلك بنسبة لي ، وحقيقة كانت تعبيراً رمزياً مني بان الترتيبات الامنية لم تنفذ.

حقيقة لا يمكنني قول شيئ حيال ذلك لان لحظة ترشيحه وتعيينه في تلك الوظيفة لم اكن موجودا في جوبا ولا ادري كيف تم اختياره بجانب المواصفات ودوافع  اختياره، لذلك من الصعب جدا التعليف حول الموضوع.

ووو……ولكن تقريبا رئيس هيئة الاركان سبق وان علق حول الموضوع وعبر عن موقفه وهو الشخص المناسب للاجابه والتعليق حولها،

ولكن..؟.. مقاطعا..

ارجوك لا اريد ان اعلق حول هذا  الموضوع..

في الحقيقه لا ادري ماذا سيحدث ولكن يعتمد ذلك على الظروف الراهنه ، ولكن هناك على ما يبدو ضغطا دبلوماسيا كبيرا يمارسه الاقليم والمجتمع الدولي على حكومة الوحدة الوطنية للفترة الانتقالية من اجل تنفيذ بند الترتيبات الامنية واتمنى ان تفضي هذه الضغوطات بنتائج ايجابية بشان ذلك.

صحيح ..ولكن هذا ليس موقفي بل إذا نظرت الى المناخ العام والظروف على ارض الواقع، فلاحظ ان بند الترتيبات الامنية كان من المفترض ان يتم تنفيذه في فترة ما  قبل الفترة الانتقالية المحددة بستة اشهر ولكن الاطراف فشلت في تنفيذه، والان الفترة الانتقالية برمتها على وشك ان تنتهي ولا يوجد أي خطوات ملموسة بشأن ذلك لذا الحديث عن تنفيذ بند الترتيبات الامنية يعد ضرباً من الخيال وهذا ما سيزيد من حالة القلق لذلك نقول ” نتمنى”

ليس بالضبط .. ولكن من جانبنا كحركة الشعبية في المعارضة أؤكد لك وللعامة الشعب بأننا ملتزمون بخط تنفيذ اتفاقية السلام  الذي توجناه ببنود وقف العدائيات واطلاق النار ، ولكن اذا حدث هجوم على قواتنا او شيئاً من هذا القبيل فبكل تاكيد قواتنا مستعدة بان تدافع عن نفسها، وفي اطار الدفاع فقط وليس كما تتخيلها، أؤكد لك اننا لا نسعى بشكل او اخر العودة الى الحرب مرة أخرى.

 لست متاكدا ..طبعا هذا امر عمليا غير مجدية ولكن ان حدث بطريقة سلمية غير دموية وبطريقة ليس كما نتصورها فبكل تاكيد نؤمن بحرية التعبير السياسي وان لكل فرد حق في تعبير عن موقفه السياسي، وأعتقد أن تلكم الاختلافات في الروئ بين افراد تنظيمنا ليس بامر الجديد ،والاعلام عليه أن تاخذ الامر بطريقة ما ، لانه ليس موضوعا مجديا ،فقد كان تلك الخلافات موجودة منذ ذهاب رئيس الحركة الشعبية الى جوبا ولكن كنا نناقشها بطريقة دبلوماسية وحكمه كبيرة حتى لا تؤثر علينا بطريقة ما ، ولكن اذا الاعلام العام يتناولها بطريقة سلبية لخدمة الدعاية في هذه الحالة يمكن ان تقود الاوضاع الى ما لا نريده ولكن نعمل جاهدين لتفادي حدوث اي شيئ سلبي للتنظيم.

حسنا .. هذا ليس بامر السهل لكي نفترضها هكذا ولكن مناصريينا يفهمون ذلك جيدا ونفهم تماما الظروف التي تمر بهم ولكننا لا ندري ايضا طبيعة التحديات الذي يمر بهم هناك في المركز ربما لديهم اسباب منطقية جعلتهم يدفعون  لتنفيذ الاتفاقية بهذه الطريقة ، ولكن نعلم  بانه سياتي يوما ليوضحوا ذلك للقاعدة،و ما دفعهم لذلك والقاعدة سوف تسألهم يوما، وهذا الامر لا ينبغي ان تكون شيئا يمكن ان تقود الى حرب ، ونعلم جيدا بان من سيتعبهم الحرب هم مناصرينا في الحكومة والمعارضة ،وكما اشرت في معرض حديثي  بان قائدنا (مشار) كان تحت ضغط كبير من قبل قادة الاقليم والمجتمع الدولي، لانهم في انفسهم كانوا متشائمون من الوضع في جنوب السودان لان وضع البلاد كلفهم كثيرا لذلك كانوا يدفعوننا نحو تاجيل بعض البنود والمضي قدما تحت اي ظروف من اجل تنفيذ الاتفاقية كل هذا العوامل دفعت بقيادة  الحركة الوصول الى جوبا وقتها ونحن نفهم ذلك ، لذا علينا ان لا نفهم بان الامر في إطار حالة الانقسام بان من ذهبوا الى جوبا هم تناسوا امر من بقوا في الخارج على اساس ” ابيض واسود” ، نتفهم وضع إخواننا وزملاءنا المتواجدون في جوبا لانهم في الحقيقة يمرون بظروف سياسية صعبة ومعقدة.ولا يوجد اي دعم دبلوماسي خارجي لدفع الشريك نحو تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ، ولا اريد ان اكون سباقا للوم المتواجدون في جوبا بشان ذلك.

بالحقيقة علينا أن لا نلوم الاقليم بشان الأوضاع في البلاد بانهم فشلوا في توقيع الدعم الكامل ولكن علينا ان نلوم أنفسنا أولاً  كقيادة سياسية في البلاد باعتبار امر السلام هي مسؤلية مباشرة تقع على عاتق القيادة السياسية ولاننا بدورنا جعلنا الاقليم متشائما من واقعنا وعادوا الان لا يثقون في تفكيرنا بشان مستقبل السلام في البلاد، فقد جعلناهم في غاية الاستياء  لاننا  غير جادون في تحقيق السلام والاستقرار للشعب الجنوبسوداني وهذا امر لا يطاق ابدا.

هذا امر مهم جدا علينا ان نعلم أنفسنا بقول الحقيقة مهما كلف وان نستمر في اغتنام الوقت في تعليم انفسنا من اجل رفع الوعي السياسي باعتبار ذلك سيقود الى تفهم الاوضاع البلاد لانقاذه من الظروف الحالية لأنه لا يوجد شخص ما سياتي لينقذ جنوب السودان بل الشعب الجنوب سوداني هم المسؤولون بامر مستقبل البلاد لا احد غيرهم ، وعلينا ان نكون واعيين ولدينا امكانية خالصة وقدر من الوعي السياسي لتفريق مابين ما هو سياسيا وما هو اقتصاديا ، وعلينا ان نعلم انفسنا كمواطنين ولان لديهم واجب اخلاقي تجاه بلادهم وليس القيادة السياسية فحسب.

شكرا لاتاحتك فرصة للحديث.