كتاب جنوب السودان والحروب الدائمة فكرة “الثورة الوطنية الديمقراطية” لدى البروفيسور بيتر أدوك نيابا (١-٢)
واجوما نيوز
كتاب جنوب السودان والحروب الدائمة
فكرة “الثورة الوطنية الديمقراطية” لدى البروفيسور بيتر أدوك نيابا (١-٢)
بقلم: تيكواج فيتر
#مقدمة
لقد عفا الكاتب عن نفسه من النقد الأكاديمي، حينما أكد أنه لم يتبع الطرق الأكاديمية وقد يراه الصارمين أكاديمياً في البحث العلمي أنه غير دقيق من الناحية النظرية العلمية حسب الطرق المتبعة شكلياً وموضوعياً في الكتابة العلمية، لذلك باعتبار الكاتب من ضمن هؤلاء الفئة وعالم أكاديمي له باع طويل في هذا المجال، أكد بوضوح هذه الملاحظة الهامة أن محتوى الكتاب هو ملاحظات لكاتب سياسي وبالتالي، سوف يتم التركيز خلال هذا التعليق على عرض الفكرة الرئيسية، التي ركز الكاتب حولها في مختلف فصول الكتاب، والتي تمثل في اعتقادي الهدف الرئيسي من قيام الكاتب بطرح هذا الكتاب ولفتح مجال لناقش وحوار جاد وصادق بين شعب جنوب السودان، وهو فكرة أهمية بناء دولة وطنية عبر غرس ثقافة بناء وحكم الدولة عوضاً عن النموذج الحالي وغياب مفهوم الدولة من خلال “الثورة الوطنية الديمقراطية” من أجل بناء دولة وطنية في جنوب السودان.
كما لن أتعمق ولن اذكر كل ما جاء في متن الكتاب من موضوعات مختلفة، حتى أترك لجماهير الكاتب مساحة للتنقيب بين سطور الكتاب، وما دونته هنا هو عبارة عن ملاحظاتي الأولية حول قراءة أولية للكتاب قد تختلف بين قارئ وآخر حسب مستوى الفهم.
#أولاً- ملاحظات شكلية وموضوعية:
أ- الترجمة: أنها جيدة وتعكس أن هناك مجهود عظيم تم بذله، حتى يخرج الكتاب بهذا المستوى دون أن يفقد أو يعرج عن مضمون الكتاب.
وبالرغم من ذلك يوجد بعض الملاحظات الآتية:
١- تكرار لبعض الكلمات مثل: يخشى يخشى، تهدف تهدف وغيرها، لكن لم يؤثر على مضمون الجملة.
٢- وبعض الأخطاء في كتابة تواريخ بعض الأحداث تندرج تحت بند الأخطاء المطبعية، على سبيل المثال:
– كتابة عام ٢٠١ بدلاً من ٢٠١٦ العام الذي شكل فيه أطراف الصراع حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية.
– وكتابة تاريخ توقيع اتفاقية السلام في أغسطس ٢٠١٦ بدلاً من ٢٠١٥ وغيرها من التواريخ.
٣- تغيير مضمون بعض الجمل على سبيل المثال:
اقتباس: “تشكلت هذه الثقافة لأن دافع معظم من انضموا للحركة الشعبية لتحرير السودان حينذاك كان التطوع ونكران الذات، بل البحث عن فرص لم يكن تحقيقها ممكناً”.
في اعتقادي الصحيح هو: تشكلت هذه الثقافة لأن دافع معظم من انضموا للحركة الشعبية لتحرير السودان حينذاك، لم يكن التطوع ونكران الذات، بل البحث عن فرص لم يكن تحقيقها ممكناً.
كما أنني لم أتطلع إلى النسخة الأصلية باللغة الإنجليزية حتى أتمكن من الرجوع والتأكد منها.
ب- أما من جانب الكاتب:
١- السرد الطويل في كتابة فقرات طويلة لأن يفترض موضوعياً أن لا تزيد الفقرة عن ١٠٠ كلمات، رغم وضع علامة “النقطة” التي يستوجب عندها الانتقال لسطر جديد بدلاً من دمج الجمل مع بعضها رغم وضع “النقطة” دون الانتقال إلى سطر جديد، مما قد يجعل القراءة مملة في بعض الأحيان.
٢- تقسيم الكتاب لفصول رغم تأكيد الكاتب أنه لم يتبع الكتابة العلمية لم يكن جيد، لأن حجم الكتاب يفرض أن يتم تقسيمه إلى أبواب ويستند هذا إلى أن الفصول يحتوى على عدد معين من الصفحات وكذلك الأبواب، إلا أن الكاتب عفا نفسه من هذه الملاحظة كما سبق الإشارة.
٣- لم يقم الكاتب بتسمية الفصول أو عنوان يجمع محتوى كل فصل، ولقد عفا نفسه أيضاً من هذه الملاحظة رغم أهميته.
ثانياً- حول متن الكتاب بشكل عام:
أ- يتكون الكتاب من: (إهداء، والاختصارات، وشكر وتقدير، وتصدير، وتمهيد، ومقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة وقائمة المصادر).
ب- يوجد ملاحظات في الاختصارات:
١- في وجود بعض الاختصارات في المتن ولم يورد في قائمة الاختصارات مثل “محكمة التحكيم الدائمة PAC” في ص ٢٧٧.
٢- كتابة الاختصارات والمقصود بها باللغة العربية لم يكن له فائدة لوضع هذه القائمة، لأن تم وضعها مجدداً في متن الكتاب، لذلك اقترح وقد يتفق معي البعض ويختلف البعض الآخر، في أن يتم كتابة الاختصارات كالتالي:
المقصود بالاختصار باللغة العربية – وباللغة الانجليزية- الاختصار على سبيل المثال:
اتفاقية السلام الشامل -CPA – Comprehensive Peace Agreement ، بدلاً من:
اتفاقية السلام الشامل – CPA
حتى يكون هناك فائدة موضوعية من وضع هذه القائمة ووجود هذه الصفحة، وبالتالي في حالة بقائها بهذا الشكل يفضل حذفها.
ت- بعض محتويات الفصول:
#الفصل الأول:
فقد بدأ في الفصل الأول، بوضع تفسير تشخيصي هام لطبيعة الواقع المعاش في جنوب السودان كنتاج لمؤثرات وعوامل تاريخية ارتبطت بتاريخ الدولة السودانية في الازدواجية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي مورست طوال تاريخ السودان السياسي قبل الاستقلال وبعد الاستقلال، وهي ما شكلت وتركت أثار عصية عن الحل رغم توافر الإمكانات المتاحة لدى النخبة السياسية وخاصة الجيل الثالث (١٩٨٣_حتى الآن)، وأشار لأسباب فشل النخبة أو القيادات السياسية والعسكرية في إدارة الدولة.
#الفصل الثاني:
تحدث الكتاب في هذا الفصل عن ما سماه بالثورة الزائفة وفيها قدم نقد للزعيم الراحل ودوره السلبي في شخصنة السلطة والانحراف عن الشعارات التي تم رفعها في عام ١٩٨٣م وتأثير هذا الأمر على الوضع الحالي.
#الفصل الثالث:
تناول الكتاب فيه الحرب الأهلية وسرد الكثير من خفايا الحرب المؤلمة، وكيف تم استغلال جهل وفقر الشعب كوقود لحرب لا ناقة ولا جمل لهم فيها، من حيث الأطراف والأسباب والأهداف والنتائج وكيف كان يمكن تفادي الحرب اللعينة لولا شوفينية الإثنية لدى النخبة السياسية والعسكرية الجنوبسودانية.
#الفصل الرابع:
ركز الكاتب في هذا الفصل على ما سماه بالثورة الوطنية الديمقراطية، وهو محور نقاشنا اليوم “سوف يتم تناولها في الجزء الثاني (٢-٢)”.
في خلاصة القول، من حيث الترجمة تم بذل مجهود عظيم، رغم بعض الأخطاء الواردة إلا أنها لم تؤثر على مضمون الكتاب، وكان يمكن تفاديها أو تصحيحها من قبل من قام بمراجعة الترجمة. أما فيما يتعلق بمحتوى الكتاب ففي اعتقادي هو مساهمة وطنية خالصة، تعبر عن مدى جراءة واستياء الكاتب في ذات الوقت من الواقع المرير الذي يتسم بتخلف اجتماعي واقتصادي وسياسي، مع استمرار إيمانه رغم فشل محاولاته في إحداث تغيير كما ذكر بإمكانية تغييره أي الواقع الحالي عبر “ثورة وطنية ديمقراطية”.