دعوة شبابية نحو ثورة ناعمة
واجوما نيوز
بقلم /باطومي ايول
واجوما نيوز
اخترنا اليوم بأن نطل عليكم من جديد بعد طول غياب، وذلك لظروف حالت دون توثيق محطات تاريخية مهمة فائتة من مسيرة هذا الوطن الجميل ،ونكاد نحس بالتقصير تجاهه، إن لم يكن كذلك اصلاً، ولكن مشاغل الحياة اليومية، والتي أطاحت بواجبنا تجاه تمليلك الرأي العام الحقائق و مظاهر موقفنا حيال قضايا مصيرية مهمة في سبيل هم الوطن المشترك.
وها أنا أعيد عيد إطلاق قلمنا لاننا نؤمن بذلك ايمانا قاطعا بانه لن يحدث اي تغيير مالم نضع أفكارنا جميعا في قوالب ورقية بهدف إعادة تشكيل الرأي العام نحو اهداف سامية تساهم بشكل او اخر في تسوية نمط حياتنا الملتوية الآن جرى إنتاجها بفعل نشاط متواضعي العمل السياسي العام في بلادنا، والتي كادت أو قل اصبحت سماتهم انتهاج (الفساد) في العمل السياسي والتنفيذي باشكاله المختلفة والمتعددة ،وأصبح جيل الوعي من الشباب ضحية متلازماتها دون أدنى اعتناء بقواعد اللعبة السوية تجاه الوطن.
نسطر هذه العبارات احتجاجاً على واقع جيلنا الحالي والذي من المتوقع أن يجد نصيبا مقدرا في تفاصيل توزيع الكيكه المتوقعة من نصيب شرعي اشارت اليها إتفاقية تسوية النزاع المسلحة في جنوب السودان التي أعيد تنشيط بنودها من جديد.
صحيح دون أدنى شك علينا ألا نقع ضحية للوصف المجحف في حق الشباب الحالي الذين اختاروا الانخراط في العمل السياسي العام او قل هؤلاء الذين انضموا إلى تنظيمات وأحزاب سياسية فاعلة بأروقة الحكم في جنوب السودان، والقائل بأنهم جميعهم فاسدين أو أصبحوا يمارسون عملية الفساد ، بالطبع غير معقول ان نصفهم كلهم بذلك، ولكن يظل تفسير المناخ العام لممارسة العمل السياسي في البلاد السمة الغالبة على واقعهم الطبيعي، وذلك دون الإشارة إلى تفاصيلها الطافية، لذلك تأتي ملخصات حديثنا هنا كررت للتذكير ليس إلا لدورهم الفعال والمتوقع باروقة الصندوق الحكومي ،خاصة بأن هناك من تمرسوا على تلك الممارسات ودمغو بتلك الأوصاف من أبناء جيلنا الصاعد،واصبحت غلبة ثقافة الفساد السلبي ظاهراً وامراً (عادياً) في حياتهم ويحاولون بشكل جاد توريط المنضمون الجدد لمنح ذلك الارث السيئ لديهم للأجيال القادمة نتيجة لسباق وهمي غير معلن نحو الثراء الحرام، بيد أن تأكيده هنا يظل ناقصا في بحار تحميل الاخرين، وهنا أشير إلى أنصاف (المتوكوكبين حسب المصطلحات الحديثة ،الذين هم في المقام الأول سببا مباشراً في غلبة شهوة تلك الثقافة،والتي لابد من تكسيرها مهما كلف الامر ،اذا ما اعتبرنا ضمن آلياتها(التقرب إلى المتكوكب به).
وهنا نستحضر واقع السياسة العامة في البلاد الذي أجبر جيل كامل بحاله ليصبح خطاب للقادة السياسيين (أبواق) في دواوين الحكم في البلاد إذا صح التعبير والوصف في حقهم، وما لبثوا أن يكونوا توابع يلهثون وراء فضلات الكبار (واعني كبار المسؤولين بالحكومة )، والذين صنعوا لأنفسهم رئاسات خاصة بهم يجرون وراءهم طواقم من البشر من فئة الشباب الذين أجبرتهم تفلتات الظروف لنسيان امكانياتهم الرفيعة وعطاهم المتوقع.
لا نلقي باللائمة عليهم بقدر ماهي بطاقة خضراء نبعثها في صندوق بريدهم الافتراضي بقصد اطلاق صفارات من الصيحات لينهضوا من غفوة ظروفهم الهالكة، ولبس خوذة الخدمة الوطنية بتجرد دون التفات الى ملذات الحياة الشخصية إذا اعتبرنا افتراضيا بأن من سيحالفهم الحظ القادم من نصيب الكيكة القادمة هم قادة سياسيين نتفاءل بهم خيرا في المستقبل القريب والبعيد ، وعليه يبقى المطلب والمتغير الثابت هو دلالات الدور الإيجابي المتوقع، كمحاولة منا بشكل أو آخر لتدشين ثورة ناعمة نسعى من خلالها لتغيير واقع الحال في بلادنا الفتية،لانقاذها من أتون النار التي وقعت فيها جراء السياسات الخاطئة التي انتهجها جيل الفساد واللامبالاة ،وهنا مربط الفرس باعتباره تحديا مشتركا ،مطالبين فيها جميعنا لعب دورا اساسيا بغية تغيير منهج ادارة البلاد الحالي في كل قطاعاتها عبر إنتاج فكر جديد وقوي،وذو تأثير مباشر نحو التصعيد الايجابي،كيف؟ الإجابة هنا تقع على عاتق سائر جيل شبابنا الفاعل انطلاقا من مواقعهم المتباينة، وذلك وفقاً لخطة محكمة ملامحها التعاون الإيجابي من الخدمة الوطنية في طليعتها امتثال ثقافة إحترام القانون، ومبدأ الاعتراف بالخطأ ، ويؤخذ في حسبانه الإدراك الكامل للتطور الحياة والعلم، ضف اليه ايضا العمل على إرساء قيم نبيلة متميزة ملامحها العدالة الاجتماعية وقبول الآخر لضمان الإستقرار الاجتماعي والتي بدورها ستنعكس على مسألة التنمية في البلاد.
تدشين هذه الثورة الناعمة يعد عملاً وواجباً اخلاقياً لأبناء هذا الجيل الذي لا يتحمل اي انتكاسة أو تراجع باعتباره مسؤولية الأجيال القادمة، والتي تقع على عاتق الفئة النشطة الان في مواقعهم المختلفة، خلاف ذلك سنصنع لوطنا مستقبلا مبهماً يقوده جيل مشوش مليئ بشهوة ثقافة سالبه،بل سيكون حصيلته معادلة صفرية.