اتفاق جوبا للسلام في السُّودان: أسراره وتحدياته

واجوما نيوز

 

واجوما نيوز – مونتي كارلو

الجلسة الافتتاحية للمفاوضات بين ممثلي الحكومة والجبهة الثورية السودانية، والتي عقدت عبر الفيديو بسبب وباء فيروس كورونا، في فندق بالعاصمة السودانية الخرطوم في 18 مايو

عقب جولات مفاوضات ماراثونية وشاقة استمرت أشهرا عديدة، بين ممثلي الحكومة الانتقالية في الخرطوم والجبهة الثورية التي تتكون من عدد من القوى السياسية والفصائل المسلحة، يلتقي أخيرا السودانيون في مدينة جوبا للتوقيع على اتفاق سلام نهائي وشامل طال انتظاره، سيكون بمثابة اللبنة الأولى لإرساء السلام في كل أرجاء السودان.

 

في 31 آب/ أغسطس 2020، وقع الجانبان، بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا، على اتفاقات تناولت قضايا قومية، تخص السودان ككل، واتفاقيات تخص أقاليم بعينها.

ونظرًا إلى تعدد الحركات الموقعة على الاتفاقية واختلاف أجنداتها السياسية ومطالبها الجهوية، اتفقت الأطراف على إنشاء خمسة مسارات جهوية للتفاوض المنفرد، مراعاةً لخصوصية كل مسار ومشكلاته.

·أسرار المفاوضات

وتعتبر هذه الخطوة إنجازا مهما في مسار التفاوض، وفي هذا السياق، كشف الفريق توت قلواك رئيس الوساطة في المفاوضات، عن أسرار المفاوضات بمنبر جوبا للسلام قائلاً: ” إن الحدث يستحق الاحتفاء به، ونحن كفريق وساطة توصلنا له بعد جهود كبيرة، حيث قابلنا المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بمختلف أحزابها والمجتمع المدني، وكان هنالك ترحيب حار بنا من جميع هذه المكونات مما سهّل علينا عملية الوساطة”.

وأضاف في المنبر الصحفي الذي عُقد بطيبة برس:” الحرص الشديد للفريق سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان على سير المفاوضات، كان له الدور الأبرز في إنجاح العملية، وقد وجّه خلال جائحة كورونا بإيقاف جميع الفعاليات والأنشطة بالبلاد ما عدا محادثات السلام بالسودان لعلمه بتأثير أحداث الخرطوم على جوبا أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وضرورة تحقيق السلام عبر اتفاق واحد رغم تعدد المسارات.

·هل ينتهي النزاع حتى في إقليم دارفور؟

التواقيع التي تمت بين مختلف الحركات تناولت على التوالي النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في 2003 وتسبب في السنوات الأولى بمقتل 300 ألف شخص على الأقل و2,5 مليون نازح، ثم في جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث تأثر بالنزاع أكثر من مليون شخص. والحركات الأربع التي وقعت الاتفاق بالأحرف الأولى هي: حركة تحرير السودان/جناح مني مناوي، وحركة العدل والمساواة، والمجلس الثوري الانتقالي، والحركة الشعبية لتحرير السودان/جناح مالك عقار.

   وينص الاتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلا لجميع مكونات الشعب السوداني.

وتحكم السودان منذ أكثر من سنة حكومة انتقالية هي ثمرة اتفاق بين العسكريين الذين أطاحوا بالرئيس السابق عمر البشير، وقادة الاحتجاج الشعبي ضده الذي تواصل لأشهر بعد سقوطه للمطالبة لحكم مدني.

وحُدّدت المرحلة الانتقالية بثلاث سنوات تنتهي بتنظيم انتخابات حرة.

وجعلت الحكومة الانتقالية من السلام أولوية، ولا سيما أن عددا من الحركات المتمردة شاركت في الحركة الاحتجاجية.

 

Translate »