تقرير التحقيق النهائي حول ملابسات أحداث قومبو شركات (2)
واجوما نيوز
الجزء الثاني
ترجمة : دينقديت ايوك
واجوما نيوز – جوبا
- الإحاطة والاستماع
فتحت اللجنة عملية التحقيق من خلال الحصول على بعض الإحاطات من عددٍ من ضباط المخابرات العسكرية (MI) وجهاز الأمن الوطني (NSS) والشرطة والسلطات المحلية التي راقبت الأحداث عن كثب منذ البداية في الثاني والثالث يونيو 2020م. وقعت الأحداث التي استمرت لمدة يومين بالقرب من السوق الرئيسي في قومبو شركات، وهي ضاحية جنوبية لمدينة جوبا عبر جسر النيل. وقد أدى قربها من العاصمة إلى جذب مجتمعات جديدة إلى المنطقة بعد أن ابتعدوا عن منازلهم بحثاً عن ملاذ وأمن نسبي. تقع المنطقة تحت الإدارة المحلية لبيام توكمان الشرقية بمقاطعة “رجاف” بولاية الاستوائية الوسطى، والتي أكدت أن عدد سكان قومبو شركات المتزايد ينحدر من جميع المجموعات العرقية بالبلاد تقريباً.
اليوم الأول 08/06/2020م
- الاسم: جون قادنياي فوك (عقيد). (52) عاماً، نائب رئيس المفتشين، القسم الشرقي قومبو، مقيم في حي الثورة.
بدأنا العمل يوم 02/06/2020م عند الساعة الثالثة ظهراً. جاء لوال إلينا عند الساعة الثالثة ظهراً في قسم شرطة قومبو بنية الإبلاغ، ووجد سايمون جوزيف المحامي والعميد جون غردون ماشوت؛ وأفاد بأن بعض الأشخاص قاموا بالاعتداء عليه وأُصيب بالجراح، فحررنا له استمارة (8). وعندما عاد من المستشفى، فتحت الشرطة المحضر ودوَّنت القضية بموجب أحكام المادة (235) من قانون السودان الجنوبي للعقوبات لسنة 2008م، ضد الأشخاض المتهمين الذين قاموا بالاعتداء عليه بالضرب. تم أخذ أقواله مع شهوده وأصدرت الشرطة مذكرة الاعتقال بحق المتهمين وهم: مليط يول ودينق يول وأجيط جووك كور.
في صبيحة يوم 03/06/2020م، قرر الجانبان الالتقاء لعقد اجتماع بغية التوصل إلى تسوية بشأن القضية لكن الاجتماع فشل. صفع شول كوج لوال مارينز في وجهه، ثم قام أجيط جووك بضرب لوال على الجانب الأيسر من رأسه بالعصا. وهكذا بدأت المشكلة عند الساعة التاسعة والربع (9:15) صباحاً. وعلى إثر ذلك، بدأ حراس لوال في إطلاق النار. لقي كل من ماقوت أروك ماكيث وأقو شول ملوال ودينق طون دينق مصرعهم في الحال، وتُوفِّي جووك طوكبور في وقتٍ لاحق في المستشفى. كما تُوفِّي لوال مارينز في المستشفى في نفس الليلة. وفي نفس اليوم، قُتِلَ النقيب منيانق شول منيانق برصاصٍ أطلقه عليه لوكا ميان قويت، وهو في طابور العرض، وتم إلقاء القبض على ميان فوراً ووضع في محتجزٍ للاستخبارات العسكرية.
جُرِحَ أربعة (4) أشخاص في مكان الأحداث أثناء وقوعها صباحاً. وهم أكول أنيانق مبيور، أنييث فانشول أنييث، دينق قرنق ريج، ودينق يول دينق. واستمر إطلاق النار واعتدى كثيرٌ من المدنيين على قوات الشرطة في الخيمة المجاورة للمقابر وكان عددهم ثمانية عشر (18) فرداً. انسحبوا إطاعةً لأوامر النقيب جوزيف وول. ولم تقع إصابات أثناء هذا الهجوم بالتحديد.
واستمر إطلاق النار واعتدى كثيرون من المدنيين على قوات الشرطة في الخيمة المجاورة للمقابر وكان عددهم (18). انسحبوا تحت قيادة النقيب جوزيف وول. لم تقع إصابات في هذا الهجوم بالذات.
عند الساعة العاشرة والنصف (10:30) صباحاً في نفس اليوم، غادر أكثر من مئة (100) شخص من المدنيون الغاضبون مسرح الأحداث، وتوجهوا إلى محطة وونبور للوقود، وقامت شرطة المرور باتصال بمركز شرطة قومبو. وأمر العقيد جون قادنياي أفراد شرطة المرور بالانسحاب إلى مركز شرطة قومبو، لكنهم حبسوا أنفسهم داخل المحطة لحماية ممتلكاتهم. قام هؤلاء المدنيون بإشعال إطاراً، لكننا لم نفعل شيئاً لأننا لم نتلقى أوامراً للقيام بشئ؛ انتظرنا حتى أصدر المفتش العام للشرطة أوامراً بإطلاق النار في الهواء لتفريق الحشد. تم إبعاد المدنيين وتمكننا من إلقاء القبض على أربعة عشر (14) شخصاً منهم في مقر وزارة الاتصالات ورئاسة مقاطعة رجاف. حررت الشرطة بلاغات ضد الذين تم إلقاء القبض عليهم بموجب أحكام المواد 48/ 79 / 177 / 80 / 81 / 83 / 95 من قانون العقوبات لسنة 2008م. عدتُ إلى مركز شرطة قومبو.
عند الساعة الحادية عشر (11:00) صباحاً في نفس الليلة، انضممتُ إلى الجنرال جوك رياك والجنرال رين توينج، واللواء ماجير، واللواء أزوما منقار، وذهبنا إلى مسرح الجريمة، لكننا توقفنا جميعاً في محطة وقود وونبور باستثناء الجنرال جوك رياك واللواء ماجير اللذان وصلا إلى مكان الأحداث. انضم إلينا المفتش العام للشرطة الـ(IGP) وقائد قوات الدفاع الـ(CDF) لاحقاً عند حوالي الساعة الثانية عشر (12:00) ظهراً.
وصلت سيارتان، إحداهما سيارة الإسعاف، والأُخرى شاحنة نقل لقائد قوات الدفاع كانت تقل جنديان مصابان. ضُرِبَ أحدهما بزجاجة والآخر بساطور. أتت سيارة الإسعاف بجثة لـ(سلطان) أولاً، ثم نقلت ثلاثة جثث أُخرى إلى مشرحة المستشفى العسكري. لم يتم القبض على أجيط جووك المتهم في مقتل لوال.
- الاسم: سايمون أوبورا سابرينو (ملازم أول) ومحقق في القضية رقم 1294/ 2020م.
تم فتح محضر هذه القضية بتاريخ 02/06/2020م، من قبل المقدم لوال مارينز ضد أجيط جووك كور، وآخرين بموجب المواد 48 / 224 / 223 / 245 / 15 / 235 / من قانون السودان الجنوبي للعقوبات لسنة 2008م، وتم تدوين القضية عند الساعة الثالثة ظهراً.
- الاسم: أبان بيتر بول (ملازم أول) ومحقق في القضية رقم 1310 / 2020م.
بادر برفع وتدوين القضية كوال شول لوال ضد المتهم لوال مارينز وآخرين. وقد تُوفِّي جووك طوكبور، أحد الضحايا، في وقت لاحق في مستشفى القيادة. كما تم تدوين قضية أُخرى بحسب المعلومات الواردة تحت الرقم 1311 / 2020م، بموجب أحكام المواد 48 / 206 من قانون العقوبات لسنة 2008م، من قبل مشار طون دينق ضد لوال مارينز وآخرين. وتُوفِّي الضحية دينق طون دينق في مستشفى القيادة.
- الاسم: حكيم مايكل لوك (ملازم ثاني) ومحقق في القضية رقم 1318 / 2020م تحت أحكام المواد 72 / 206 من قانون العقوبات لسنة 2008م.
بادر بتدوين القضية منيوك دينق ضد لوكا ميان قويت، والضحية هو النقيب منيانق شول منيانق الذي لقي مصرعه في الحال في طابور العرض.
- الاسم: مونجضانق دينق (لواء) ومدير القسم الجنائي بولاية الاستوائية الوسطى، ومُلِم بملابسات القضية رقم 1296 / 2020م / 48 / 72 / 206 من قانون السودان الجنوبي للعقويات لسنة 2008م.
عادةً ما آخذ البيانات من جميع أقسام الشرطة في الصباح الباكر، ولذلك جاءني التقرير من خلال العميد المسؤول عن القطاع الأول، واسمه جون ويوال قائلاً: “إن لوال مارينز وحراسه الشخصيين أطلقوا النار على شخصين بقومبو شركات وأرداهما قتيلان”. فأمرتُ بتدوين البلاغ رقم 1296 / 2020م، تحت أحكام المواد 48 / 72 / 206 / 236 من قانون العقوبات لسنة 2008م. كان لوال لا يزال على قيد الحياة حينها، وكان بصحبته أربعة من حراسه وهم يرتدون الزي العسكري وثلاثة آخرون يرتدون الزي العسكري أيضاً. وهناك شاهد عيان وهو عقيد شرطة جمعة بليو كوانج، ويمكن الاتصال به برقم: 0915147995 ..
اليوم الثاني 09/06/2020م
- الاسم: ديفيد أوهشولي ليمونج (لواء) ومدير المخابرات العسكرية، قسم العمليات القتالية.
في الثالث من يونيو 2020م، عند الساعة الثامنة والنصف (8:30) صباحاً، تلقينا معلومات تُفيد بأن لوال مارينز قد تسبب في حدوث مشكلة. بعد تلقينا للمعلومات، قمنا بإرسال قوة. قُتِلَ شخص وأُصِيب أربعة في موقع الأحداث. كانت المهمة تهدف إلى إلقاء القبض على لوال مارينز مع حراسه، لكن القوة وجدت أن لوال قد تعرض للضرب ونُقِلَ إلى المستشفى. ولذا تمكنا من إلقاء القبض على سبعة حراس وهم: بيتر كور أقو، من الاستخبارت العسكرية (MI)، الرقيب أول كون دينق وول، من الفرقة الثالثة بالجيش، الشاويش هارون مدينق ميان، من الفرقة السابعة بالجيش، الشاويش دوناتو أكوك قرنق ويتبع للكتيبة الإدارية بالجيش، الشاويش مونجبوت مدينق مونجبوت ويتبع للاستخبارت العسكرية، الشاويش نقور أتيم دينق ويتبع لوحدة الشرطة العسكرية (MP)، العريف كويج بول ميان ويتبع للكتيبة الإدارية بالجيش.
في نفس اليوم عند الساعة العاشرة (10:00) صباحاً، انتقلنا إلى شركات للقيام بدوريات على طول المنطقة. وعندما وصلنا، كان هناك حشداً كبيراً، وإطارات مشتعلة. حاولنا إيقافهم عن القيام بما كانوا يفعلونه لكنهم رفضوا. أمرتُ جنودي بعدم إطلاق النار على أي شخص فتراجعنا إلى محطة وونبور للوقود. دُمِرت سيارتان، إحداهما لي والأخرى صغيرة لنقل الجنود. اتصلتُ بمدير المخابرات العسكرية الـ(CMI) وأخبرته أن الأوضاع خرجت عن السيطرة، فقال لي إنه يجب علينا الاستمرار في السيطرة على الأوضاع حتى يأتي. اتصلتُ أيضاً بقرنق أكوك الذي جاء وخاطب الحشد. وصل مدير المخابرات العسكرية، ثُمَّ وصل الجنرال جوك رياك على التوالي، كما انضم إلينا الرائد ماجير.
جاء قائد قوات الدفاع الحالي إلى محطة الوقود وحاول إقناع الحشد بالتهدئة. لكن نهج الإقناع هذا لم ينجح، فعادت قائد قوات الدفاع لحضور اجتماع أمني حول الأحداث. وكذب شباب المجتمع صحة اعتقال لوال مارينز وحراسه وأرادوا التأكد ما إذا كان الجناة قد اعتُقِلوا فعلاً. اختار المجتمع ممثلين للتأكد من أن تلك الوجوه التي أُلْقِيْت القبض عليها هم من قاموا بإطلاق النار. سمحنا لهم بذلك وتأكدوا من أن الذين تم اعتقالهم هم الجُناة فعلاً.
لستُ متأكدًا من أنواع البنادق أو الأسلحة التي استخدمها الجُناة. يجب عليَّ أن أعرف لاحقًا وأعلمكم اليوم. وقعت الأحداث في سوق شركات حيث تناثرت الجثث.
- الاسم: عبود استيفن ثيونقكول (لواء) ورئيس قسم الأمن المركزي
في السادس من أبريل 2020م، قام لوال ببناء أكثر من عشرين (20) متجراً، مما تسبب في حدوث مشكلة في 27/4/2020م. في الثالث من يونيو 2020م، ذهب لوال إلى شركات مع تسعة (9) من حراسه. دُمِرت خمس (5) سيارات تابعة للحكومة الولائية. “وقدم الضابط تقريراً عن استيلاء المقدم لوال مارينز على الأراضي في شركات”.
- الاسم: بيونق دينق كوال (نقيب) من لواء أبيي المستقل
جئت من أبيي بسبب المرض، ولم يكن في حوزتي نقوداً؛ فاتصلت بلوال مارينز لإعطائي مكاناً للنوم في متاجره. فكلفني بمسؤولية العناية بمخزن الأسمنت خاصته في شركات. عندما بدأت المشكلة، كنتُ هناك وشاهدتُ كل شئ. تعرضتُ للاعتداء بالضرب أيضاً. في 02/06/2020م، جاء شُبان وهدموا متاجر لوال وهم: أجيط ومليط وماجير والسلطان ميان داو، فقام لوال بإغلاق المراحيض العامة.
عاد لوال في 03/06/2020م إلى الموقع بناءً على الموعد الذي بادر به السلطان ميان داو، لكنه وجد عدداً من الشبان جالسين في المكان الذي وقعت فيه الأحداث. عندما رأوا لوال مارينز، دخلوا جميعاً المجمع مسلحين بالسواطير والعصي. بدأ ماجير بإهانة وتعيير لوال، الذي سأل السلطان ميان: “هل هذه هي الطريقة التي سنحل بها هذه القضية”؟ وعلى الفور، تقدم مليط من الخلف وضرب لوال على رأسه بالمطرقة ثُمَّ ضربه ماجير على جبهته. لم يأخذوا أي شيء من لوال بعد سقوطه على الأرض. أعلن ماجير عن نبأ موت لوال لأهله، وحين سمع أهله بذلك تفرقوا فارين. أخذتُ مسدسه بما في ذلك القنبلة اليدوية والهاتف السيار.
اليوم الثالث 10/06/2020م
- الاسم: جمعة بليو كوانج (رائد). (56) عاماً من قسم المباحث الجنائي.
عندما كنتُ في قومبو، سألتُ: “ما الذي يحدث هنا”؟ أجاب أحدهم بأن هناك شخصاً ما يُدعى لوال مارينز تسبب في حدوث مشكلة مع بعض الأشخاص. بعد تعرضه للضرب، أمر حراسه بإطلاق النار، وعندما سمع النَّاس هذا، لاذوا بالفرار. كانت هناك سيدة عجوز وشخص آخر. وبعد كل هذا ركب لوال سيارته وغادر متوجهاً إلى جوبا. جاء أُناسٌ كثيرون وقاموا بهدم متاجر لوال وأحرقوا ثلاث دراجات نارية. تقدمت هذه الحشود نحو جسر جوبا عازمةً الذهاب إلى حيث يُقِيمُ لوال. في تلك الأثناء، بدأوا بترديد هتافات “يسقط .. يسقط سلفا كير”. وعندما وصلوا إلى وزارة الاتصالات، قامت قوات الشرطة بتفريقهم. كان إطلاق النار فقط من حراس لوال المسلحين بأسلحة الكلاشنكوف.
- الاسم: مارتن موريس. مدير تنفيذي سابق لمقاطعة رجاف.
علمتُ في شهر مارس 2020م، بأن لوال مارينز قام ببناء متاجراً في المقابر. قمنا بتشكيل لجنة ضمت مستشاراً قانونياً وشخصي، وذهبنا إلى المكان في الأول من شهر أبريل 2020م، ووجدنا لوال يعمل مع فريقه. كتبت اللجنة تقريراً بهذا الشأن ورفعته إلى مستوى سلطات الحكومة الولائية. فزارت لجنةٌ من أمن الولاية المكان الذي شيّد فيه لوال متاجره. كان القرار النهائي هو هدم تلك المتاجر، وكسلطة حكومية محلية، كنا في انتظارِ تنفيذ قرار الهدم.
في الثاني من يونيو2020م، سمعتُ من الرئيس التنفيذي السابق لمقاطعة رجاف أن هناك مشكلة في هذا المكان بين لوال وأجيط، وأن ستة (6) محال تجارية ملك للوال قد هُدِمَتْ، فاستنتجتُ أنّ جهاز الأمن سيرفع تقريراً بهذا الشأن.
كان هناك عقد بين مالك الأرض (ديفيد قوري فاوستينو) وإدارة موقف حافلات بور ممثلة في شخص أجيط. لا أعرف مساحة أرض المدفن، لكننا سنعلن عن التفاصيل المتعلقة بالمساحة لاحقاً. لا أعرف عدد القبور التي تعرضت للتخريب، لأن النَّاس قاموا بدفن في تلك المقابر حَتَّى بدون تسجيل. وأشار الأمين العام لحكومة الولاية، الذي كان حاضراً في الاجتماع، إلى أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث، والتي ستقدم تقريراً يتم رفعه إلى اللجنة.
يتبع….