نص خطاب رئيس الجبهة الثورية في احتفال توقيع اتفاق السلام-جوبا

واجوما نيوز

 

-فخامة الرئيس الفريق اول سيلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان
-فخامة الرئيس الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني
– معالي الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة السوداني
– معالي الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس وزراء السودان
– معالي السيد توت جلواك ، كبير الوسطاء لعملية السلام.
– معالي ممثلي دولة تشاد والإمارات العربية المتحدة ،مصر المملكة العربية السعوديةو اثيوبيا.
– السادة السفراء والمبعوثون الخاصون وممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.
-قوي المجتمع المدني والأصدقاء من السودان على جانبي الطاولة.
– المراقبون والهيئات الإعلامية والصحفية
-الجمهور الكريم

تحية المجد والسؤدد والثورة والسلام

اسمحوا لي نيابة عن رفاقي رؤساء التنظيمات في الجبهة الثورية السودانية أن أتقدم بالشكر الجزيل لدولة جنوب السودان، ولفخامة الرئيس سلفا كير ميارديت و شعبه الأبي. كما أتوجه بشكر خاص للدول و المنظمات التي دعمت عملية السلام وفي مقدمتها دولة تشاد و رئيسها إدريس ديبي التي استضافت أهلنا النازحين و اللاجئين، و لدولة الإمارات العربية المتحدة التي ساهمت فى دعم عملية السلام، وجمهورية مصر العربية التي ساهمت ايضا بالدعم والاستشارة، وأتقدم بالشكر لدول الإيقاد والاتحاد الأفريقي الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ودول الترويكا و الأمم المتحدة.
ولمنظمة  PILPG و اليونميد كل التحية والتقدير علي الدعم الاستشاري. ولا يفوتني تحية وتقدير جهود الدولتين اللتين وقفتا معنا أثناء النضال يوغندا و أرتيريا.

أحيي في هذا اليوم التاريخي جنودنا البواسل والجرحى وأرواح الشهداء والسودانيين جميعا من نمولي إلى حلفا، ومن الجنينة إلى بورتسودان، وأحيي جميع سكان الريف المهمشين في السودان الذين عانوا في صمت كريم لوقت طويل. أحيي جميع المزارعين والعمال والمهنيين وجميع النساء السودانيات في كل مكان وطلابنا الأماجد في هذه المناسبة من اتفاقية السلام ، وجميع شبابنا الذين تحملوا وطأة الحرب، مبروك للجميع مبروك لكم هذا الإنجاز الوطني التاريخي المشهود. سلمت نضالاتكم وتضحياتكم وها هي اليوم تتوج بسلام عادل شامل ونهائي ومستدام.

عوامل عديدة قادت الي إنجاح عملية السلام تأتي في مقدمتها انعقاد المفاوضات في جوبا، ولدولة جنوب السودان خصوصية ومكانة في قلوب السودانيين، إن الوساطة المدركة بطبيعة الأزمة في ظل الرعاية الشخصية للرئيس سلفاكير ميارديت كان لها القدح المعلى في الوصول الي ما وصلنا اليه اليوم من إنجاز، و قد ساهم في نجاح المفاوضات جدية الوفد الحكومي برئاسة الفريق أول حميدتى ورفاقه الميامين من أعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء والفريق المفاوض، و حرصهم على تحقيق السلام علي عكس النظام البائد.

اليوم نقدم للشعب السوداني الماجد اتفاقية سلام متميزة  خاطبت جذور الأزمات وقدمت حلول ناجعة ومعايير عادلة لتقاسم السلطة والثروة وإصلاح مؤسسات الخدمة المدنية والعسكرية ونظام الحكم، وتقدم الاتفاقية وصفة علمية وعملية لمعالجة الإفرازات السالبة بالاهتمام بموضوعات النزوح واللجوء وقضايا الأرض والحواكير والعدالة الانتقالية والرحل.
إن ما توصلنا اليه اليوم عبر مفاوضات شاقة وطويلة سيكون جهدا ناقصا إن لم تتوفر له ضمانات التنفيذ، ومما لا شك فيه إن نجاح الاتفاق يتطلب التزام وطني لمقابلة استحقاقات السلام، وتعهد ودعم ورعاية دولية لاسيما الاستحقاقات المالية، وهنا تبرز أهمية عقد مؤتمر المانحين لتوفير ما يلزم لإعمار ما دمرته الحرب حتي يعم السلام والاستقرار.

إن الجبهة الثورية السودانية تشهد روحا جديدة بتوحدها علي مشروع سياسي يهدف الي دعم الفترة الانتقالية ونجاح تجربة التحول الديمقراطي و العمل لخلق التوافق السياسي في السودان، وفى هذا الصدد سعت الجبهة الثورية الي توقيع اتفاقا تاريخيا مع الحرية والتغيير، وسنعمل جميعا لوحدة قوى الثورة و التغيير وتشكيل كتلة تاريخية دعما للتحول الديمقراطي وتحقيقا للأمن والسلام والعمل علي رفاه الشعب السوداني وتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة.

بالتوقيع علي اتفاق السلام الشامل اليوم نكون قد طوينا صفحة الحرب الي الأبد، وأنتهز هذه اللحظة التاريخية بمناشدة الحركات الممانعة بالانضمام إلى السلام الآن وليس غدا، ونبذ الاقتتال الي الأبد، سودان الثورة يسع الجميع، وهذا الاتفاق يضع أساسا متينا لنهضة قادمة و هو مفتوح للآخرين للالتحاق به وتعزيزه.

نهدى هذا الاتفاق اليكم جميعا والى شهداؤنا الأبرار فهم اسمي منا جميعا، والي النازحين واللاجئين وكل من شردهم النظام البائد، نهدي هذا السلام الي الثورة السودانية المجيدة التي تشهد ميلادا جديدا بالتوقيع اليوم بالأحرف الاولي علي اتفاق السلام الشامل والمستدام.

حرية سلام وعدالة والسلام خيار الشعب
حرية سلام وعدالة والبناء خيار الشعب
حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب

دكتور الهادي ادريس يحي
رئيس الجبهة الثورية السودانية
٣١ اغسطس٢٠٢٠
جوبا

Translate »