زعيم جبهة الخلاص الوطني الجنرال توماس سيريلو لـ”واجوما نيوز” (1-2) في افادات خطيرة

واجوما نيوز

 إتفاقية السلام المنشطة ظالمة وباطلة …لأنها مكنت النظام القبلي

المعارضة أخطأت بموافقتها التوقيع على إتفاقية السلام المنشطة….

نظام البشير مارس أسلوب التهديد والابتزاز مع المعارضة  في المفاوضات…

سلفاكير ….أعادنا إلى العصر الحجري وجعل القوي يأكل الضعيف

الحكومة تضلل الرأي العام…. والاقليم حول طبيعة منبر روما

واجوما نيوز-  حوار
فجر زعيم جبهة الخلاص الوطني الكثير من الأسرار والخفايا الغائبة عن الرأي العام حول منبر روما، واتهم رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير بالتفرد بالسلطة، وشكك في قدرة الاتفاقية المنشطة على حل أزمة جنوب السودان،ووصفها بالظالمة والباطلة وكشف تفاصيل لأول مرة حول الوساطة السودانية خلال حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير، واتهمها بالسير وراء رغبة الحكومة، وممارسة أساليب غير حميدة مع المعارضة فإلى مضابط الحوار:
 
الجنرال توماس نشكرك على قبولك الحوار مع صحيفة “واجوما نيوز” ،ودعنا نستهل الحوار لنملك الرأي العام العام في البلاد طبيعة ما يجري دعنا نسألك بشكل مباشرة أين تقف جبهة الخلاص الوطني الان ؟

في البداية دعونا نشكر صحيفة  ” واجوما نيوز” على هذه الفرصة وطلبكم لمحاورتنا كنافذة نرسل فيها ما يلينا من ماهيات وجودنا في الشارع السياسي في جنوب السودان ، نحن تنظيم وطني تنطلق مواقفنا من المسؤولية الأخلاقية تجاه مواطنينا في جنوب السودان وأحد أسباب وجودنا بالمعارضة هي المسالة الاخلاقية من أجل حل اسباب الصراع في جنوب السودان، والعمل من اجل عبور المرحلة الحالية بتحقيق سلام عادل وتهيئة الجو السياسي للعمل الديمقراطي، كما تعلم ان هنالك جرائم انسانية ارتكبت في حق المواطنين لذلك يصبح  من المهم محاسبة كل مرتكبي تلك الجرائم ، بجانب مناقشة قضايا التهميش التي يمارسها هذا النظام الاستبدادي في جنوب السودان الذي أدخل البلاد في نفق مظلم  لذلك نرى نحن كجبهة خلاص انه يجب استبعاده من الحكم حتى تنعم البلاد بالسلام.

مقاطعة ..

عفوا انت تتحدث وكانك لم تكن جزء من النظام الحاكم في جوبا منذ قدوم الحركة الى الداخل في 2005 وأيضاً بعد الانفصال وتبوأت منصب نائب رئيس هيئة الأركان للجيش الشعبي وخرجت في 2016 م ولم تفعل اي شئ ؟

اجل هذا كلام  يقيني وهذا النظام صحيح كنت جزءاً منه ،والحركة الشعبية لتحرير السودان أتت الى الداخل بحكم اتفاق السلام الشامل نيفاشا 2005، وكنت أحد قيادات الجيش الشعبي وبحكم وجودي في ذلك التنظيم النضالي تبوأت منصب قيادي بالجيش وهذا بديهي، ولكن مع بعد تنفيذ الاتفاقية بدأت بوادر الفساد تظهر وتنخر في دواوين الحكومة وتغلغل داخله، وبجانب القبلية والظلم أيضاً بعد العام 2005 ، بحكم وجودنا حاولنا تذكير هولاء بمن فيهم رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت بضرورة ايقاف بوادر التهميش والظلم مبكراً ولكنه لم يصغي الينا، ورغم ذلك وحاولنا عدة مرات ولكن محاولاتنا لاقت الصد بصورة مستمرة ولم يكلل حراكنا بأي نتيجة ، وفي نفس الوقت النظام أعمته السلطة التي كان يتعامل معها  كدمية تحت سيطرة مجموعة قبلية محددة ، لذلك انا كثوري وبحكم تأثير نضالنا الثوري الطويل اخترنا موقف حاسم  تجاه تلكم الممارسات،  ولان النظام خان تطلعات وآمال شعب جنوب السودان وأهدافه الذي ناضل لأجله لذلك كسرنا حاجز الصمت وقررنا  العزم على تكوين جبهة الخلاص الوطني.

أذاً لماذا لم تسعوا إلى اصلاح داخلي عبر العمل المدني بدلاً من اختيار الكفاح المسلح؟

يا استاذ كما ذكرت لك سلفاُ  إن الاصلاح الداخلي بات غير مجدٍ ولا يؤثر فيهم وقلت لك اننا ظللنا نتحدث ونذكر القيادة منذ 2005 بهذا، والذين يسيطرون على مكامن الامور الان بصورة وطنية وسلسة وبروح الرفاقية والنضال أن البلاد لا تسير في الطريق الصحيح، ولكن أقر بفشلنا على ضوء ذلك خاصة بعد أحداث 2013 ولاحقا 2016 ، وبعدها أصبحنا مجبرين وبتنا على قناعة تامة ان الشعب لن ينتفض الشعب كله ضد هذا النظام لكي يتحرر منه، ولذلك اخترنا النضال المسلح.

سريلو ذكرت نقطة مهمة هي أن السبب وراء تأسيس جبهة الخلاص هي محاولاتك السابقة لقيادة اصلاح داخلي وعندما فشلتم اخترتم النضال المسلح والان توجد اتفاقية سلام وكنت جزءاً منها في البداية وانسحبت برأيك كيف يسير تنفيذها الان؟

والله اولا دعني اتحدث قليلا عن هذه الاتفاقية والتي نصفها بالظالمة والباطلة ، والهدف منها كان تمكين النظام القبلي في جنوب السودان حتى يستمر في سياسة البطش والقهر للشعب الجنوب سوداني، وتقسيمه وتدميره للبلاد، فعندما بدأت المفاوضات في أديس ابابا  حتى وصولها إلى الخرطوم حاولنا كمعارضة مناقشة جذور الأزمة التي قادتنا إلى الحرب، ولكن الحكومة لم تسمح لنا بمناقشتها وظلت متعنتة، ومما جعل اطراف الوساطة السودانية لاحقاً تقرر الانحياز لأهداف الحكومة، وبدأوا في إجبارنا وابتزازنا لكي نوقع على الاتفاقية الظالمة وهذا ما رفضناه كجبهة خلاص  أن نوقع على اتفاقية السلام الظالمة لانها تعزز من بقاء كير في السلطة واستمراره في البطش بشعبنا في جنوب السودان، وان يعيشوت في ظل حكمه كعبيد ومهمشين ومضطهدين بلا حرية وكرامة .

تريد القول ان الاطراف وقعت على الاتفاقية دون ارادتهم وقتها في الخرطوم وان المعارضة اجبرت على توقيع الاتفاقية وانكم تعرضتم للابتزاز؟

نعم في الحقيقة تم اجبارنا وارغامنا على توقيع الاتفاقية بالذات المعارضة كما تعرضنا لتهديدات مباشرة واستفزازات من قبل بعض أفراد نظام البشير الذي سقط بثورة شعبية واشياء كثيرة جدا لم تكن مقبولة.

عفواً هل يمكن أن تكشف لنا طبيعة تلك التهديدات التي تعرضتم لها وهل فعلا  هددوكم  بالتسليم الى جوبا ؟

نعم بعض الافراد في نظام البشير وقتها قاموا بتهديدنا  وقدموا اغراءات في أشكال مبالغ مالية ووظائف للمعارضة ،هناك من رضخ لذلك ولكننا لم نقبلها وقاومنا تلك التصرفات وتحديناها أيضاً وكنا جاهزين لمجابهة نتائج تلك المقاومة وقتها، ومن هنا اريد ان اذكر أننا كحركة ثابتين في مواقفنا للوقوف خلف الشعب حتى يحل السلام العادل في البلاد.

لكنك بكلامك هذا تتهم اطراف اتفاقية السلام المنشطة ،خاصة زملاءك في  المعارضة باللهث وراء السلطة؟

والله ليس هناك أي اتهام مباشر لهم ، مع احترامي لبعض التنظيمات والاخوة الذين وقعوا على الاتفاقية واصبحوا جزءاً منها وانت تعلم انهم الان يعانون معاناة صعبة في تنفيذ الاتفاقية  ،وفي رأيي أن اختيارهم للتوقيع كان غير موفق وغير سليم لانهم دعموا استمرارية النظام الحاكم في اضطهاد الشعب في جنوب السودان ، ولأن الاتفاقية ظالمة وغير مجدية فإن تنفيذها يتم بعقلية تامرية وبانتقاء شديد في تنفيذ بعض البنود فمثلا الترتيبات الامنية لم تنفذ ونحن وقعنا عليها من اجل استقرار البلاد وتاسيس قطاع امني مرتب ،حتى لا تكون السلطة مركزة في أيدي فئة معينة، اتفاقية الترتيبات الامنية كانت جيدة ومرتبة وكانت لمصلحة الحكومة أصلاً ولكن النظام في جوبا ليس لديها أية ارادة سياسية للتنفيذ وهذا ما ادى الى معاناة كبيرة جدا اثناء التنفيذ والاَن يقوم بتقسيم التنظيمات في جوبا.

 تصف الاتفاقية المنشطة بالظالمة ورغم ذلك تقوم بمفاوضة الحكومة في روما الان حتى تنضم لها؟

هذا سؤال مهم للغاية لأن هناك خلط للأوراق  الحكومة بجوبا تقوم بتضليل الرأي العام والشعب في جنوب السودان والمجتمع الدولي بانها تتفاوض معنا من أجل الانضمام للاتفاقية المنشطة، واقوله بصريح العبارة لكل المهتمين والمجتمع الدولي والشعب في جنوب السودان إن جبهة الخلاص الوطني وحلفائها الموجودون في روما مفاوضتهم للحكومة ليس الهدف منها الانضمام لهذه الاتفاقية الظالمة كما وصفناه من قبل، ولكن مباحثاتنا مع الحكومة اذا كنت متابع اتفقنا وجلسنا على أن نناقش معنا الحل لجذور الأزمة في جنوب السودان حتى نقدر ان نصل إلى سلام عادل ومستدام وهذا هدفنا في جلوسنا مع الحكومة وليس الانضمام للاتفاقية.

من هنا دعني  استغل الفرصة لاسألك  ما تفسيرك لـ” جذور الازمة” خصوصاً وان جبهة الخلاص الوطني أشتهرت بها والان المواطنين يتابعون ويعتقدون أن الامر لا يعدو سوى فلسفة جديدة من توماس سريلو حتى يجد موطئ قدم بالسلطة فماذا تقصد بها بالضبط؟

في فلسفتنا نعني بجذور المشكلة  مثلا هي عندما نناقش المشكلات المتعلقة بالفكر الجهوي في البلاد وأيضاً أزمة نهب الموارد تعد واحدة من عناصر جذور الازمة ، وإضافة إلى تأسيس اخلاقيات وقيم اجتماعية نبيلة ، وايضا عدم العمل بدستور الدولة كلها  تمثل جذور المشكلة لا بد من مناقشتها ، فعندما تبقى كل السلطة السياسية والامنية في يد شخص واحد مثل سلفاكير تعد مشكلة، ضف اليها السيطرة الكاملة علىال قطاع الأمني كله واعني به هنا الشرطة بفروعها والجيش وكل الاجهزة الامنية الاخرى وأصبحت تحت سيطرة فئة معينة بشكل قبلي لا يمكن تصويره.
وهنا يظهر شكل اخر لنوع من الاضطهاد لبعض المجموعات الاخرى وأنت تعلم ما يسمى بالقاتل المجهول  (unknown gun man)، اقول لك انه لا يوجد شئ أسمه مجهول اصلا الحقيقة انها ابتدرت من قبل النظام من اجل اضطهاد الاخرين، ولا يوجد تقسيم عادل للثروة والعدالة الاجتماعية، وكذلك مشكلة نهب الاراضي في مناطق عديدة في مناطق البلاد، وانت تعلم ما يحدث في أعالي النيل ومناطق بحر الغزال والاستوائية تلك المشكلات أدت إلى قيام نزاع مسلح في البلاد وهذا ما نسميه بجذور الازمة.

هل تريد ان تقول ان تفسيركم لجذور الازمة هو ما ذكرته بقولك هذا؟

نعم هي مشكلة ازمة السلطة والعدالة الاجتماعية ومشكلة نهب الأراضي والسيطرة عليها بشكل غير جيد وبجانب القبلية المستشرية في البلاد وعدم التوظيف السليم للثروة لخدمة الشعب.

ظللتم تتهمون الحكومة بصورة مباشرة بالهجوم على المناطق التي تقع تحت سيطرتكم ما حقيقة تلك الاحداث، هناك من يقول انكم تقولون ذلك لاظهار وجودكم فقط واشغال الرأي العام ؟

اولا مسالة وجود جبهة الخلاص  كتنظيم سياسي في الشارع العام لا يحتاج الى أي مزايدات ولا نريد أن نجعل الناس تفكر في ذلك ولكن الحقيقة أننا موجودين ونقاتل ونناضل من اجل احقاق السلام العادل في البلاد وان بياناتنا تفسر ذلك أننا نعمل من أجل الشعب في جنوب السودان لاننا رفضنا التقسيم القبلي ، وفي الحقيقة ان نظام كير رجع بنا الى العصر الحجري المبني على قاعدة القوي يأكل الضعيف في العصر الحديث توجد الحكومة فقط عندما تقوم بخدمه شعبها وليس من اجل نهب ثرواته وانت تعلم ان هنالك أناس يشربون مياها غير نقية، ولا يوجد أي تعليم مؤسس ولا بنية تحتية بالرغم من وجود مال كان من المفترض أن يبني البلاد ولكن لان الحكومة كانت فاسدة لذلك لم تقم بأية مشاريع تنموية بل فقط نهب الدولة والعالم الان يعلم أن الحزب الحاكم في جوبا تنظيم مجرم لا يمكن أن يخدم بلاده وشعبه

يتبع……..

Translate »